يبدأ المغتربون الأتراك في التوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الخميس 27 نيسان/ أبريل، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التركية البرلمانية والرئاسية خارج تركيا، حتى 9 أيار/ مايو المقبل.
وستفتح صناديق الاقتراع في البعثات والممثليات التركية في 74 دولة، وستوضع صناديق اقتراع في البوابات الجمركية الحدودية والمطارات بما فيها مطار إسطنبول.
ووفقا للجنة العليا للانتخابات، فإن عدد من يحق لهم التصويت بلغ 64 مليونا و113 ألفا و941 ناخبا، 3 ملايين و416 ألفا و89 ناخبا منهم سيقومون بالاقتراع من خارج البلاد وهم المغتربون.
وتشير المعطيات إلى أن 277 ألفا و646 مغتربا بات يحق لهم المشاركة لأول مرة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ويضاف عليهم 2435 ناخبا في حال بقاء الانتخابات الرئاسية للجولة الثانية.
ووفقا للجنس، فإن 53.30 بالمئة من الناخبين في الخارج هم من الذكور، و46.70 بالمئة من النساء.
وتثار التساؤلات حول التفضيلات السياسية للناخبين المغتربين، الذين سيكون لهم دور حاسم في ظل التقارب الضئيل بين مرشحي "تحالف الجمهور" الرئيس رجب طيب أردوغان، و"تحالف الأمة" كمال كليتشدار أوغلو.
وتبرز مختلف استطلاعات الرأي في تركيا، فارقا ضئيلا بين أردوغان وكليتشدار أوغلو، لكن شركات المسح المختلفة لم تدرج التفضيلات السياسية للناخبين في الخارج ضمن استطلاعاتها.
وتشكل ألمانيا العدد الأكبر من الناخبين الأتراك، ويبلغ عددهم 1 مليون و501 ألفا و152 ناخبا، وتأتي فرنسا بالمرتبة الثانية في عدد الناخبين بـ397 ألفا و86 ناخبا تركيا، وهولندا في المرتبة الثالثة بـ286 ألفا و153 ناخبا، بينما احتلت بلجيكا المرتبة الرابعة بـ153 ألفا و443 ناخبا.
بالنظر إلى عدد الناخبين حسب الدولة، كانت الدول التي لديها أقل عدد من الناخبين هي البرازيل مع 581 ناخبا. ونيجيريا بـ584 ناخبا، و635 في تركمانستان، و436 في بيلاروسيا، و642 في سلوفاكيا.
وفي الولايات المتحدة سيتمكن 134 ألفا و246 شخصا من التصويت في الانتخابات، كما يحق التصويت لـ127 ألفا و281 تركيا يعيشون في بريطانيا. و286 ألفا و753 ناخبا في هولندا.
ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الناخبون بأوروبا في انتخابات 14 أيار/ مايو؟
ووفقا لتحليل نشره موقع "أورو نيوز" بالنسخة التركية، تقدر نسبة عدد الناخبين في الخارج بـ 5.3 بالمئة، وقد يلعبون دورا حاسما في الانتخابات الرئاسية.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الفارق ضئيل بين أردوغان وكليتشدار أوغلو، لكنها لا تأخذ في عين الاعتبار آراء الناخبين الأتراك في الخارج وخاصة أوروبا وتحديدا ألمانيا.
ويشير الموقع إلى أن تفضيلات هؤلاء الناخبين حاسمة بالنسبة لمرشحين يرغبان في الحصول على دعم أكثر من 50 بالمئة في الجولة الأولى من التصويت، وتجنب الانتقال إلى الجولة الثانية.
وفي الانتخابات التي أجريت عام 2018، كانت نسبة الناخبين 5.1 بالمئة من إجمالي الناخبين، وحصل أردوغان على نسبة 59.4 بالمئة من أصواتهم، فيما حصل منافسه في ذلك الوقت محرم إنجه على 25.8 بالمئة، فيما بلغت نسبة التصويت لميرال أكشنار زعيمة حزب الجيد 3 بالمئة.
في انتخابات 2018، كان 87 بالمئة (2.63 مليون) من الناخبين الأتراك في الخارج يقيمون في 19 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والنرويج وسويسرا. وما يقرب من النصف (47 بالمئة) جميعهم يعيشون في ألمانيا.
وخلال تلك الانتخابات، أيد الناخبون الأتراك في أوروبا بأغلبية ساحقة الرئيس أردوغان، فقد حصل على 64 بالمئة من الأصوات في ألمانيا، و63 بالمئة في فرنسا، و72 بالمئة في هولندا، و74 بالمئة في بلجيكا، و71 بالمئة في النمسا. الدول التي تعد لديها أكبر عدد من الناخبين الأتراك.
لكن في بعض الدول الأوروبية، وجد أردوغان دعما أقل عام 2018، فقد حصل على 11 بالمئة فقط في التشيك، و16 بالمئة في أيرلندا، و18 بالمئة في إسبانيا. ومع ذلك فإن عدد الناخبين في هذه البلدان كان منخفضا جدا مقارنة بالدول التي حصل فيها أردوغان على أكثر من 60 بالمئة من الدعم.
ولا توجد استطلاعات للرأي تتنبأ بنسبة الناخبين في الخارج الذين يذهبون إلى صناديق الاقتراع في 14 أيار/ مايو، أو تفضيلاتهم في صندوق الاقتراع، ولكن حزب العدالة والتنمية يتوقع أن تكون الأصوات لصالح أردوغان، ويسعى الحزب الحاكم لزيادة معدل المشاركة في الخارج.
هل هناك تغيير جذري في تفضيلات المغتربين الأتراك في الانتخابات؟
وتلعب أزمة غلاء المعيشة وارتفاع التضخم دورا في إبعاد أصوات بعض الناخبين في داخل تركيا عن أردوغان، ومع ذلك فهذه لا تعد مخاوف بالنسبة للمغتربين الأتراك لأنها لا تؤثر عليهم بشكل مباشر.
ويتفاخر الناخبون المغتربون بإنجازات أردوغان، وعلى سبيل المثال، فإن السيارة التركية "توغ" تدغدغ مشاعرهم، لأنها تعد الأولى التي تنتجها صناعة السيارات التركية منذ عقود.
ولم يكن من قبيل المصادفة، أن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أحضر السيارة "توغ" المحلية الصنع إلى فيينا خلال زيارته الأخيرة للنمسا، كما خاطب الناخبين المغتربين بأنه سيتم تصدير السيارة إلى أوروبا.
ولذلك يبدو أنه لا يوجد سبب يدعو أنصار أردوغان في أوروبا إلى تغيير تفضيلاتهم السياسية، كما فشلت المعارضة في إطلاق حملات سياسية جيدة التنظيم في أوروبا لزيادة معدل المشاركة في الانتخابات بالخارج.
أردوغان قوي في أوروبا وخاصة ألمانيا
الكاتب التركي نصوحي قونقور، في مقال على صحيفة "خبر ترك"، ذكر أن حزب العدالة والتنمية لديه شبكة تواصل قوية في كافة أنحاء أووبا وتحديدا ألمانيا، والتي جاءت امتدادا لحركة "ميللي قوروش" (الرؤية الوطنية) التي برزت في أوروبا أوائل السبعينيات من القرن الماضي. بالإضافة إلى تطوير الرئيس أردوغان نهجا أكثر شمولا تجاه المغتربين الأتراك في أوروبا بعد عام 2002.
الكاتب نوه إلى أن زيادة أنشطة حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في جميع أنحاء أوروبا وارتباطها بمنظمة العمال الكردستاني، زادت من مشاعر القومية لدى المغتربين الأتراك، الذين يبدون حساسية مفرطة بشأن الرموز والقيم التركية.
ووفقا لنقاشات أجراها الكاتب مع عدد كبير من المغتربين الأتراك في ألمانيا، فإن سلوكهم مبني على إجراء المقارنة بين البلدين في تقييماتهم لتركيا، وعلى سبيل المقارنة بين المطار الجديد الذي تم افتتاحه في برلين بمطار إسطنبول الذي يتحول بشكل متزايد إلى مركز عالمي.
وتشير النقاشات إلى التفاخر بالاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية في تركيا والمشاريع التي يتم تحقيقها والتي تحظى باهتمام كبير لدى الناخب التركي المغترب في ألمانيا. ولفت على سبيل المثال إلى أن المغتربين الأتراك في منطقة بريمين الألمانية، يتابعون بحماس كبير افتتاح القطار بين ولايتي أنقرة وسيواس التركية.
استطلاع رأي يظهر تقدم أردوغان بفارق كبير في ألمانيا
ووفقا لاستطلاع أجراه معهد العلاقات الأوروبية التركية، في ألمانيا، فقد حصل الرئيس أردوغان على نسبة 60 بالمئة من أصوات المستطلعين، يليه كليتشدار أوغلو بنسبة 36 بالمئة، أما محرم إنجه وسنان أوغان فقد حصلا على نسبة 2 بالمئة لكل منهما.
وحصل حزب العدالة والتنمية على نسبة 50 بالمئة من إجمالي أصوات المستطلع آراؤهم، أما حزب الشعب الجمهوري فقد حصل على نسبة 16 بالمئة، وحزب اليسار الأخضر 17 بالمئة. وحزب الحركة القومية على نسبة 7 بالمئة، وحزب الجيد 5 بالمئة.
تركيا تبدأ ضخ الغاز من البحر الأسود.. وتوفيره مجانا للمنازل لمدة عام
أردوغان يفتتح مركز إسطنبول المالي.. "مشروع استراتيجي يدعم اقتصاد تركيا"
التضخم يتراجع إلى 50% في تركيا.. وأردوغان متمسك بالخطة الاقتصادية