تعد
مدينة أمريتسار
الهندية، من أكثر المدن حيوية في البلاد، على صعيد العمل الخيري،
وتقديم
الطعام في ظل نسب الفقر والجوع القياسية في الهند.
وتعتبر
المدينة، معقلا للديانة
السيخية شمال الهند، ويقدم معبدها الذهبي 100 ألف وجبة
مجانية يوميا، للمحتاجين.
ويقدر
عدد السكان في المدينة بنحو مليوني نسمة، ولها تاريخ قديم. والمعبد الذهبي، من
أشهر المزارات الدينية للسيخ في الهند، وفكرة تقديم الطعام بكميات كبيرة، مرتبط
بتأسيس المدينة.
وتأسست أمريتسار في القرن السادس عشر، على يد
أحد الزعماء الروحيين للسيخ، ولديها تقليد ديني يعرف باسم "سيفا"، وهو
خدمة تطوعية تؤدى للآخرين دون مقابل، وتؤدى باسم "جورودواراس"، وهي على
شكل تنظيف الأرضيات ووجبات الطعام ورعاية
المعبد.
وبداخل المعبد الذهبي مطعم هو الأكبر في العالم،
يخدم فيه 100 ألف شخص بشكل تطوعي يوميا وعلى مدار الأسبوع، ويقدم الطعام لجميع
الزوار، والوجبات تتوفر على مدار اليوم.
ويعمل المتطوعون بنظام داخل المعبد الذهبي، من أجل ضمان توفير وجبات
الطعام اليومية، وهي عبارة عن العدس والشابات، وهو نوع من الخبز المحلي، وحساء الحمص
واللبان، على أطباق معدنية.
ويجلس الراغبون بالطعام القرفصاء بقاعات ضخمة داخل المعبد، والتي يمكن
أن تستوعب في الدفعة الواحدة 200 شخص، كل مرة.
ولا يتوقف تاريخ المدينة على تقديم الطعام المجاني، بل كانت من ثاني
أكبر مدن البنجاب سخونة في التجمعات والاحتجاجات، على الاستعمار البريطاني للهند،
وشهدت مذبحة كبيرة، حين أمر جنرال بريطاني عام 1919، بإطلاق النار على احتجاج سلمي
للسكان، فأوقع بينهم 1500 قتيلا في مذبحة عرفت باسم "جاليانوالا باغ".