اقتصاد تركي

ذكرى الانقلاب الفاشل.. كيف غيّرت "مكالمة" أردوغان موازين القوى؟

تمتزج في هذا اليوم مشاعر الفرح بالحزن والفخر إذ تستذكر الأسر شهداءها الذين ارتقوا- الأناضو
قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بزيارة النصب التذكاري لشهداء محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو عام 2016.

وقال أردوغان، جاء ذلك في كلمة ألقاه، الاثنين، خلال فعالية بإسطنبول، إنهم يتذكرون "بفخر كبير النضال الملحمي الذي خاضه شعبنا بأيديه العارية ضد الدبابات والأسلحة الفتاكة".

وأكد أن "أن الشعب التركي سيحبط كل مكيدة تستهدف استقلاله وتحاول تكبيل إرادته".


وفي السياق ذاته كتب أردوغان على حسابه الرسمي على منصة إكس "في الذكرى الثامنة لمحاولة الانقلاب الغادرة يوم 15 تموز/ يوليو، أتمنى الرحمة من الله لجميع أبطالنا الذين شربوا شربات الشهادة وهم يحمون صدورهم من الرصاص.

وأضاف قائلا: "أود أن أعرب عن امتناني لقدامى المحاربين الذين أصيبوا أثناء القتال من أجل نفس القضية المقدسة، وإننا نتذكر بفخر كبير النضال الملحمي الذي خاضته أمتنا بأيديها العارية ضد الأسلحة التي تنفث الموت".

وتابع: "سنحيي بطولة شهدائنا الذين تركوا أسماءهم مكتوبة بأحرف من ذهب في التاريخ وفي قلوب أمتنا، بنقلها من الفم إلى الفم ومن القلب إلى القلب.

لن نغفر لمن يسمي 15 تموز/ يوليو"لعبة"، ومن يسميه "مسرحا"، ومن يسميه بلا خجل "تواطؤا" إلى آخر الزمان.



ومن جانبها أحيت أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي، الذكرى الثامنة لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا يوم 15 تموز/ يوليو 2016.

وقالت أمينة أردوغان في منشور على منصة إكس، الاثنين: "النور الذي سطع صباح تلك الليلة المظلمة هو انتصار الإرادة الوطنية والوحدة والتضامن".

وأضافت: "ما زالت أرواح أبطال هذه المقاومة المقدسة تنبض في قلوب أمتنا، وسوف نحمي ونمجد إلى الأبد الأمانة المقدسة التي تركوها وراءهم".


وتحيي تركيا في 15 يوليو من كل عام "يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية"، الذي يتزامن مع ذكرى محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في اليوم نفسه من العام 2016.

وفي ذلك اليوم نفذت عناصر محدودة من الجيش تابعة لتنظيم "غولن" المصنف منظمة إرهابية محاولة انقلاب عسكري، قوبلت باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن، ما أجبر الانقلابيين على سحب آلياتهم العسكرية وأفشل مخططهم.




تشهد كافة ولايات البلاد، أنشطة وفعاليات يشارك فيها ممثلو كافة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وتمتد الفعاليات بهذا اليوم للبعثات والممثليات التركية في الخارج، حيث تمتزج في هذا اليوم مشاعر الفرح بالحزن والفخر، إذ تستذكر الأسر التركية شهداءها الذين ارتقوا دفاعا عن وطنهم.



يذكر أن السلطات التركية، نجحت خلال 15 ساعة فقط، في إجهاض محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث بدأت محاولة الانقلاب الساعة الـ22:00 بالتوقيت المحلي (19:00 ت غ) من يوم الجمعة (15 تموز / يوليو 2016)، في مقر رئاسة الأركان التركية بالعاصمة أنقرة، وتم إحباطها ظهر السبت 16 تموز/ يوليو في الساعة الـ12:57 بالتوقيت المحلي (09:57 ت غ).




وفي تمام الساعة الـ22:00  دوى إطلاق نار داخل مقر رئاسة الأركان القريبة من ميدان "كزيلاي" وسط العاصمة، أعقبه إطلاق نار من إحدى المروحيات باتجاه جنود معارضين للانقلاب في محيط المقر.

وسيطرت مجموعة من الجنود فيما بعد على مقر الأركان، ومبنى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الكائن في منطقة أوران، تزامنًا مع إغلاق مجموعة أخرى من الجنود جسري "البوسفور" و"السلطان محمد الفاتح" (الممران البرّيان الوحيدان بين شطري مدينة إسطنبول الآسيوي والأوروبي).

وبعد ذلك بما يقارب الساعة والنصف اتصل رئيس الوزراء بن علي يلدريم، بإحدى القنوات التلفزيونية المحلية، معلنًا أن ما يجري هو "محاولة انقلاب على يد مجموعة داخل الجيش"، مشدّدا على أنه "لن يُسمح بحدوث ذلك، وسيدفع القائمون عليه ثمنًا باهظًا".

وبعد احتجاز رئيس الأركان خلوصي أكار، على يد مجموعة من الجنود المشاركين في محاولة الانقلاب الفاشلة في تمام الساعة الـ23:30، وصل الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى مطار أتاتورك الدولي في مدينة إسطنبول، قادما من قضاء مرمريس بولاية موغلا، في تمام الساعة الـ00:11 .



مكالمة غير موازين القوة

اتصل أردوغان بإحدى القنوات التلفزيونية وأدان محاولة الانقلاب، داعيًا الشعب للنزول إلى الشوارع، وأكّد أن القائمين على هذه المحاولة سيُحاسبون وفقًا للدستور والقوانين التركية أيًا كان انتماؤهم.

ودفعت تصريحات أردوغان حشود الشعب إلى التوافد نحو مراكز المدن تعبيرًا عن رفضهم للانقلاب، وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة باتجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.



وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أسفر عن استشهاد قرابة الـ248 وإصابة ألفين و196 آخرين.

تحركات الانقلابيين
هاجم الانقلابيون مقر مؤسسة البث الفضائي في منطقة "غول باشي" بأنقرة، باستخدام إحدى المروحيات العسكرية التركية، بعد قطعها البث عن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وتعرض مقر مديرية الأمن العام في أنقرة لهجوم المقاتلات الحربية والمروحيات العسكرية، ليعلن وزير الدفاع التركي إثر ذلك أن ما يجري هو "محاولة انقلاب على يد مجموعة من الضباط في القوات المسلحة"، وتعرضت رئاسة دائرة القوات الخاصة لقصف جوي من قبل الانقلابيين، ما أسفر عن استشهاد 17 عنصرًا من الشرطة، تلا ذلك إسقاط مقاتلة تركية من طراز "إف-16" لمروحية عسكرية من طراز "سيكورسكي" كانت تحت سيطرة الانقلابيين.




يلدريم يعلن إخماد التمرد

وتم القبض على 13 عسكريًّا انقلابيًّا، بينهم ثلاثة ضباط، حاولوا اقتحام المجمع الرئاسي في أنقرة، وفي الوقت ذاته أعلن المستشار الإعلامي لجهاز الاستخبارات، نوح يلماز عن "إجهاض المحاولة الانقلابية".

فيما أعلن رئيس الوزراء التركي يلدريم عبر حسابه الساعة الخامسة فجرا على "تويتر" ورود معلومات عن مقتل جنرال انقلابي، ويشير إلى توقيف 130 عسكريًّا بينهم ضباط برتبة عقيد.




وصل يلدريم إلى قصر جانقايا الساعة الثانية عشرة ظهرا، وصرح للصحافة بأنه تم إخماد التمرد، مشيرًا وقتئذٍ إلى سقوط 161 شهيدًا، و1440 جريحًا، والقبض على 2839 عسكريًّا، بينهم ضباط برتب مختلفة، بعضها رفيعة.