سياسة عربية

بعد عام من الحرب السودانية.. انتشار زواج "القصّر" هربا من الجوع

700 ألف طفل سوداني يعانون من سوء التغذية الحاد - إكس
يعاني أهالي السودان من الأزمات الإنسانية التي تعد الأسوأ في التاريخ الحديث، وذلك بعد ما يقرب من عام من الحرب التي نشبت بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نيسان / أبريل 2023

وبحسب الأمم المتحدة اضطر ما لا يقل عن 8.2 ملايين شخص إلى الفرار من منازلهم مع تصاعد العنف، فميما يضطر الأهالي لتزويج الأطفال في عمر 11 عامًا خوفا من الموت جوعا.

وأدت الأزمة المتفاقمة إلى قيام بعض الآباء بتزويج بناتهم الصغيرات لصعوبة إعالتهم، وذلك وفقًا لأحد أعضاء فريق الاستجابة الإنسانية التابع لمنظمة بلان إنترناشيونال في السودان.

وأشار أن حالة الفقرة التي يمر بها النازحون، تسببت في قيام الأهالي لتزويج الفتيات في سن 11 و12 عامًا لرجال أكبر منهم بثلاث أو أربع مرات في كثير من الأحيان".

ومن ناحية أخرى، تكافح الأمهات المرضعات لإنتاج الحليب بسبب افتقارهن إلى التغذية، وتأكل الأسر الأعشاب الضارة وأشياء من البرية بسبب نقص الغذاء.

يذكر أن الحرب تسببت في مقتل ما لا يقل عن 14,700 شخص في أعمال العنف، وفقاً للجنة الإنقاذ الدولية، في الوقت الذي تقاتل فيه القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للسيطرة على البلاد.

كما أثار الصراع أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث يضطر 20,000 شخص إلى الفرار من منازلهم كل يوم، وتشرب العائلات من الجداول أو تأكل الأعشاب الضارة من أجل البقاء.

وقالت فرق الإغاثة إن شعب السودان لا يموت متأثراً بجراحه بسبب الرصاص، بل بسبب نقص المأوى والمرض، الناس يموتون من أمراض القرن السابع عشر في القرن الحادي والعشرين، وتضررت عشرات المنازل بسبب القتال.

ويعاني نحو 700 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الشديد، بحسب منظمة إنقاذ الطفولة، التي تحذر من أن 220 ألف طفل و7000 أم سيموتون في الأشهر المقبلة دون تدخل عاجل.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن ما يحدث أكبر من كونه صراعا بين طرفين متحاربين، إذ إنه حرب تُشن على الشعب السوداني، على آلاف من المدنيين الذين قُتلوا وعشرات الآلاف غيرهم الذين شُوهوا مدى الحياة. حرب على 18 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، وعلى مجتمعات تواجه التهديد المرعب بحدوث مجاعة خلال الشهور المقبلة".

وقال الأمين العام إن الهجمات العشوائية التي تؤدي إلى قتل وإصابة وترهيب المدنيين، قد تصل إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وأشار إلى مهاجمة قوافل الإغاثة ومستودعاتها والعاملين في المجال الإنساني، وتعرض النساء والفتيات للعنف الجنسي المتفشي.

الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع