حول العالم

دولة في العالم "على وشك التفكك" ويمكن أن تشكل قارة جديدة

الصفيحة الهندية قابلة للطي بسبب الضغط- CC0
سلطت صحيفة "لاراثون" الإسبانية الضوء على النظرية التي كشفت عنها إحدى الدراسات حول آثار تفاعل الصفائح التكتونية ودورها في التقسيم الأفقي لمناطق العالم.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الهند ستكون قريبة من التفكك ويمكن أن تنقسم إلى قسمين، لأنها ستعاني من انقسام أفقي بسبب اصطدام الصفائح التكتونية، وهي ظاهرة كان من شأنها أن تنتج طبقتين يبلغ سمكهما حوالي مائة كيلومتر. وهذا من شأنه أن يولد قارة جديدة، وبينما يتحرك جزء منها شرقا، فإن الجزء الآخر سيبقى في موقعه الأصلي.

وقد أوضح ذلك مؤلفو العمل العلمي في الأرشيف المفتوح لعلوم الأرض والفضاء. وأجريت الدراسة على سلسلة جبال الهيمالايا وهضبة التبت، وهي المناطق التي تضم أعلى جبال في العالم، بسبب حركة تصل إلى 1 أو 2 مليمتر سنويا.

وتجدر الإشارة إلى أن الصفائح التكتونية هي الأجزاء الكبيرة من الغلاف الصخري للأرض، وهي في حركة مستمرة على طبقة وشاح الأرض، كما أنها مسؤولة عن تكوين القشرة الأرضية وتكتلاتها، وكذلك عن النشاط الزلزالي أو البركاني للكوكب.


وأضافت الصحيفة أنها تتكون بشكل أساسي من قشرة الأرض (القارية أو المحيطية)، وتتحرك ببطء فوق غطاء الأرض، مما يجعلها قادرة على التحرك مع بعضها البعض، أو تبتعد أو تنزلق. وفي بعض الأحيان يمكن أن تتصادم، وهذا ما يسبب تكوين السلاسل الجبلية وفتح أحواض المحيطات والنشاط البركاني والزلازل وغيرها من الظواهر الجيولوجية. وفي الحالات الأكثر تطرفا؛ تتسبب في انقسام القشرة الأرضية، وهو ما حدث منذ ملايين السنين مع بانجيا وما يحدث في أفريقيا وما سيحدث الآن في الهند.

لماذا يمكن أن تتفكك الهند وتتشكل قارة جديدة على كوكب الأرض؟

طور خبراء الدراسة التي أجريت على الدولة الآسيوية نظرية تطرح فيها إمكانية انقسام الصفيحة القارية الهندية إلى قسمين، وبخلاف الظاهرة التي تحدث في أفريقيا، فإن هذا الحدث من شأنه أن يولد انقساما أفقيا ينتج عن اصطدام بين الصفيحة الهندية والصفائح التكتونية الأوراسية.

وهكذا، وضعوا عدة نظريات؛ تنص الأولى على أن طفو الصفيحة الهندية سيساعدها على عدم الانغماس في الوشاح، مما قد يتسبب في نزوح تحت الصفيحة الأوراسية وسيساهم في استمرار وجود تكوين جبلي بارز في التبت.


وتشير نظرية ثانية إلى أن الصفيحة الهندية قابلة للطي بسبب الضغط، كما تشير إلى حدوث ظاهرة "الانزلاق" التي تساهم في ظهور جبال أعلى بكثير بسبب انفصال طبقة الجزء العلوي بينما يظل الجزء السفلي مغمورا في الوشاح. وهذا الأخير هو ما قد يقود العلماء إلى فهم سبب ارتفاع هضبة التبت إلى هذا الحد والتنبؤ باحتمال انقسام الصفيحة.

ومع ذلك، أثبتت الدراسة أن الانفصال النهائي بين الصفائح التكتونية سيحدث خلال ملايين السنين، وهو أمر سيحدث في وقت لم يعد فيه للبشر وجود على كوكب الأرض.