حقوق وحريات

التفاصيل الكاملة لمعركة الأسرى بسجون الاحتلال.. "الوضع خطير وقد يفجر الجبهات"

معركة الأسرى قد تشعل الأوضاع في فلسطين- عربي21
- الأسرى ماضون في معركتهم ضد الاحتلال.. "حرية أو شهادة"
- وحدة الأسرى في معركتهم ضد الاحتلال من بشائر انتصارهم
- الاحتلال يخطط لجعل حياة الأسرى أكثر صعوبة
- قضية الأسرى طرحت في العقبة وشرم الشيخ أمنيا فقط ولا حلول


مع تواصل نضال الأسرى الفلسطينيين ضد إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تسعى لأن تجعل من حياتهم الصعبة داخل السجون حياة أكثر صعوبة، اختارت "عربي21" أن تفتح ملف الأسرى وتسلط الضوء على مفاصل هذه القضية الحساسة جدا والتي تقع في سلم أولويات الشعب الفلسطيني ومن الممكن في أي وقت أن تتسبب بانفجار الأوضاع الأمنية.

وفي حواره مع "عربي21"، تحدث رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، عن مجمل الأوضاع الكارثية التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال، وكيف تعمل سلطات الاحتلال على التنكيل بهم باستمرار وممارسة سياسة "القتل البطيء" بحقهم ومنع المرضى منهم من العلاج وتطورات معركتهم الحالية ضد إجراءات وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير.

وأكد أن "الأسرى لن يتراجعوا في معركتهم ضد الاحتلال لأن أي تراجع سيكون كارثة، حتى أنهم أطلقوا على إضرابهم المفتوح عن الطعام الذي سيبدأ في أول يوم من رمضان؛ "إضراب الحرية أو الشهادة"، مشددا على وجوب أن تعمل الحركة الوطنية الفلسطينية من أجل تحرير الأسرى، لأن تحريرهم واجب ومسؤولية دينية ووطنية وأخلاقية وإنسانية.

وحذر في حواره مع "عربي21"، من التداعيات الخطيرة للطريقة "المتوحشة" التي سيتعامل فيها الاحتلال مع الأسرى بعد دخولهم في الإضراب، مرجحا ارتقاء شهداء من بين الأسرى.

ونبه المسؤول الفلسطيني وهو أسير محرر، إلى "الوضع الخطير الذي يمر به الأسرى وهم رمز الحرية، ومن الممكن أن يتسبب بتفجر الأزمة على كل الجبهات بما فيها جبهة غزة المحاصرة"، مؤكدا أن سلطات الاحتلال "مارست القتل والإعدام يوميا خارج القانون".

وفي ما يلي نص حوار فارس مع "عربي21":

كيف هي أوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال؟

أوضاع الأسرى صعبة ومعقدة، وإسرائيل لم تترك انتهاكا للقانون الدولي إلا ومارسته بحقهم، وليس أدل على ذلك، من أن العديد من الأسرى ذهبوا ضحية سياسة القتل البطيء والإهمال الطبي المتعمد، حتى أن الاحتلال ما زال يحتجز جثامين 11 شهيدا من شهداء الحركة الأسيرة، وهذا أحد تعابير السياسة المتوحشة التي يعتمدها الاحتلال في تعامله مع الأسرى.

ظروف الأسرى صعبة من حيث المساحات المخصصة الضيفة لهم، وهي لا تنسجم مع محددات القانون الدولي الذي يقر لكل أسير 8 أمتار مربعة، أما في إسرائيل المساحة 1.8 متر مربع؛ أي أقل من الربع، هناك مشاكل في التهوية والشبابيك والإنارة، الساحات المتاحة ضيقة، تصنيع سيء للطعام، كل هذه الأمور تخلق بيئة محفزة لتفشي الأمراض، إضافة إلى التعذيب بأنواعه في التحقيق والعقوبات الجماعية بحق الأسرى وقمع الأقسام بشكل جماعي.

كل ما سبق هو قبل قدوم حكومة الاحتلال اليمينية الحالية ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، حيث تعمل الآن هذه الحكومة على تنفيذ توصيات لجنة شكلها وزير الأمن الداخلي الأسبق جلعاد أردان في 2018، طلب منها تقديم مقترحات تجعل من حياة الأسرى أكثر صعوبة، هو لم يطلب مقترحات لتحسين الظروف الأمنية في السجون مثلا، أو رفع كفاءة المنظومة الأمنية كي لا يتمكن الأسرى من تحرير أنفسهم أو السيطرة على السجن أو ضرب السجانين، فقط طلب التنغيص على الأسرى، علما أن أردان لم ينفذ هذه المقترحات التي طلبها لأنه يدرك أن ذلك سيتسبب بأزمة كبيرة، والآن يسعى بن غفير لتنفيذها، ما يعني إعادة ظروف الأسرى لما قبل ستينيات القرن الماضي، وهذا لن يسلم به الأسرى.

لماذا يحارب الاحتلال الأسرى ويحاول التنكيل بهم باستمرار؟

الأسرى يشكلون أحد العناوين الهامة للقضية الفلسطينية، وهناك صراع على الرواية، وجزء من تعبيرات صمود شعبنا؛ هم رموز الكفاح، الأسرى يمثلون حالة رمزية وثقافية ووجدانية في الوعي الجماعي لشعبنا، باعتبارهم قدموا نموذجا في النضال، لذا أصبحوا قدوات ورموزا، لذلك حينما يتم استهدافهم بغية كسر روحهم والسيطرة عليهم، يعتقد الاحتلال أن ذلك سيكون له تداعيات على الشعب الفلسطيني بشكل عام، ففي حال خضع رموز الكفاح لسياسات الاحتلال القمعية وخرجوا من السجن منكسرين، هذا يعتبرونه هدفا رئيسيا ولا يخفون رغبتهم في تحقيقه، لما له من تأثير على الحالة المعنوية للشعب الفلسطيني، والأسرى يدركون ذلك، لذلك هم مستمرون في النضال والقتال من أجل بث الروح والمعنويات والمزيد من الإيمان.

ماذا يعني حرمان الأسرى من العلاج عبر القانون؟

هذا تصريح بالقتل، فحق الإنسان في الحياة والعلاج عالميا يعتبر من الحقوق المطلقة التي لا يجب أن تخضع لأي قيود، ويجب أن لا يكون هناك نصوص تحول بين المريض وفرصة العلاج، أما إسرائيل فهي تمارس سياسة القتل البطيء والإهمال الطبي، وهذه السياسة مارسها كل ألوان الطيف السياسي لدى الاحتلال، أما مجموعة العميان الجدد، فأرادوا أن يضعوا ذلك ضمن نصوص، وهذا دليل على مستوى حقدهم، هم يريدون حينما يتحرر الأسير أن يقولوا للأجيال المتعاقبة في فلسطين، انظروا لمصير من يقاتل إسرائيل، إضافة لتزامن الرغبة في الانتقام بطرق مختلفة مع تنامي النزعة العنصرية لدى الاحتلال، والتي من بينها الحرمان من العلاج خاصة في الوقت المناسب.

كيف ترى محاولة الاحتلال سن قانون الإعدام بحق الأسرى؟

هنا أيضا صراع بين المجرمين الأذكياء والأغبياء في إسرائيل، الأذكياء منهم مارسوا القتل والإعدام يوميا خارج القانون، عبر عمليات الاغتيال والقتل لمواطنين عقب السيطرة عليهم، أما الأغبياء الجدد وفي إطار عمل استعراضي، يريدون أن تكون هناك نصوص لممارسة الإعدام، حتى أنهم حولوا المجتمع الإسرائيلي لمجموعة من الغوغائيين، وزج في قضايا الأسر في معمعان الجدل السياسي الداخلي لدى الاحتلال، لذلك لجأوا إلى مثل هذا التشريع، علما بأن القانون الإسرائيلي (الاحتلالي) يسمح لهم بممارسة الإعدام، ولكن المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية اجتهدت ورأت أن تنفيذ الإعدام لن يأتي بالأمن لإسرائيل، بالعكس، الخسائر المترتبة على هذا الأمر يلحق ضرارا مركبا بإسرائيل، لأن المقاتل الفلسطيني سيكون أكثر شراسة ورغبة في قتل أكبر عدد من قوات الاحتلال قبل أن يستشهد أو يعتقل كي يعدم،  كما أن هذا القانون سياسيا ودبلوماسيا سيضر بصورتهم، حتى أن العالم أصبح يشعر بالتقزز من هذا الاحتلال المزعج للعالم.

ما انعكاس هذه السياسات الإسرائيلية على الأسرى؟

هناك انعكاسات خطيرة لها مترتبات، هؤلاء أشخاص (قادة الاحتلال) لا يثرثرون بل ينفذون هذه السياسات الإجرامية، ومن المتوقع أن يكون هناك ضحايا في المستقبل القريب والبعيد بسبب هذه السياسات، لذلك الأسرى يأخذون قرارا بالمواجهة والتصدي كي لا تتسع هذه الثغرة ويحقق هؤلاء الفاشيون انتصارا على الأسرى.

ما الذي يمتلكه الأسير داخل السجن للدفاع عن نفسه؟

الإيمان أولا؛ وهذه مسألة أساسية، أن تؤمن بقدرتك وأن تثق بنفسك وأن تؤمن بحقك في الحياة، وأن تؤمن أن هذا الذي يريد أن ينفذ هذه السياسات، ما هو إلا مجرم معتد، وممارسة هذا يحتاج إلى إرادة وقوة ومتانة، جماعية وفردية، وهذا ما رسخه الأسرى في منظومتهم الفكرية والثقافية والتعبوية استنادا إلى تراكم التجربة لديهم في علاقتهم المباشرة مع عدوهم، وهذه أسلحة الأسرى، إضافة إلى سلاح الجوع؛ الإضراب عن الطعام، التمرد على قوانين السجون، علما بأن الأسير الفرد الذي يرفض كمثال الامتثال للوقوف من أجل العد، يملي إرادته عليهم، ويوصل للاحتلال أنه ليس قدرا، فالحرية بالنسبة لهم قرار، والأسرى قبل أن يعتقلوا قرروا بأنهم أحرار، خارج السجن وداخله، والحر لديه سلوك مختلف عن العبد.

ما أهم تطورات معركة الأسرى الحالية؟

أمس الثلاثاء، دخلت قيادة الأسرى من كافة الفصائل في إضراب مفتوح عن الطعام قبل بدء شهر رمضان، وهذا نموذج للقائد، فالأسرى في معركتهم يستعيدون المفردات والقيم والمبادئ التي حكمت سلوك الثوار الفلسطينيين والثورة الفلسطينية، ويقدمون النموذج الأمثل، وغدا سيدخل الأسرى بعدد كبير في إضراب مفتوح عن الطعام، في رسالة قوية لدولة الاحتلال.

ما دلالة دخول عدد كبير من الأسرى في الإضراب المفتوح عن الطعام؟

الأسرى يعملون وفقا للبوصلة الأصلية الحقيقية وليست المزيفة؛ أي أن العمل الجماعي الموحد له قوة جبارة، تحقق نتائج وانتصارات، والأسرى يتصرفون استنادا إلى الفطرة الإنسانية السليمة، وأن يعملوا مجتمعين وموحدين على برنامج واحد وتحت قيادة واحدة وراية واحدة، وهذا النموذج من بشائر نصر الأسرى.

ما هي نتائج نضال الأسرى ضد إجراءات بن غفير؟

الأمور على حالها، وسلطات الاحتلال لا يلوح في الأفق التراجع عن التعليمات التي صدرت لهم من الفاشي بن غفير، والأسرى يعلمون أنها معركة فاصلة، وفي حال تراجعهم خطوة واحدة، سيترتب على ذلك انهيار لمنظومة كاملة بناها الأسرى على مدار عقود.

ما هي حقيقة نظرة قادة الاحتلال للحركة الأسيرة؟

كل الطبقة السياسية لدى الاحتلال؛ اليسار واليمين، ومعهم كل قادة الأمن في إسرائيل، لديهم ذات الرغبة التي لدى بن غفير؛ وهي تطويع الحركة الأسيرة وتقويض منظومة الحياة الجماعية التي بناها الأسرى داخل السجون، ولكن كل هؤلاء يدركون جيدا استحالة تطبيق رغبتهم، لأن تداعيات محاولة تنفيذها ستكون خطيرة جدا، وقد تؤدي إلى خسائر للاحتلال على جبهات أخرى، ودائما يؤجلون، لعل ظروفا تلوح في المستقبل تمكنهم من التنفيذ، وكل ما لدى قادة الاحتلال هي خلافات في الحسابات، وهذا الأعمى الغبي بن غفير، لا يجمع ولا يطرح.

ما هو شعار الأسرى في هذه المعركة؟ وأين ستتجه الأوضاع بعد الإضراب؟

الأسرى لن يتراجعوا في معركتهم ضد سلطات الاحتلال، لأن أي تراجع سيكون كارثة، والاحتلال من المتوقع أن يتعامل مع الأسرى في حال دخولهم في الإضراب بطريقة متوحشة، هذا سيستفز الشعب الفلسطيني أكثر، وقد يرتقي شهداء في هذا الإضراب في مرحلة مبكرة، والاحتلال قد يخطئ التقدير في تعامله مع الأسرى، لذا الوضع خطير، وهذا قد يفجر الأزمة على كل الجبهات بما فيها جبهة غزة المحاصرة.

كيف تقيم موقف المؤسسات الدولية من قضية الأسرى؟

ألا لعنة الله على المؤسسات الدولية، هؤلاء يكذبون علينا من سنوات طوال، ونحن ضخمنا كذبة المؤسسات الدولية، ويجب علينا إعادة النظر في تعاملنا مع تلك المؤسسات، طيلة 75 عاما نعيش تحت الاحتلال ونحن نقول المؤسسات الدولية، نحن ولا مرة قمنا بدراسة معمقة تتناول مواقف المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، لنكتشف أن هذه المؤسسات ما هي إلا جزء من التوليفة والترتيبة التي أنتجت الاستعمار الجديد والذي في معظمه غير مباشر مع وجود سيطرة على الشعوب ومقدراتها، هم ينهبون خياراتنا وأرضنا ويتركون لنا متنفسا كي نتقدم بالشكوى ضدهم، كما تطور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وذهب باتجاه أكثر عنف ودموية، لكن ما زالت نفس الدباجة التي يقررون بموجبها، قبل أيام أصدرت المحكمة الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو من فترة قريبة يخوض حربا ضد أوكرانيا، لماذا ذات المحكمة لم تصدر مذكرات اعتقال بحق المجرمين من قادة دولة الاحتلال الذين قتلوا أبرياء؟!، لأن هذا عالم منافق ومنظومة دولية منافقة.

هل توجد تدخلات دولية إقليمية للضغط على الاحتلال؟

يعلم العارفون في شؤون الصراع الفلسطيني مع الاحتلال، ما لقضية الأسرى من تأثير على المزاج والرأي العام وعلى المواطن الفلسطيني والحركة الوطنية، ويعلم الجميع أن الشعب الفلسطيني يعيش في كرب شديد جراء الاحتلال، وبالتالي قد تكون قضية الأسرى هي الصاعق أو الشرارة التي تشعل كل شيء وتفجر الأوضاع، علما أن قادة المجتمع الإسرائيلي الذين من الممكن أن يقضوا ليلهم في الملاجئ، يعلمون أنهم يخوضون معركة بسبب أوامر تافهة من وزير الأمن القومي لديهم، لذا كان هناك اجتماعان؛ في العقبة وشرم الشيخ بمشاركة العرب، وبحثت قضية الأسرى، لكنها لم تبحث من جانب إنساني وأن الأسرى بشر لهم إرادة وحقوق، لكنها نوقشت من بعدها الأمني؛ إذا استمر بن غفير في سياساته، الوضع ذاهب إلى الانفجار، وإضراب الأسرى سيدخل الوضع في أزمة؛ الدافعية في طرح الموضوع لم تكن البحث في سبل تطوير حياة الأسرى وإلزام إسرائيل بمحددات القانون الدولي فيما يتعلق بتعاملها مع الأسرى، ومع ذلك ورغم هذه النقاشات، لا توجد حلول.

ما السبيل لتحرير الأسرى في ظل تعنت الاحتلال؟

الطريقة الناجعة؛ أن تضع الحركة الوطنية الفلسطينية قضية الأسرى في مكانها الصحيح؛ على رأس سلم الاهتمام الوطني، وتعمل جاهدة من أجل تحرير الأسرى بين الحين والآخر، وأن لا تبقى قضيتهم للتغني فقط، تحرير الأسرى واجب ومسؤولية دينية ووطنية وأخلاقية وإنسانية وكل المعاني، الأسرى أطلقوا على إضرابهم "إضراب الحرية أو الشهادة"، وهذا فيه تعبير وضجر وانتقاد لسلوك وأداء الحركة الوطنية مع قضيتهم.

كمؤسسات للأسرى، ما هي مطالبكم من الفصائل التي تحتفظ بالجنود الإسرائيليين الأسرى؟

التكتيك الذي اعتمدته المقاومة في طريقة التعامل مع ملف الجنديين الإسرائيليين اللذين أسرا خلال الحرب؛ أرون شاؤول وهدار غولدن، هذا التكتيك يتطلب إعادة النظر فيه واعتماد تكتيك آخر، لأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يشعر بالراحة بالحديث للمجتمع الإسرائيلي أنهم أموات، وتمكن نتنياهو من إقناع الإسرائيليين بروايته.

كأسير فلسطيني سابق يحمل قضية الأسرى، ماذا تمثل لك؟

هي ترمز للحرية، فهم أسرى الحرية، من الطبيعي لأي إنسان طبيعي أن ينحاز إلى الحرية، كمفهوم ومبدأ وحياة، فهؤلاء الذين سبحوا بعكس التيار الجارف وناضلوا ضد الاحتلال الصهيوني، يجب أن يتحول مناضلو الشعب الفلسطيني وأسراه إلى رموز عالمية للحرية، لأنهم عمليا، هم يقاتلون نيابة عن العالم، فلذلك الأسير الفلسطيني هو يرمز للحرية، ويجدر بنا أن نضحي من أجله وأن نسخر له كل الوقت لخدمته، بذلك أنت تنتسب للمجتمع التواق للحرية.