اعتقلت السلطات التركية، المئات صباح الثلاثاء، في إطار حملة أمنية أطلقتها بعد الهجوم على مبنى
وزارة الداخلية في
أنقرة، وتبنته منظمة
العمال الكردستاني، فيما ذكرت تقارير صحفية أن العملية قد يكون هدفها
البرلمان التركي.
وذكرت وسائل إعلام تركية، أن العملية تنفذ بالتنسيق بين جهاز الاستخبارات، والمديرية العامة للأمن، والنيابة العامة في ولاية شانلي أورفا جنوب البلاد، وطالت حتى اللحظة 928 شخصا في 64 ولاية تركية.
وقال وزير الداخلية علي يارلي كايا، في تغريدة على حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن 466 عملية أمنية متواصلة ضد "التنظيمات الإرهابية"، مشيرا إلى مشاركة 13 ألفا و440 عنصر أمن فيها.
وتأتي العملية بعد متابعة وتحريات استمرت 10 أشهر، قامت خلالها الاستخبارات التركية برصد المشتبه بهم في النشاط لمصلحة التنظيم الإرهابي في كلّ من شمال العراق، وسوريا، إلى جانب الداخل التركي.
ونفذت العملية بشكل متزامن في كل من ولايات: شانلي أورفا، وإسطنبول، وأنطاليا، وأضنة، وبورصة، وديار بكر، وغازي عنتاب، وماردين، ومرسين، ودنيزلي، وقونية، وقيصري، وباطمان، وإسبارطة، وباليكاسير، وشرناق، وقوجة إيلي، وأماسيا.
تفاصيل جديدة عن هجوم أنقرة
وأعلنت وزارة الداخلية التركية أن أحد منفذي الهجوم على المديرية العامة للأمن في أنقرة، هو عضو في حزب العمال الكردستاني، ويدعى حسن أوغوز وشهرته "كنيفار إردال"، لكن وسائل إعلام تركية ذكرت أن المنفذ الآخر يعتقد أنه أجنبي.
وذكرت صحيفة "
حرييت" أن قاذفات الصواريخ والمتفجرات التي استخدمت في الهجوم تم تهريبها إلى
تركيا بشكل غير قانوني عبر سوريا.
وأضافت أن أوغوز، كان ضمن الفرق الجبلية التابعة لمنظمة العمال الكردستاني، وشارك في التدريب على تنفيذ الاغتيالات والعمليات والتفجيرات الانتحارية.
وأشارت إلى أن التقييمات تشير إلى أن المنفذ الآخر لم يتم تحديد هويته بعد، لكنه قد يكون مواطنا أجنبيا.
ويظهر التحقيق أن الإرهابي الأول حاول دخول مبنى مديرية الأمن بإطلاق النار على العناصر الذين كانوا على المدخل، وعندما فشل في ذلك فإنه قام بتفجير نفسه.
وتبين أن المنفذ الآخر حاول أولا إطلاق قاذفة صاروخية، لكنه قتل بعد إصابته برأسه عندما جرى إطلاق النار عليه.
هل كان هدف العملية البرلمان التركي؟
الكاتب عبد القادر سيلفي في مقال على صحيفة "
حرييت"، كشف أن منفذي العملية كانا من ضمن "كتيبة الخالدين" التابعة للقائد العسكري لمنظمة العمال الكردستاني مراد كارايلان، وتم تدريبهما على تنفيذ عمليات انتحارية.
وأضاف أن منظمة العمال الكردستاني تعمدت اختيار الأول من تشرين الأول/ أكتوبر في يوم افتتاح البرلمان، وتبين أنها كانت تسعى لتنفيذ عملية كبيرة.
وتبين أن منفذي الهجوم وصلوا إلى أنقرة بالسيارة التي اختطفوها بعد قتل صاحبها، وتوجهوا مباشرة باتجاه مجمع الوزارات حيث يقع البرلمان التركي ووزارة الداخلية، دون القيام بأي عملية استطلاع مسبقة.
وأشار إلى أن استهداف مبنى وزارة الداخلية، جاء بعد العمليات التي نفذت ضد منظمة العمال الكردستاني والمافيا وتجارة المخدرات مؤخرا.
وكشف أن "شرطة المرور اشتبهت بالسيارة التي كان يستقلها الإرهابيان، والتي كانت متجهة بشكل مباشر نحو مبنى البرلمان، لكنهما سارعا بالابتعاد وانعطفا باتجاه وزارة الداخلية".
وأضاف أن استدارة منفذي الهجوم بالسيارة باتجاه وزارة الداخلية، أثار التساؤل، عن ما إذا كان هدفهما الحقيقي هو مبنى البرلمان، مشيرا إلى أن التحقيقات تجرى بشأن ذلك.
واليوم الأول من أكتوبر، يجتمع البرلمان بكافة أعضائه، ويلقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمة الافتتاح، ثم يقام حفل في حديقته قبل انعقاد الاجتماع الأول للجمعية العمومية.
الكاتب سيلفي، ذكر أن الجيش التركي ركز عملياته ضد أنشطة منظمة العمال الكردستاني في سوريا، لكن الهجوم في أنقرة، أظهر أن التنظيم موجود بهيكل جديد في شمال العراق.
وتبين أن المنظمة تلقت مؤخرا تدريبا على استخدام الطائرات المسيرة في مطار عربت في منطقة السليمانية في شمال العراق.
وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة التي تقدم الأسلحة والذخيرة إلى منظمة العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، لا تقف مكتوفة الأيدي في شمال سوريا، وتحاول منذ فترة زيادة قدرات المنظمة من خلال الفرص اللوجيستية التي يوفرها زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
هل تطلق تركيا عملية برية في شمال العراق؟
وخلال الكلمة الافتتاحية للبرلمان التركي، كرر أردوغان عبارة "قد نأتي فجأة ذات ليلة"، كما أكدها وزير الدفاع يشار غولر.
وقال سيلفي، إن العملية التي نفذت في شمال العراق بعد هجوم أنقرة، كانت "عقابية"، لكن يمكن تنفيذ عملية عبر الحدود إذا تطلب الأمر.
وأشار إلى أن السلطات تجري تقييما بشأن إمكانية القيام بعملية عبر الحدود، وقد يتم تحديد موعدها إذا لزم الأمر، لافتا إلى أن تصريحات أردوغان كانت رسالة إلى منظمة العمال الكردستاني.