سياسة دولية

فضيحة مدوية في صفوف حزب المحافظين البريطاني بعد تسريبات "جنسية"

وقد دعا نواب المحافظين إلى استقالة راغ بعد اعترافه بتسليم أرقام هواتف زملائه- جيتي
كشف العضو المحافظ في البرلمان البريطاني لوك إيفانز أنه تعرض للاستهداف فيما عرف بـ"فضيحة وستمنستر للرسائل الجنسية".

وقال إيفانز الذي نبه السلطات منذ بداية الأمر٬ إنه تلقى رسالة مشبوهة يُشتبه في أنها جزء من محاولة واسعة لاستهداف النواب.

وذكر إيفانز في مقطع فيديو أنه تلقى صورة لامرأة عارية عبر تطبيق واتساب، تلاها رسالة بعد 10 أيام.

من جانبه قال عضو البرلمان عن دائرة بوسوورث: "قبل شهر كنت ضحية للاعتداء الجنسي الرقمي والاتصالات الخبيثة وقمت بالتبليغ عنها فور حدوثها إلى الشرطة والسلطات البرلمانية".      




وأكد إيفانز: "كانت المجموعة الأولى من الرسائل التي تلقيتها في يوم كنت فيه مع زوجتي، وتلقيت صورة فاضحة لسيدة عارية على تطبيق واتساب٬ وفور تلقي هذه الرسائل، قمت في اليوم التالي بالإبلاغ عنها للشرطة والسلطات ورئيس الأغلبية في البرلمان".    

وأوضح أنه: "بعد عشرة أيام، تلقيت مجموعة أخرى من الرسائل٬ ولكن هذه المرة كنت جالسًا مع فريقي في مكتب الدائرة الانتخابية، لذا تمكنا من تسجيل المحادثة والتقاط صور وفيديوهات للرسائل الواردة بما في ذلك صورة أخرى لامرأة عارية".

وأضاف إيفانز: "أنا سعيد فقط أنني قمت بالإبلاغ عن الحادث، وقدمت تقريرًا للسلطات، والآن يجري التحقيق في الأمر".

وفي يوم الجمعة الماضي، قالت شرطة العاصمة إنها تُحقق في الصور والرسائل غير المرغوب فيها المرسلة إلى عدد من النواب في عملية احتيال برلمانية.  

وكشفت التحقيقات أن عضو البرلمان عن الحزب المحافظ في دائرة هيزل غروف٬ النائب ويليام راغ، قد اعترف بتقديم أرقام هواتف زملائه الشخصية لشخص التقاه على تطبيق مواعدة للمثليين جنسيا.


وأكد النائب راغ أنه قام بهذه الخطوة وقدم تفاصيل بيانات النواب لأنه خشي من أن الشخص الذي كان يواعده يمتلك مواد قد تساهم في تشويهه.

 وقد وجهت لراغ دعوات للاستقالة بعد أن قال لصحيفة تايمز إنه قدم المعلومات بعد أن قام بإرسال صور حميمية لنفسه، معترفًا بأنه "كان خائفًا ومذعورًا".



وقال مصدر في الحزب إن النائب راغ لن يتم تعليقه من الحزب في الوقت الحالي وسط مخاوف من أنه ضحية أيضا.

وذكرت مجلة بوليتيكو أن 12 شخصا يعملون في وستمنستر، بينهم وزير، قد اتصل بهم شخص عبر تطبيق "واتساب" يزعم أنه قابلهم في حدث سياسي أو اجتماعي، في محاولة للحصول على معلومات شخصية أو حساسة.  

ووصف المستشار الاقتصادي لحزب المحافظين جيريمي هانت، اعتذار النائب راغ بأنه "شجاع ورائع". ورفض حزب المحافظين التعليق بسبب قيام الشرطة بالتحقيق في القضية، على الرغم من أن رئيس الحكومة قد تحدث إلى المتضررين.

وفي تعليقه على هذه الحادثة قال مستشار حكومي سابق تعرض لمحاولة الابتزاز: "ليس لدي أي تعاطف مع راغ"٬ وأوضح أنه كان من الأفضل له أن يواجه ما أقدم عليه وحيدا٬ بدلا من إعطاء أرقام هواتف زملائه للشخص الذي يخشاه ومن ثم يقوم بتوريطهم أيضا٬ وتساءل المستشار السابق: "هل بعد كل هذا من المفترض أن نشعر بالتعاطف معه؟".

ويذكر أن المستشار الحكومي السابق قد تلقى أول رسالة في 23 كانون الثاني/يناير 2023، مما يشير إلى أن عملية الاحتيال عبر الإنترنت كانت قيد التنفيذ لمدة 14 شهرًا على الأقل.

وتلقى رسالة من رقم غير معروف في المساء قال فيها: "مر وقت طويل منذ آخر مرة تحدثنا فيها، كيف حالك؟".

وادعى مستخدم الواتساب، الذي استخدم صورة فتاة شابة كصورة ملفه الشخصي، أنه قابل المستشار الحكومي السابق في بار فندق ميدلاند بالقرب من مؤتمر الحزب الاحتفالي في مانشستر، وعندما قال المستشار إنه لا يتذكر اللقاء، عرض المرسل أن "يعيد له الذاكرة" وأرسل صورة صريحة.

وقد دعا بعض النواب المحافظين إلى استقالة النائب ويليام راغ بعد اعترافه بتسليم أرقام هواتف زملائه.

وقال راغ لصحيفة تايمز: "لقد كانت لديهم أمور مُحرجة عني٬ لم يتركوني وحدي٬ كانوا يطلبون أرقام أشخاص٬ قدمت لهم بعض الأرقام وليس كلها٬ قلت لهم أن يتوقفوا٬ ولكنهم كانوا يتلاعبون بي٬ والآن ألحقت الأذى بالناس بسبب ضعفي٬ لقد كنت خائفا٬ أنا آسف جدًا لأن ضعفي تسبب في جرح الآخرين".




وسبق أن تحدث النائب ويليام راغ عن معاناته من مشاكل صحته النفسية٬ ففي عام 2022، قام بأخذ استراحة قصيرة عن مهامه كنائب في البرلمان خلال فترة إصابته بأزمة شديدة من الاكتئاب والقلق.