بعد انتهاء جيش
الاحتلال من مناوراته الأكبر "اللكمة القاضية"، فقد وضع جملة سيناريوهات حول ما ستتعرض له الجبهة الداخلية من أضرار وخسائر في حال اندلعت مواجهة عسكرية مع إيران، أهمها سقوط نحو مئة قتيل وألف جريح، وتدمير أكثر من ألف موقع، بجانب أضرار ستلحق بالبنية التحتية للكهرباء والمياه، وهروب موظفي المرافق الأساسية مثل المستشفيات، وإنشاء مقرات في جميع أنحاء الدولة، واستخدام تكنولوجيا الإنذار الجديدة.
أمير بوخبوط كشف أن "قيادة الجبهة الداخلية بقيادة رافي ميلو بدأت مناورة سيناريو الحرب متعددة الساحات "اللكمة القاضية"، وشهدت خلالها محاكاة لتوجيه ضربات جوية في إيران. وبحسب السيناريو، ورداً على الهجمات، بدأت المليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا ولبنان وغزة بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وتركزت معظم الإصابات في المناطق الشمالية كمدينة حيفا، مصحوبا باضطرابات عنيفة في الداخل المحتل".
وأضاف في
تقرير ترجمته "عربي21" أن "المناورة أسفرت عن تقدير بسقوط مئة قتل نتيجة لحجم الصواريخ والقذائف والرؤوس الحربية الثقيلة، ونحو ألف مصاب، وأكثر من ألف موقع دمار، 500 في حالة خطيرة، و2000 ساكن دون استجابة في مناطق مفتوحة، وأن السيناريو تضمن أضرارا ستلحق بالبنية التحتية للكهرباء والمياه، وقواعد الجيش والمراكز السكانية، ودمارا لم تشهده الدولة منذ قيامها".
وأوضح أن "هذا الدمار المحتمل يتمثل بانقطاع التيار الكهربائي، ما سيؤدي لانتشار تدمير المواقع وحدوث الوفيات على نطاق لم تعترف به إسرائيل، التي ستواجه تحديات من أنواع مختلفة، مثل عدم إبلاغ الأفراد بالمواقع الحيوية بسبب الخوف من سقوط الصواريخ والدمار، وفرار العاملين في المستشفيات والصيدليات والسائقين والعاملين في مرافق البنية التحتية، ما سيضر بالاستمرارية الوظيفية للاقتصاد، كما سيتم ممارسة وضع يتم فيه تحدي نظام الدفاع الجوي بشكل جذري".
وأشار إلى أن "مناورة المحاكاة كشفت عن عناصر تهديد جديدة من مختلف الساحات، لاسيما من جبهة لبنان التي ستشهد إطلاق قرابة ثلاثة آلاف صاروخ في الأيام الأولى، وستقوم قيادة الجبهة الداخلية بإخلاء المستوطنين من خمسين مستوطنة في نطاق يصل خمسة كيلومترات لمراكز الاستقبال، وتنفيذ تمرين لذوي الاحتياجات الخاصة، وإنشاء مقر قيادة الجبهة الداخلية، يعمل بموجبه الجنود الذين لا يخدمون في المجهود الحربي لتوفير المساعدات الاجتماعية والطبية والغذائية للمستوطنين بمراكز الإجلاء الرئيسية".
وأكد أن "عمليات الإخلاء للمستوطنين تشمل وادي عربة وغور الأردن والبحر الميت وإيلات، وكجزء من المناورة ظهر هناك سيناريو لإجلاء جماعي للمستوطنين من الشمال إلى الجنوب".
تؤكد ما شهدته الأيام الأخيرة من مناورات إسرائيلية تحاكي سيناريوهات مختلفة في مواجهة ما يزعمها الاحتلال "التهديدات الناشئة" في الشرق الأوسط، وتأتي في ظل قلقها من تنامي قدرات الجهات المعادية للاحتلال، ما يجعل المناورات تتضمن خيارًا عسكريًّا قد يكون قابلًا للتنفيذ في حال وقعت المواجهة التي يهرب منها الجانبان، مع وجود مجموعة متنوعة من التهديدات، بما فيها الطائرات، والمسيّرات، وصواريخ أرض-جو.