قال مسؤول بالأمن القومي الأمريكي، إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، قد يجتمع قريبا بنظيره الروسي فلاديمير
بوتين ويناقشا صفقات أسلحة محتملة، ما يشير إلى علاقات أعمق بين البلدين في مواجهة واشنطن، وفق وكالة رويترز.
ونقلت الوكالة عن محللين وخبراء قولهم، إن العلاقة بين موسكو وبيونغيانغ لها أهمية بالغة لا سيما مع تزايد عزلة
روسيا بعد حربها على أوكرانيا.
موقفها من الحرب
كان الموقف الكوري الشمالي مؤيدا لغزو روسيا لأوكرانيا، حيث اعترفت بيونغيانغ باستقلال المناطق الأوكرانية التي تطالب بها روسيا.
واتهمت الولايات المتحدة
كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالأسلحة، فيما نفت موسكو وبيونغيانغ هذه المزاعم، لكنهما وعدتا بتعميق التعاون الدفاعي.
ونقلت "رويترز" عن أرتيوم لوكين، الأستاذ في جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية في فلاديفوستوك الروسية، قوله إن الحرب في أوكرانيا بشرت بواقع جيوسياسي جديد، قد دفع لعودة التحالف بين بيونغيانغ وموسكو لإحياء التحالف خلال الحرب الباردة.
وأضاف أن من الجدير بالملاحظة أن بيونغيانغ بدأت باستخدام العبارة الجديدة "التعاون التكتيكي والاستراتيجي" لوصف علاقتها مع روسيا.
وفي حزيران/ يونيو الماضي تعهد كيم خلال رسالة في العيد الوطني لروسيا، بالتمسك بالعلاقة مع معها وتعزيز التعاون الاستراتيجي.
وكانت زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لـ بيونغيانغ في تموز/ يوليو الماضي أبرز دليل على تعميق العلاقات، حيث قام شويغو بجولة في معرض الأسلحة الذي شمل الصواريخ الباليستية المحظورة لكوريا الشمالية، بالإضافة إلى مشاركته في عرض عسكري حضره جونغ-أون.
العلاقات الاقتصادية
استأنفت روسيا وكوريا الشمالية السفر بالقطارات لأول مرة العام الماضي، منذ قطع رحلات السكك الحديدية خلال جائحة كورونا.
وبعد ذلك، بدأت روسيا بتصدير النفط إلى كوريا الشمالية، بحسب ما أظهرت بيانات الأمم المتحدة، وهي أول شحنات من هذا النوع يتم الإبلاغ عنها منذ عام 2020.
وبحسب "رويترز" فإن الخبراء الاقتصاديين يؤكدون أن الغالبية العظمى من تجارة كوريا الشمالية تمر عبر الصين، لكن روسيا قد تكون شريكا مهما، في ما يتعلق بالنفط.
ونفت موسكو انتهاك عقوبات الأمم المتحدة، لكن الناقلات الروسية متهمة بالمساعدة في التهرب من القيود المفروضة على تصدير النفط إلى كوريا الشمالية، وأفاد مراقبو العقوبات بأن العمال ما زالوا في روسيا على الرغم من الحظر.
وقد ناقش المسؤولون الروس علنا العمل على ترتيبات سياسية لتوظيف ما بين 20 ألفا و50 ألف عامل كوري شمالي، على الرغم من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تحظر مثل هذه الترتيبات.
وناقش المسؤولون والقادة الروس في المناطق المحتلة من أوكرانيا أيضًا إمكانية الاستعانة بعمال كوريين شماليين للمساعدة في إعادة بناء المناطق التي مزقتها الحرب.
العلاقة تاريخيا
تشكلت كوريا الشمالية الشيوعية في الأيام الأولى من الحرب الباردة بدعم من الاتحاد السوفييتي.
وفي وقت لاحق، قاتلت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية وحلفاءها الولايات المتحدة والأمم المتحدة.. حتى وصلت إلى طريق مسدود في الحرب الكورية (1950- 1953) بمساعدة واسعة النطاق من الصين والاتحاد السوفيتي.
وكانت كوريا الشمالية تعتمد بشكل كبير على المساعدات السوفييتية لعقود من الزمن، وساهم انهيار الاتحاد السوفييتي في التسعينيات في حدوث مجاعة مميتة في الشمال.
وذكرت "رويترز" أن بيونغيانغ حاولت كثيرا استخدام بكين وموسكو لتحقيق التوازن بين بعضهما البعض، حيث كانت علاقة كيم في البداية باردة نسبيا مع روسيا والصين، اللتين انضمتا إلى الولايات المتحدة في فرض عقوبات صارمة على كوريا الشمالية بسبب تجاربها النووية.
وعملت الصين وروسيا بعد ذلك على معارضة فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، ما أدى إلى عرقلة الجهود التي قادتها واشنطن لمعاقبة بيونغيانغ.
وعمل كيم جونغ-أون على إصلاح العلاقة مع روسيا بعد التجربة النووية الأخيرة التي أجرتها بلاده عام 2017، حتى التقى بوتين عام 2019 للمرة الأولى في مدينة فلاديفوستوك الروسية.