قررت
روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود،
مع آخر يوم للاتفاق، وسط تحذيرات دولية من تضرر الكثيرين من القرار الروسي.
وكان الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم
المتحدة وتركيا في تموز/ يوليو الماضي يهدف إلى تخفيف حدة أزمة الغذاء العالمية من
خلال السماح بتصدير آمن للحبوب الأوكرانية.
وغادرت آخر سفينة أوكرانيا بموجب
الاتفاق الأحد الماضي، وأخطرت روسيا أوكرانيا رسميا عبر السفارة الروسية في مينسك،
بتعليق مشاركتها.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري
بيسكوف للصحفيين الاثنين إن اتفاق البحر الأسود لم يعد ساري المفعول.
وأضاف: "للأسف، لم يتم تنفيذ الجزء
المتعلق بروسيا في اتفاق البحر الأسود حتى الآن، لذلك فقد انتهى".
وأوضح أن قرار عدم تجديد الاتفاق لا
علاقة له بهجوم الليلة الماضية على جسر يربط روسيا وشبه جزيرة القرم الذي وصفه
بأنه "عمل إرهابي" واتهم أوكرانيا بالضلوع فيه.
وهددت روسيا بالانسحاب من الاتفاق
لأنها قالت إن مطالبها بتحسين صادراتها من الحبوب والأسمدة لم تلب.
واشتكت روسيا من عدم وصول كميات كافية
من الحبوب إلى الدول الفقيرة. وجادلت
الأمم المتحدة بأن هذا الترتيب أفاد تلك
الدول من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 20 بالمئة على
مستوى العالم.
وقال بيسكوف: "بمجرد تلبية الجزء
المتعلق بروسيا، سيعود الطرف الروسي إلى تنفيذ الاتفاق على الفور".
وقالت مصادر إن الأمين العام للأمم
المتحدة أنطونيو غوتيريش بذل محاولة أخيرة الثلاثاء الماضي لإقناع الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين بتمديد الاتفاق لعدة أشهر مقابل ربط الاتحاد الأوروبي شركة تابعة
للبنك الزراعي الروسي بنظام سويفت للمساعدة في إتمام صفقات للحبوب والأسمدة.
وقال غوتيريش الاثنين إن قرار روسيا
بالانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود "سيوجه ضربة للمحتاجين في
كل مكان".
وأضاف أن هذا القرار يعني إنهاء اتفاق
ذي صلة بين الأمم المتحدة وموسكو للمساعدة في تسهيل صادرات الحبوب والأسمدة
الروسية.
الاتحاد
الأوروبي يندد
من جانبه، ندد الاتحاد الأوروبي
بالقرار الروسي، ووصفت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين الاثنين
قرار روسيا بأنه "خطوة أنانية"، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل
لضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة.
وقالت فون دير لاين على تويتر:
"أندد بشدة بقرار روسيا إنهاء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود رغم جهود
الأمم المتحدة وتركيا. إنه قرار يتسم بالأنانية".
وتابعت: "الاتحاد الأوروبي يعمل
على ضمان الأمن الغذائي للفئات الأكثر عرضة للخطر في العالم. ستواصل مبادرة ممرات
التضامن التي أطلقها الاتحاد الأوروبي جلب منتجات الأغذية الزراعية من أوكرانيا
إلى الأسواق العالمية".
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد
الأوروبي جوزيب بوريل إن قرار موسكو غير مبرر وهو بمثابة استخدام للغذاء سلاحاً في
الصراع مع أوكرانيا.
البيت الأبيض: "سيضر
بالملايين"
من
جانبه، قال البيت الأبيض الاثنين إن تعليق روسيا لاتفاق يسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود "سيؤدي إلى تدهور
الأمن الغذائي ويضر بالملايين".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي
للبيت الأبيض آدم هودج في بيان: "نحث حكومة روسيا على التراجع فورا عن
قرارها".
كما قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الإثنين
إن إنهاء روسيا اتفاقا يسمح بتصدير آمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود
"عمل وحشي".
وأضافت للصحفيين: "روسيا وجهت ضربة
أخرى للفئات الأكثر ضعفا في العالم، وهذه المرة بتعليق مشاركتها في مبادرة حبوب
البحر الأسود. هذا حقا عمل آخر من أعمال الوحشية".
خيبة
أمل بريطانية
من جانبها، أعلنت الحكومة البريطانية
الاثنين أن إعلان روسيا إنهاء اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية "مخيب للآمال"
وهي تعتبر حاسمة بالنسبة للغذاء العالمي.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي
سوناك: "من الواضح أنه مخيب للآمال. لكننا سنواصل المحادثات". وأضاف: "إذا لم تجدد روسيا الاتفاقية فستحرم الملايين من إمدادات الحبوب الأساسية
بالنسبة لهم".