امتعضت بنغلاديش وباكستان من جدارية
هندية في المبنى الجديد للبرلمان، تظهر بلدان الجوار ضمن خارطة البلاد التي تظهر ما
يسمى "
الهند الكبرى".
وتظهر الجدارية دول أفغانستان، والمالديف،
وسريلانكا، وبوتان، ونيبال، إلى جانب
باكستان وبنغلاديش، ضمن الخارطة.
وقالت خارجية بنغلاديش إن الوزارة أرسلت
إلى نيودلهي للحصول على توضيح للجدارية، مشيرة إلى غضب بين أوساط المعارضة بسبب
"تهديد استقلال البلاد وسيادتها".
كما أشارت الخارجية الباكستانية إلى
"مخاوف" من جانب إسلام أباد بسبب الجدارية، وأشارت إلى أن الجدارية غير
مبررة، وتشير إلى "مظاهر العقلية التحريفية والتوسعية" في الهند.
وفي
نيبال المجاورة، أثارت الجدارية
احتجاجات عندما زار مودي البلد الذي يعتنق معظم سكانه
الهندوسية.
من جانبها، قالت الهند في الثاني من الشهر
الجاري، إن الجدارية تظهر فترة من تاريخ البلاد خلال حكم الملك أشوكا.
وأكدت الهند أن الجدارية هي تمثيل
لفترة ازدهار الحكم الموجه للشعب، ولا علاقة لها بالسياسة.
الشهر الماضي، افتتح رئيس الوزراء
الهندي ناريندرا مودي مبنى البرلمان الجديد، وهو مجمع حديث يعد محورا لخطة حكومته
القومية الهندوسية لتجديد مبان تعود إلى الحقبة الاستعمارية البريطانية في
العاصمة.
ويأتي الافتتاح، وعملية التجديد
المستمرة لوسط نيودلهي التي تستلهم الثقافة والتقاليد والرموز الهندية، قبل عام من
الانتخابات البرلمانية، وهي الانتخابات التي سيعتمد فيها حزب بهاراتيا جاناتا
بزعامة مودي على دفاعه عن القومية الهندوسية وأدائه في السلطة على مدى العقد
الماضي؛ سعيا للفوز بولاية ثالثة.
وقاطع الحدث 20 حزبا معارضا، قالوا إن
مودي انتهك بروتوكول افتتاح المجمع الجديد، وسرق الأضواء في الافتتاح الذي كان من
المفترض أن تقوم به رئيسة البلاد باعتبارها أعلى مسؤول تنفيذي.
وقالت القيادية المعارضة سوبريا سولي
لوكالة أنباء (إيه.إن.إي)، إن "افتتاح مبنى جديد للبرلمان دون مشاركة المعارضة، لا يعني أن هناك ديمقراطية في البلاد. إنه حدث غير مكتمل".
وخلال حفل الافتتاح، تلا مسؤول برلماني
مذكرة كتبتها الرئيسة دروبادي مورمو، ترحب فيها بافتتاح مودي للمجمع.
ورفضت حكومة مودي انتقادات المعارضة، قائلة إنه لم يتم انتهاك أي بروتوكول، وإن رئيس الوزراء يحترم منصب الرئيس الدستوري
للبلاد.
ومجمع البرلمان الجديد هو محور مشروع
قيمته 2.4 مليار دولار، يمهد الطريق للمباني الحديثة بهوية هندية مميزة.
وإلى جانب اعتماده على التكنولوجيا
الحديثة، يضم البرلمان الجديد إجمالي 1272 مقعدا، أي ما يزيد على مقاعد المبنى
القديم بنحو 500 مقعد، وتبلغ مساحته ثلاثة أمثال مساحة البرلمان القديم على الأقل.
ويقع مجمع البرلمان الجديد ثلاثي
الأضلاع أمام المبنى التراثي الذي بناه المعماريان البريطانيان إدوين لوتينز
وهربرت بيكر في عام 1927، قبل عقدين من استقلال الهند.
وسيجري تحويل البرلمان القديم إلى
متحف.