سياسة عربية

ما هي قوات الدعم السريع السودانية التي تخوض حربا مع الجيش؟

طالب الجيش السوداني والجماعات المناصرة للديمقراطية بدمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش.- الأناضول
قال بيان للجيش السوداني إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية حاولت مهاجمة قواته اليوم السبت في مواقع مختلفة أبرزها العاصمة الخرطوم، فيما قالت قوات الدعم السريع إن الجيش حاصر إحدى قواعدها وأطلق نيران الأسلحة الثقيلة.

يأتي ذلك بعد أيام شهدت توترا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية تتمتع بنفوذ كبير، ما أثار المخاوف من حدوث مواجهة.

في ما يأتي تقرير عن ما هي قوات الدعم السريع:

الفريق أول محمد حمدان دقلو هو قائد قوات الدعم السريع، ويشغل في الوقت الحالي منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم. ويقدر محللون عدد قوات الدعم السريع بنحو 100 ألف فرد لهم قواعد وينتشرون في أنحاء البلاد.

انبثقت مما تسمى مليشيا الجنجويد المسلحة التي قاتلت في مطلع الألفية في الصراع بدارفور واستخدمها نظام عمر البشير الحاكم آنذاك في مساعدة الجيش في إخماد تمرد. وشُرد 2.5 مليون شخص على الأقل وقُتل 300 ألف في المجمل في الصراع، واتُهمت مليشيا الجنجويد بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.

نمت القوات بمرور الوقت واستُخدمت كحرس حدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية. وإضافة إلى ذلك، فقد نمت أعمال دقلو التجارية بمساعدة من البشير، ووسعت أسرته ممتلكاتها في تعدين الذهب والماشية والبنية التحتية.

بدءا من 2015، شرعت قوات الدعم السريع مع القوات المسلحة السودانية بإرسال قوات للاشتراك في الحرب في اليمن في صفوف القوات السعودية والإماراتية، ما سمح لدقلو المعروف أيضا باسم حميدتي بإقامة علاقات مع القوى الخليجية.

في 2017، تم إقرار قانون يمنح قوات الدعم السريع صفة قوة أمن مستقلة. وقالت مصادر عسكرية إن القيادة العامة للجيش طالما عبرت عن قلقها إزاء نمو قوات حميدتي ورفضت دمجها في صفوفها.

مشاركة بالانقلاب
في نيسان/ أبريل  2019، شاركت قوات الدعم السريع في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالبشير. وفي وقت لاحق من ذلك العام، وقع حميدتي اتفاقا لتقاسم السلطة جعله نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم الذي يرأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

قبل التوقيع في 2019، اتُهمت قوات الدعم السريع بالمشاركة في قتل عشرات المحتجين المناصرين للديمقراطية. واتُهم أيضا جنود قوات الدعم السريع بممارسة العنف القبلي، ما أدى إلى رفع حميدتي الحصانة عن بعضهم للسماح بمحاكمتهم.

شاركت قوات الدعم السريع في انقلاب أكتوبر/ تشرين الأول 2021 الذي عطل الانتقال إلى إجراء انتخابات. ويقول دقلو منذئذ إنه يأسف لحدوث الانقلاب وعبر عن موافقته على إبرام اتفاق جديد لاستعادة الحكومة المدنية الكاملة.

في 2022، زار دقلو روسيا عشية غزوها أوكرانيا وأبدى انفتاحه على بناء قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر.

وطالب الجيش السوداني والجماعات المناصرة للديمقراطية بدمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش. وصارت المفاوضات بهذا الشأن مصدرا لتوتر تسبب في تعطل عملية توقيع كانت مقررة في الأصل في الأول من أبريل/ نيسان.

مهام "الدعم السريع"
خلال الأعوام الأخيرة، تراجع العمل العسكري في دارفور لأسباب أهمها وقف إطلاق النار الأحادي من جانب الحكومة والحركات المسلحة في الإقليم وولايتي جنوب كردفان (جنوبا) والنيل الأزرق (جنوب شرق) وتوقيع اتفاق السلام مع حركات مسلحة في 2020.

ومع ذلك الوضع الجديد، توسعت مهام قوات "الدعم السريع" لتشمل الحد من تدفقات الهجرة غير النظامية على الحدود السودانية خاصة مع ليبيا.

كما أن مشاركتها في الحرب باليمن، ضمن الجيش السوداني، أكسبتها بعدا إقليميا، وتوصف بأنها القوة الأكبر بين القوات السودانية على الأرض في اليمن.

ومنذ مارس/ آذار 2015، يشارك السودان في حرب اليمن ضمن تحالف عسكري عربي تقوده السعودية لدعم القوات الموالية للحكومة الشرعية في مواجهة قوات جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

وحققت قوات "الدعم السريع" مكسبا لافتا، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، حين تمكنت خلال معركة قصيرة في منطقة مستريحة بدارفور، من القبض على موسى هلال، الزعيم "التاريخي" لمليشيا "الجنجويد"، المدرج على قائمة العقوبات الأمريكية بسبب حرب دارفور.

وهلال وحميدتي أبناء عم، و"الجنجويد" محسوبة على مجموعة القبائل العربية في دارفور، وحاربت إلى جانب القوات الحكومية منذ اندلاع النزاع في الإقليم.

ويتزعم هلال عشيرة "المحاميد"، إحدى أفخاذ قبيلة "الرزيقات" العربية، وأسس "الجنجويد"، التي تطورت لاحقا إلى قوات "حرس الحدود" وانضمت إلى الجيش.

وهكذا بينما نشأت قوات "الدعم السريع" عام 2013 كضرورة عسكرية لدعم الجيش في دارفور، فإنها بعد عقد من الزمن تخوض حاليا على ما يبدو صراعا سياسيا في العاصمة ربما يحدد مصير العملية السياسية الراهنة.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع