أعلنت وزارة الخارجية
الصينية والكرملين
الروسي، أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، سيزور
روسيا، الاثنين المقبل، للقاء نظيره
الروسي، فلاديمير
بوتين، ومناقشة سبل تعزيز "التعاون الاستراتيجي" بين البلدين
زيارة الرئيس الصيني بداية الأسبوع المقبل،
هي الأولى منذ حوالي أربع سنوات إلى هذا البلد الذي ينفذ عملية عسكرية في
أوكرانيا.
وتلتزم الصين بصورة عامّة موقفا محايدا من الحرب في أوكرانيا، لكنّها تعمد في الأشهر الأخيرة إلى توطيد علاقاتها
مع موسكو.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان: "بدعوة من رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين، يقوم الرئيس شي جين بينغ
بزيارة دولة لروسيا بين 20 و22 آذار/ مارس".
واعتبرت وزارة الخارجية أنها
"زيارة من أجل السلام"، تهدف إلى "ممارسة التعددية الحقيقية ...
وتحسين الحوكمة العالمية والإسهام في التنمية والتقدم في العالم".
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية
وانغ وينبين خلال مؤتمر صحفي، أنّ شي جين بينغ "سيُجري تبادلا معمّقا لوجهات النظر مع الرئيس بوتين بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية
الرئيسية ذات الاهتمام المشترك".
أضاف: "حاليا، تتطور بسرعة تغيرات
لم نشهدها خلال قرن، ودخل العالم فترة جديدة من الاضطراب".
وتابع أن "الصين ستتمسك بموقفها
الموضوعي والعادل من الأزمة الأوكرانية، وستؤدي دورا بناء في تعزيز محادثات
السلام".
خلال هذه الزيارة، سيبحث الرئيسان
"ترسيخ الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين روسيا والصين"، ولا
سيما "على الساحة الدولية"، حسبما أعلن الكرملين في بيان، مشيرا إلى
أنه سيتمّ "توقيع وثائق ثنائية مهمّة".
وسبق أن التقى الرئيسان في أيلول/ سبتمبر
على هامش قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان، وكان هذا أول اجتماع بينهما منذ
بدء الغزو الروسي لأوكرانيا أواخر شباط/ فبراير 2022.
وكان بوتين زار بكين قبل ذلك ببضعة
أشهر لمناسبة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وأعلن الرئيسان في ذلك الحين صداقة
"بلا حدود" بين البلدين.
اتصال محتمل بزيلينسكي
ووفقاً لصحيفة "وول ستريت
جورنال" الأمريكية، من الممكن إجراء محادثة بعد زيارة شي جين بينغ لموسكو، إذ
منذ بداية النزاع، لم يتحدّث الرئيس الصيني مع نظيره الأوكراني فولوديمير
زيلينسكي.
وأعرب الرئيس الأوكراني الشهر الماضي
عن رغبته في تبادل وجهات النظر مع نظيره الصيني.
من جانبها، رحبت الولايات المتحدة،
الخميس، بأي محادثات قد تعقد بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأوكراني زيلينسكي.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها
متحدث مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، تعليقا على تقارير صحفية أشارت
إلى اتصال هاتفي مرتقب بين جين بينغ وزيلينسكي، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت
جورنال" وشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
وقال؛ إن المحادثات بين الرئيس
الأوكراني ونظيره الصيني ستكون "شيئا جيدا إذا تحدث الاثنان"، لكنه حذر
بكين من اتخاذ وجهة نظر "أحادية" للصراع.
وأضاف أن واشنطن "دعمت في وقت هذه
المحادثات، وما زالت تدعمها"، مؤكدا أن أي مساع صينية لوقف إطلاق النار في
أوكرانيا حاليا، "ستساعد بكل بساطة العدوان الروسي".
والاثنين، كشفت صحيفة "وول ستريت
جورنال" الأمريكية، عن احتمال تدخل الرئيس الصيني في الأزمة القائمة بين
روسيا وأوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، لم
تسمها، أن الرئيس الصيني "يخطط للتحدث مع نظيره الأوكراني لأول مرة منذ بداية
الحرب" بين موسكو وكييف.
وأضافت أن جين بينغ سيتحدث على الأرجح
مع زيلينسكي، "بعد زيارته لموسكو الأسبوع المقبل.
وتعتبر أي مساع صينية في هذا الشأن
"انعكاسا لجهود بكين لأداء دور أكثر فاعلية في التوسط لإنهاء الحرب في
أوكرانيا"، وفي أعقاب تقديم بكين مقترحا لتسوية الأزمة "سلميا".
وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، كشفت
الصين عن مقترح لتسوية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا "سلميا"، وشددت على
ضرورة استئناف "الحوار المباشر" بين البلدين في "أقرب وقت".
ونصت بنود المقترح على ضرورة احترام
سيادة الدول كافة، وتطبيق القانون الدولي بشكل موحد، والتخلي عن المعايير
المزدوجة.