تتنافس
السعودية وإيطاليا وكوريا الجنوبية
في باريس، الثلاثاء، على حق استضافة معرض إكسبو 2030 العالمي، وهو حدث يقام كل خمس
سنوات ويجذب ملايين الزوار واستثمارات بمليارات الدولارات.
وسعت وفود الدول الثلاث على مدى الأشهر
القليلة الماضية للفوز بأصوات الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض البالغ عددها
182.
وتتنافس العاصمة السعودية الرياض مع نظيرتها
الإيطالية روما ومدينة بوسان الواقعة جنوب شرق
كوريا الجنوبية.
وركزت روما بشدة على حقوق الإنسان والديمقراطية
في سعيها لاستضافة المعرض، وتصور نفسها كخيار أكثر أخلاقية من الرياض، التي يُنظر إليها
على نطاق واسع على أنها المرشح الأوفر حظا.
وقال رئيس بلدية المدينة روبرتو غوالتيري
في مؤتمر الأسبوع الماضي: "روما هي المدينة الأكثر مصداقية لمعرض يهدف إلى التنمية
المستدامة الموضوعية ويحترم حقوق الإنسان والتنوع والحوار والشمول والنساء ومجتمع الميم
والنقابات".
منافسة شرسة
وسيكون فوز السعودية تتويجا لرؤية 2030
الطموح لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حاكم المملكة الفعلي الذي يهدف إلى إبعادها
عن الاعتماد على النفط.
ويقول منتقدون إن الأمير محمد يستخدم الحدث
لتحسين صورة المملكة بعد مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي عام 2018، والذي يعتقد
القادة الغربيون أنه نُفذ بأمر من ولي العهد.
وحصلت الرياض على دعم فرنسي في الجولة الأولى
من التصويت، حيث قال مستشارون لماكرون إن ذلك جاء مقابل مساعدة السعودية لباريس في
قضايا أخرى تقع في قلب الأولويات الدبلوماسية الفرنسية.
وقال مسؤول أوروبي إن الأمر يتعلق بلبنان
دون أن يذكر تفاصيل. لكن مستشار ماكرون قال إن الالتزام يقتصر على الجولة الأولى من
التصويت. وسيكون من الضروري إجراء أكثر من تصويت إذا لم تحصل أي دولة على الأغلبية
في الاقتراع الأول.
وفي الوقت نفسه، تسير الحملات على قدم وساق
في باريس.
فقد قام الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك
يول بمحاولة أخيرة خلال رحلة إلى باريس، قائلا إن المعرض سيكون فرصة لبلاده لرد الجميل
للعالم بعد الاستفادة من المساعدات الدولية في أعقاب الحرب الكورية بين 1950 و1953.
وشاركت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني
شخصيا في محاولة إقناع الزعماء الدوليين بدعم عرض روما، لتمنحه دعمها السياسي الكامل.
ومع ذلك، من غير المقرر أن تتوجه إلى باريس اليوم، وهي علامة بالنسبة للبعض على أنها
تعتقد بأن إيطاليا ستخسر السباق على الأرجح.
وتتطلع روما إلى استخدام المعرض كوسيلة
لجذب الاستثمار، مثلما فعلت ميلانو عندما استضافت معرض "إكسبو" 2015 بنجاح.
وكان هذا هو آخر معرض "إكسبو" يُنظم في أوروبا، وتقول روما إن من العدل أن
تستضيفه القارة مرة أخرى في عام 2030، بالنظر إلى أن دبي نظمته في 2020 وستنظمه أوساكا
باليابان في 2025.