في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال حالة من العزلة الدولية، فإنها تسعى لمزيد من تطوير العلاقات مع أذربيجان، وهي الدولة ذات الموقع الاستراتيجي في قارة آسيا، وتحوز على حدود طويلة مع إيران، التي تتهمها بتسهيل مهام دولة الاحتلال لتنفيذ عمليات عدوانية من خلال أراضيها المجاورة.
آخر محطات تطور العلاقات الإسرائيلية الأذرية تمثلت في لقاء سفير أذربيجان لدى الاحتلال مختار محمدوف مع الرئيس التنفيذي لمؤتمر رؤساء المنظمات
اليهودية في الولايات المتحدة ويليام دروف، الذي أعلن في ختام الاجتماع أنه يتطلع لتطوير وتعميق التعاون الجاري مع المنظمات اليهودية، وتوسيع الشراكة معها.
يوئيل ميللر مراسل صحيفة "
معاريف" العبرية، نقل عن محمدوف، قوله إن "لقائي مع دروف لمناقشة الشراكة الأذربيجانية الإسرائيلية، والخطط المستقبلية، وأتطلع لتطوير وتعميق التعاون الجاري مع المنظمات الأمريكية، وتوسيع شراكتنا معها، كاشفا النقاب أن القيادة الأذرية باتت تنفذ سياسة لمخاطبة القادة اليهود في جميع أنحاء العالم، كجزء من تقليد منذ قرون من العلاقات "الأخوية" الخاصة مع الشعب اليهودي".
وأضاف في تقرير ترجمته "
عربي21" أنه "فور تعيينه سفيرا في إسرائيل، التقى محمدوف بنائب رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، مالكولم هاينلين، واتفقا على زيادة الاتصال اليهودي بينهما، وفي وقت سابق التقى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف برئيس المؤتمر الأوروبي للحاخامات الحاخام بنحاس غولدشميت خلال المؤتمر الأمني في ميونخ".
وأوضح أن "السفير الأذري زعم خلال اللقاء أن العلاقات الوثيقة مع الشعب اليهودي جزء من أسلوب الحياة الأذري، كما أنه سيصل مئات من أعضاء المؤتمر إلى باكو في نوفمبر على هامش المؤتمر الكبير الذي يعقد كل عامين، وسيزور الحاخامات المعابد المحلية، ويلتقون بالجاليات اليهودية في جميع أنحاء البلاد".
وأشار إلى أن "سبعة معابد يهودية موجودة في أذربيجان: ثلاثة في باكو، ومثلها في كوبا، واثنان في أوغوز، وتم افتتاح كنيس يهودي جديد في 2010، ويعتبر اليوم أحد أكبر المعابد اليهودية في أوروبا، ويشير اليهود المحليون إلى أن هذه الدولة الإسلامية نموذج للتناغم بين الأديان، حيث ترعى الأمة مجتمعها اليهودي وتحميها، وهو الأكبر في العالم، كما كانت باكو أحد مراكز الحركة الصهيونية خلال الإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر، حيث تأسس أول فرع لها في 1891، تلاه أول منظمة صهيونية في 1899"، بحسب زعمه.
يمكن القول إن تفعيل التنسيق السياسي وترسيخ العلاقات الأمنية والترتيبات العسكرية بين دولة الاحتلال وأذربيجان، يثير تساؤلات عديدة، يجعلها تخرج من إطار العمل السياسي إلى التمركز العملياتي، والرغبة بتقوية النفوذ الإسرائيلي في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، والبحث عن دور فيها، في ضوء أن تلك العلاقات تحفل بالكثير من اللقاءات على المستويات الرسمية، ومناقشة مستقبل تطوير العلاقات الثنائية بينهما، وتعزيزها، والدفع بها من مجرد علاقة اقتصادية وحسب، إلى علاقة استراتيجية.