يسود الترقب بشأن موقف
تركيا، تجاه انضمام
السويد إلى حلف الشمال الأطلسي "
الناتو"، قبل انعقاد قمة "فيلنيوس" للحلف الأسبوع المقبل، وسط حراك مكوكي وضغط غربي.
وأعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرغ، أنه سيعقد اجتماعا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، الاثنين المقبل.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اجتماعه مع رئيس الحكومة السويدية أولف كريسترسون، أنه يتطلع "بفارغ الصبر" لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مؤكدا دعمه الكامل لعضويتها.
وتريد الولايات المتحدة على غرار حلفائها أن تنضم السويد إلى الحلف، بحلول انعقاد قمة الحلف يومَي 11 و12 تموز/ يوليو في فيلنيوس.
كما أجرى رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، اتصالا هاتفيا بأردوغان، بحث معه عملية انضمام السويد إلى حلف "الناتو"، والأعمال الاستفزازية ضد القرآن الكريم في أوروبا.
وذكر الرئيس التركي أن السويد اتخذت خطوات في الاتجاه الصحيح، من خلال إجراء تغييرات في تشريعات مكافحة الإرهاب، لكن مواصلة أنصار منظمة العمال الكردستاني وأذرعها إقامة "التظاهرات التي تشيد بالإرهاب"، أفسدت الخطوات المتخذة.
واستضاف ستولتنبرغ، الخميس، الاجتماع الخامس للآلية المشتركة الدائمة، وحضرته وفود من تركيا وفنلندا والسويد.
وشدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، على وجوب الوفاء حرفيا بمتطلبات الاتفاق الثلاثي المبرم بين تركيا والسويد وفنلندا، مشيرا إلى أن ستوكهولم اتخذت خطوات من حيث التغييرات التشريعية، ولكن يجب أن ينعكس ذلك على الأفعال.
وتابع: "إذا استمرت تنظيمات إرهابية مثل ’بي كي كي’ وغولن والهياكل التابعة لهما في مظاهراتها بشوارع السويد، وإذا كان بإمكانها جمع عناصر لصفوفها والوصول إلى الموارد المالية في هذا البلد، فإن تغيير التشريعات لا معنى له بالنسبة إلى تركيا".
الكاتبة التركية هاندا فرات، في تقرير على "
حرييت"، ذكرت أنه يُسعى لموافقة تركيا على انضمام السويد إلى "الناتو" في أقرب وقت ممكن.
وأضافت أن السويد التي اتخذت الخطوات القانونية ذات الصلة، لا تفعل شيئا تقريبا عندما يتعلق الأمر بالتنفيذ واتخاذ القرارات المتعلقة، كما أن حرق نسخة من القرآن الكريم، يعد خطا أحمر بالنسبة لتركيا، وهي قضية أزعجت العالم الإسلامي بأسره.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس الاستخبارات إبراهيم كالن، وكبير مستشاري الرئيس التركي، عاكف تشاغطاي قليج، شاركوا في الاجتماع الثلاثي الخامس للآلية المشتركة الدائمة، وقد أكد الوفد مجددا موقفه، في الوقت الذي يواصل الغرب الضغط حتى انعقاد قمة "فيلنيوس".
الكاتب غولدينير سونمت، في تقرير على صحيفة "
ملييت"، ذكر أن اجتماع الآلية الثلاثية الدائمة، الذي عقد لإزالة العقبات أمام عضوية ستوكهولم إلى الناتو، لم يكن كافيا.
وأوضح أنه في حين أن اجتماع الآلية الدائمة المذكورة، مكن وفود تركيا وفنلندا والسويد من تبادل وجهات النظر، إلا أنه لم يخلق بعد أرضية كافية للتغلب على العقبة أمام عضوية ستوكهولم في الناتو.
وكشف أن الجو كان بناء، وركز الطرفان على المادة الثالثة المذكورة في مذكرة التفاهم التي وقعتها السويد مع تركيا وفنلندا في مدريد.
ويشير البند الثالث إلى أن أهم عناصر التحالف هو "التضامن والتعاون التام في مكافحة شتى أشكال ومظاهر الإرهاب، الذي يشكل تهديدا مباشرا على السلم والاستقرار الدوليين والأمن القومي للدول الأعضاء".
ونوه الكاتب إلى أن الوفد التركي لا يتجاهل الجهود التي تبذلها السويد للوفاء بالتزاماتها الواردة في مذكرة التفاهم، لكنه يشير إلى أنه لم يحدث أي تطور يرضي الجمهور التركي فيما يتعلق بقضية حرق القرآن التي تكررت مؤخرا في العاصمة ستوكهولم، كما أن التغييرات التشريعية لم يتم ترجمتها على أرض الواقع.
ونقل الكاتب عن مصادر مقربة من الناتو، أن السويد أكدت خلال الاجتماع أنها متفائلة، مذكرة بالخطوات التي خطتها لتبديد قلق أنقرة، كما تشير المصادر إلى أن أنقرة تركز أيضا على الخطوات المطلوبة من ستوكهولم.
وكان اللافت قيام السويد لأول مرة بمحاكمة شخص بتهمة تمويل منظمة العمال الكردستاني، بالتزامن مع اجتماعات الآلية الثلاثية الدائمة.
وقضت محكمة سويدية، بسجن متهم بجمع إتاوات لمنظمة العمال الكردستاني، لمدة 4.5 سنوات وتسليمه إلى تركيا بعد تطبيق العقوبة.
يشار إلى أنه بعد الاجتماع الثلاثي في مقر الناتو، ستعود الوفود إلى عواصمهم، لتطلع حكوماتهم لتقييم الخطوات المتبادلة التي يجب اتخاذها في المرحلة المقبلة.
ورأى الكاتب أن هناك احتمالية من حل عقدة عضوية السويد في الناتو خلال
قمة فيلنيوس، والاجتماع الثنائي بين أردوغان، ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون يعد حاسما.
وأشار إلى أن الحقبة الجديدة التي يهدف بايدن لبدئها مع تركيا، والاجتماع المرتقب الذي سيعقده مع أردوغان في هذا السياق، يعد مهما للغاية.
وأواخر آذار/ مارس الماضي، صدّقت تركيا على انضمام فنلندا إلى الناتو، فيما تتحفظ على عضوية السويد وتطالبها بالتعاون والإقدام على خطوات ملموسة في مكافحة الإرهاب، ومسألة تسليم إرهابيين مطلوبين لأنقرة.