عرض
آلاف الأشخاص تبني الطفلة (آية)، التي ولدت تحت أنقاض مبنى منهار في شمال غرب
سوريا، جراء
الزلزال الذي ضرب المنطقة يوم الاثنين الماضي.
وتمكنت
فرق الإنقاذ من انتشال الطفلة، وهي لا تزال مربوطة بحبل والدتها السريّ، والتي
توفيت مع زوجها وأشقائها الأربعة، إثر تهدم منزلهم في بلدة جنديريس بريف
حلب.
وانتشرت
تسجيلات فيديو لعملية إنقاذ آية على مواقع التواصل، تظهر رجلاً يخرج من بين ركام
أحد المباني، وهو يحمل رضيعة مغطاة بالغبار.
وعلى
مواقع التواصل، عرض الآلاف تبني آية، وكتب أحدهم: "أحب أن أتبناها وأن أمنحها
حياة كريمة".
وسألت
المذيعة الكويتية حليمة بولند، عن الإجراءات القانونية اللازمة لتبني الطفلة.
وأكد
مدير مستشفى جيهان بمدينة عفرين شمال محافظة حلب، خالد عطية، والذي يشرف على
متابعة حالة الطفلة أنه تلقى عشرات الاتصالات من حول العالم، من أشخاص يريدون تبني
آية.
وشدد
على أنه "لن يسمح لأحد بتبنيها الآن" مشيرا إلى أن لديه ابنة أكبر من
آية بأربعة أشهر فقط، حيث ستقوم زوجته بإرضاع الطفلة إلى جانب ابنته.
ونقلت
وكالة "فرانس برس" عن خليل السوادي أحد أقارب الأسرة قوله إنهم كانوا
يبحثون عن والد الطفلة وأسرته، ووجدوا جثث الوالدين والعمة أولًا، ثم سمعوا صوتًا
خلال الحفر ليجدوا المولودة ما زالت متصلة بالحبل السري مع والدتها قبل أن يقوموا
بقصه وينقلوا المولودة إلى المستشفى.
وفي محافظة إدلب، يواصل رجل سوري عمليات
البحث عن 30 شخصا من أقربائه دفنهم الزلزال المدمر، في قرية بسنيا.
وتمكن مالك إبراهيم البالغ من العمر 40
عاما، من انتشال 10 جثث من تحت ركام المنزل المدمر، بينما لا يزال 20 آخرون تحت
الأنقاض.
وقال مالك إبراهيم لوكالة فرانس برس،
إنه "أمر لا يوصف، الكلمات تخذلني، إنه وضع مأساوي، رحل كل أفراد الأسرة
ودفنت كل ذكرياتنا معهم".
وأضاف: "لقد نجونا من الضربات
الجوية والآن قُتلنا في الزلزال، لا حول ولا قوة إلا بالله، نحن لا نعارض إرادة
الله، ولكننا شعب منكوب بكل معنى الكلمة".
ونجا مالك إبراهيم من الزلزال المدمر
الذي ضرب مناطق واسعة من جنوب تركيا والشمال السوري، الإثنين الماضي، بقوة 7.8
درجات على مقياس ريختر.
وارتفعت
حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا لأكثر من 2037 حالة وفاة، وأكثر من 2950
مصابا، مع استمرار عمليات البحث وسط ظروف صعبة جداً بالعمل تحت أنقاض المباني
المدمرة بعد مرور أكثر من 100 ساعة على الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة، بحسب آخر
إحصائيات الدفاع المدني السوري.