لاعب خط الوسط مع نادي "أولمبيك
مارسيليا" الفرنسي، وفي المنتخب
المغربي، لاعب موهوب ومتعدد القدرات من حيث
مراكز اللعب، يركض في الملعب مسافات مذهلة ولا يتعب.
تألق بشكل لافت للنظر مع منتخب المغرب
في مونديال قطر الأخير، وكان مرشحا لجائزة أفضل لاعب شاب في البطولة.
تنافست للحصول على خدماته كبرى الأندية
الكروية في أوروبا.
عز الدين أوناحي المولود في عام 2000
في الدار البيضاء بالمغرب لعائلة من لاعبي
كرة القدم، بدأ مسيرته مع كرة القدم وهو
طفل لم يتجاوز الخامسة من عمره حين لمس الكرة وداعبها للمرة الأولى في درب كومس
بحي للا مريم، الذي يقطنه بمدينة الدار البيضاء قبل أن يتم اكتشاف موهبته الكروية
المبكرة.
انتبه إليه نادي "الرجاء"
وهو في سن العاشرة، وكانت موهبته بارزة إلى حد انضمامه إلى منتخب المغرب تحت الـ13
سنة، وشارك في "كأس دانون للأمم" وأمضى فترة وجيزة في نادي
"ميروفوت ليساسفا" قبل أن يعود إلى "الرجاء".
ونظرا إلى الدور المحوري في تكوين
اللاعبين فقد التحق في عمر الـ15 عاما بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم للتدرب، ومنها
غادر المغرب إلى فرنسا في عام 2018، لينضم إلى نادي "ستراسبورغ" الذي لم
يشارك معه في أي مباراة تذكر مع الفريق الأول، فانضم أوناحي إلى نادي "يو أس
أفرانش" الفرنسي المتواجد بالقسم الثالث.
وجاءته الفرصة ليقدم ما لديه من مهارات
حين سجل هدفه الأول ضد فريق "أستاد بريوش" في عام 2020، وأثبت أنه صانع
ألعاب مميزا من خلال إظهار قدراته الفنية في المراوغة والتمرير.
هذا الظهور النموذجي والمثالي له دفع
بنادي "أنجيه" الفرنسي في عام 2021 إلى التوقيع معه على صفقة مدتها
أربعة مواسم.
واصل أوناحي ظهوره الاستثنائي
والاحترافي في الدوري الفرنسي بتسجيله هدفا في مرمى "أولمبيك ليون"،
وأنهى موسمه الأول في المركز 14 في جدول الدوري الفرنسي، مسجلا هدفين مباشرين وصنع
هدفين آخرين، ما دفع بقيادة النادي إلى تمديد عقده لموسم إضافي حتى عام 2026.
استدعي أوناحي للمشاركة في ألعاب البحر
الأبيض المتوسط في عام 2018 ضمن منتخب المغرب تحت العشرين، وسجل هدفا في المباراة
ضد إيطاليا. ثم فاز لاحقا بالميدالية البرونزية مع الفريق بركلات الترجيح ضد
اليونان.
وعلى ضوء تميزه، فإنه استدعي إلى المشاركة في عدة بطولات
سجل خلالها وصنع أهدافا جميلة.
استدعي في عام في 2021، من قبل المدرب
البوسني وحيد خليلوزيتش للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية، حيث لعب أول
مباراة احترافية له مع المنتخب المغربي بفوزه على غانا.
كما أنه سجل هدفين في مرمى جمهورية الكونغو
الديمقراطية، وانتهت المباراة بفوز المغرب، وبذلك فقد تمكن المغرب من حجز تذكرته إلى
كأس العالم 2022 في قطر.
ومع تسلم وليد الركراكي قيادة منتخب
"أسود الأطلس" الذي خلف خليلوزيتش المقال، فإن أوناحي انضم إلى قائمة
المنتخب المغربي للمشاركة في كأس العالم في قطر، حيث حل المنتخب المغربي في موقع
رابع العالم في البطولة.
ويعود الفضل في ظهور أوناحي لأول مرة
مع المنتخب المغربي الأول إلى خليلوزيتش، حينما فاجأ وسائل الإعلام المغربية
باستدعاء أوناحي للمنتخب المغربي الأول.
وقد لعبت الصدفة دورا كبيرا في وجود
أوناحي مع المنتخب؛ فقد ذهب خليلوزيتش إلى مراقبة سفيان بوفال الذي كان يلعب هو الآخر
لنادي "أنجيه"، لكنه تفاجأ بالمستوى الذي يقدمه أوناحي وقرر استدعاءه.
أداؤه المتميز مع "أنجيه"
جعل "نادي ليل" الفرنسي يبدي رغبته في التعاقد معه، لكن الصفقة لم تتم
بعدما أعلن ناديه تمديد العقد لموسم إضافي حتى عام 2026.
وعلى نحو مفاجئ، فإنه أعلن في كانون الثاني/
يناير الماضي عن تعاقد الفريق الفرنسي العريق "أولمبيك مارسيليا"، مع
أوناحي بعد عقد صفقة شراء مع "أنجيه" في الميركاتو الشتوي مقابل 10
ملايين يورو، بالإضافة إلى نسبة كبيرة من إعادة البيع مستقبلا. ويحتل "مارسيليا"
المركز الثاني بالدوري الفرنسي برصيد 46 نقطة خلف المتصدر "باريس سان جيرمان"
(51 نقطة).
وارتبط أوناحي أيضا بالانتقال إلى
"برشلونة" و"ليدز" و"نابولي" و"ليستر
سيتي" و"ميلان"، عقب تألقه بقميص منتخب المغرب في كأس العالم
الأخيرة.
ويمثل انضمام أوناحي لفريق
"مارسيليا" إضافة كبيرة لهذا النادي الذي يراهن ليشكل ثنائية متناغمة
وناجحة مع مواطنه أمين حارث.
ويعد أوناحي محظوظا لتواجد حارث الذي
يتقدم عليه في الخبرة ليكرر معه قصة التألق نفسها التي عاشها لعدة مواسم مع مواطنه
الآخر سفيان بوفال نجم "أنجيه".
ويتمتع أوناحي بأسلوب لعب حديث، يجمع
بين السرعة والمهارات الفنية، والتمرير في العمق، وجودة التسديدات، والكرات
الثابتة، والاحتفاظ بالكرة، بالإضافة إلى لياقته البدنية العالية إذ يركض نحو 13
كلم في كل مباراة، وركض 14.70 كم في المباراة التي جمعت المنتخب المغربي ونظيره
الإسباني في دور الثمانية في كأس العالم قطر 2022.
وفي المؤتمر الصحفي الذي تلا المباراة
قال مدير إسبانيا إنريكي: "تفاجأت من اللاعب الذي يرتدي الرقم 8 (يقصد
أوناحي)، آسف لا يحضرني اسمه، يا إلهي من أين أتى ذلك اللاعب؟! يلعب بشكل رائع.
هذا الشاب لم يتوقف عن الركض فقد كنت أناقش أداءه مع الطاقم، مذهل".
ريكاردو كاكا نجم منتخب البرازيل سابقا
قال في تحليله لمباراة المغرب والبرتغال في دور ربع نهائي كأس العالم على قنوات
"بي إن سبورتس" الرياضية: "يا إلهي، ما هذا اللاعب!".
محمد أبو تريكة نجم منتخب مصر سابقا
قال إن "عزالدين أوناحي واحد من أفضل اللاعبين الموجودين في منتخب
المغرب"، وأضاف أنه "قدم أداء على أعلى مستوى أمام منتخب البرتغال، ولم
يسمح لأحد بالمرور أو الاقتراب من مرمى ياسين بونو. أوناحي يشبه النجم العالمي
إنييستا. أداء عالمي على أعلى مستوى".
ولم يتوقف أوناحي عن الإدهاش للحظة فقد أبهر جماهير "مارسيليا"، بهدف خرافي في أول مباراة يشارك فيها مع ناديه
الجديد أمام نادي "نانت" الفرنسي حين راوغ المدافعين بكل براعة وثقة
جعلت هدفه "المارادوني" حديث الجماهير الكروية وحديث الإعلام الرياضي.