اقتصاد دولي

رغم محاولات المصدرين وخفض الإنتاج.. لماذا تتراجع أسعار النفط؟

أسعار النفط دون الـ80 دولارا للبرميل رغم تمديد اتفاقية خفض الإنتاج
تراجعت أسعار النفط الخام عالميا منذ مطلع جلسات الأسبوع الماضي حتى اليوم، على الرغم من إعلان تحالف "أوبك+" بتاريخ 2 حزيران/ يونيو الجاري، تمديد اتفاقية خفض إنتاج النفط الإلزامي عاما إضافياً.

وسيكون موعد انتهاء اتفاقية خفض إنتاج النفط الإلزامية في كانون الأول/ ديسمبر 2025، بدلا من الموعد السابق الذي كان مقرراً في نهاية عام 2024.

وحتى قبل التمديد الأخير، كان التحالف في 2023 أقر تمديد اتفاقية الخفض حتى نهاية 2024 بدلا من نهاية العام الماضي، بسبب ظهور مؤشرات في السوق تدلل على ضعف الطلب.

ويبلغ مقدار خفض إنتاج النفط ضمن هذه الاتفاقية التي بدأت في تشرين ثاني/ نوفمبر 2022، نحو 3.7 مليون برميل يوميا موزعة على الأعضاء الـ 22، بقيادة السعودية وروسيا.

وتشارك 8 دول في التحالف في اتفاقية طوعية لخفض إنتاج النفط مقدارها 2.2 مليون برميل يوميا، بدأت في تموز/ يوليو 2023، وتنتهي في الربع الثالث من 2024.

وتشير بيانات "أوبك" إلى أن متوسط الطلب العالمي على النفط الخام، يبلغ 103 ملايين برميل يوميا، مقارنة مع قرابة الـ 102.6 مليون برميل في 2023.

 لماذا تراجعت الأسعار؟
وفي أول جلسة تداول بعد قرار "أوبك+"، بتاريخ 3 حزيران/ يونيو الجاري، تراجعت أسعار النفط بنسبة 2 بالمئة دون الـ80 دولارا لبرميل نفط برنت، متجاهلة قرار التحالف.

وفي تعاملات الأربعاء الماضي، تراجعت أسعار البرميل إلى 77.9 دولار للبرميل، قبل أن تغلق تعاملات الجمعة عند 79 دولارا للبرميل، مقارنة مع متوسط 82 دولارا للبرميل قبيل قرار التحالف.

وفي التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، بلغ سعر برميل برنت قرابة الـ79.1 دولار للبرميل، أي أن الأسعار ما تزال أقل من تلك المسجلة قبيل إعلان التحالف تمديد اتفاقية خفض الإنتاج.

ويعود السبب الرئيس لهبوط أسعار النفط الخام، إلى أن قرار التمديد يعكس تحديات يواجهها تحالف "أوبك+" بشأن الطلب العالمي على النفط الخام.

هذه التحديات المرتبطة بظهور تباطؤ في نمو الطلب العالمي على النفط، دفعت التحالف إلى تمديد اتفاقية خفض إنتاج النفط، وهو ما أوصل رسالة للأسواق بأن الطلب الضعيف سيبقى لفترة أخرى من الزمن.

ويحاول التحالف من خلال اتفاقيات خفض إنتاج النفط، الحفاظ على توازن عرض وطلب النفط الخام، ومنع تراكم أي مخزونات لدى المستهلكين.

كما أنه يحاول الوصول إلى ما يصفه بالسعر العادل للبرميل، والبالغ قرابة الـ95 دولاراً، مقارنة مع المستويات الحالية البالغة دون الـ80 دولارا للبرميل.

وهبطت الأسعار، مع استمرار بعض التحديات الاقتصادية التي تواجه الصين داخليا، بصدارة أزمة العقارات، والتي أثرت على مفاصل الاقتصاد ككل.

والصين، هي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، بأكثر من 10 ملايين برميل يوميا، وهي ثاني أكبر مستهلك بعد الولايات المتحدة، بمتوسط يومي 14.5 مليون برميل.

كذلك، أضافت التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة على سلع صينية، نهاية الشهر الماضي، مزيدا من الضغوط على طلب الخام من جانب الصين.

هذه العوامل مجتمعة، ضغطت على الأسعار وتجاهلت قرار التحالف بتمديد اتفاقية خفض الإنتاج، ما يعني أن استمرار الأسعار عند المستويات الحالية، قد يدفع التحالف لتغيير سياسته الحالية، نحو بنود جديدة أكثر تشدداً.

سبب آخر دفع الأسعار إلى الهبوط، مرتبط بالخفض الطوعي للإنتاج البالغ 2.2 مليون برميل يوميا، وهو قرار التحالف إلغاء الخفض الطوعي لإنتاج النفط بشكل تدريجي على أساس شهري بداية من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل وحتى أيلول/ سبتمبر 2025، في إطار السعي لاستقرار سوق النفط العالمية.

وعانت أسعار النفط على مدى الشهرين الماضيين من تراجع ملحوظ، مع هدوء التوترات الجيوسياسية وإشارات تباطؤ الطلب على الخام، خاصة مع الأزمات التي يشهدها اقتصاد الصين مؤخرا.