سياسة دولية

تضارب الأنباء بشأن السيطرة على مقر تابع للجيش السوداني في الخرطوم

السودان: وفاة أكثر من 3 آلاف شخص أغلبهم مدنيون ونزوح أكثر من 4 ملايين مواطن- جيتي
أعلن الجيش السوداني عن صده هجوما لقوات الدعم السريع على مقر "سلاح المدرعات" جنوبي الخرطوم، فيما أكدت الأخيرة نجاحها في السيطرة على مجمل المقر عدا جيوب صغيرة في العاصمة السودانية.

ويقع "سلاح المدرعات" بمنطقة "الشجرة" العسكرية المتواجدة جنوبي العاصمة السودانية، الخرطوم، في مقر مساحته 20 كلم مربعا.

اشتباكات واقعية وبيانات افتراضية
واندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الثلاثاء، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة داخل أسوار "سلاح المدرعات" جنوبي الخرطوم، فيما قال  شهود عيّان، إنه في الوقت الذي حشدت فيه "الدعم السريع" لقوات إضافية، وتسللت إلى داخل مقر السلاح، فإن الجيش السوداني استخدم الطيران والمدافع الثقيلة لصد الهجوم على سلاح المدرعات؛ ما جعل الأنباء تتباين بين الطرفين.

وفي هذا السياق، أوضح الجيش السوداني، في بيان له: "تمكن سلاح المدرعات مجددا من دحر محاولة هجوم فاشلة من قبل مليشيات المتمرد (محمد حمدان دقلو) حميدتي (الدعم السريع)، التي لاذت بالفرار بعد تلقيها خسائر كبيرة".

وأضاف الجيش: "تبسط قواتنا حاليا كامل سيطرتها على سلاح المدرعات وفي كامل الجاهزية للتصدي لأي محاولات جديدة".


من جانبها، قالت قوات "الدعم السريع"، إنها "حققت انتصارا جديدا على قوات الجيش بقيادة المدرعات وتمكنوا من السيطرة على مجمل المعسكر عدا جيوب صغيرة جار التعامل معها".

وأضافت القوات، في بيان نشرته على حسابها في منصة "إكس" (تويتر سابقا): "تمكنت قواتنا من السيطرة على 101 دبابة و90 مدرعة و21 عربة قتالية، وكميات من الأسلحة والذخائر، وما زالت عمليات الحصر جارية".


وتفاعلا مع الأحداث الجارية، أشارت تنسيقيات لجان مقاومة أم درمان خلال بيان مقتضب، إلى "اندلاع معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالأسلحة الثقيلة والخفيفة على مقربة من أحياء أم درمان القديمة ومنطقة السوق الشعبي مع أصوات اشتباكات متقطعة غربي الثورات"؛ فيما لم يصدر بعد، أي تعليق فوري من قوات "الدعم السريع" بشأن الحادثة.

أحداث جارية وأطفال يموتون جوعا
وأفادت منظمة "أنقذوا الأطفال"، الثلاثاء، بأن ما يناهز الـ498 طفلاً، أو أكثر، ماتوا جوعا في السودان خلال أربعة أشهر من الحرب. 

ونبّه مدير المنظمة في السودان، عارف نور، في بيان، إلى خطورة الأمر، بالقول: "في بلد كان يعاني ثلث سكانه قبل الحرب من الجوع، يموت الأطفال من الجوع في حين كان من الممكن تجنّب ذلك تماما" مضيفا أنه "لم نتخيّل قط رؤية هذا العدد الكبير من الأطفال يموتون جوعا، لكن هذا هو الواقع الجديد في السودان". 


ومن المرجّح أن يزداد وضع الأطفال في السودان سوءا، عقب توقف المنظمة عن عن علاج "31,000 طفل يعانون من سوء التغذية، بسبب استمرار المعارك التي توصف بـ"الطاحنة" بين الطرفين". 

تجدر الإشارة إلى أنه منذ منتصف  نيسان/ أبريل الماضي، يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما أدى إلى وفاة أكثر من 3 آلاف شخص أغلبهم مدنيون، ونزوح أكثر من 4 ملايين مواطن داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.

منصات التواصل الاجتماعي تعايش الأحداث
بالتزامن مع استمرار الصراع في السودان، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بمجموعة من الفيديوهات التي تكشف انتشار مجموعات من قوات "الدعم السريع" أمام وفوق الدبابات داخل مقر سلاح المدرعات.


وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع كل الصور والفيديوهات المتداولة، مشيرين إلى أن الصراع غير متواجد في الخرطوم فقط، بل يتعلق الأمر كذلك بمدينة أم درمان غربي العاصمة، حيث عاشت على إيقاع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجانبين، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان، بحسب شهود عيان في المنطقة، ناهيك عن استمرار أعمال العنف في دارفور في غرب البلاد، وهي منطقة يعيش فيها ربع سكان السودان البالغ عددهم نحو 48 مليون نسمة. 



وأمام هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه السودان، منذ أربعة أشهر، يتبادل الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة حميدتي، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.