أكدت مصادر تابعة
للنظام السوري، والقوات الروسية أنه تمت إعادة تفعيل
مطار "الجراح" العسكري
الواقع في
ريف حلب الشرقي القريب من خطوط التماس مع المعارضة السورية وقوات سوريا
الديمقراطية (قسد)، وذلك بعد نحو عقد من خروج المطار عن الخدمة.
وقالت حسابات إخبارية
تابعة للنظام، إن عمليات إعادة تفعيل المطار الذي يقع في منطقة منبج، تجري بدعم من
روسيا، مؤكدة أن الهدف تعزيز قدرة قوات النظام في التصدي للغارات الإسرائيلية.
وأضافت أن المطار
العسكري سيستخدم بشكل مشترك بين قوات النظام والقوات الروسية لحماية حدود سوريا
الشمالية، مؤكدة أن روسيا نشرت داخل المطار منظومات دفاع جوي من طرازي "بوك" و"بانتسير".
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، أن روسيا وسوريا رممتا قاعدة الجراح الجوية العسكرية في شمال سوريا لاستخدامها بشكل مشترك.
وقالت الوزارة: "رمم العسكريون الروس والسوريون مطار الجراح المدمر".
وأضافت أن "القاعدة الجوية المشتركة للقوات الجوية الروسية والسورية في مطار الجراح تجعل من الممكن تغطية حدود الدولة".
وأظهرت صور متداولة
تدريبات للجنود على القفز المظلي بإشراف ضباط روس.
وحول أهمية المطار،
يقول الخبير والمحلل العسكري العقيد أحمد حمادة، إن مطار الجراح هو عبارة عن قاعدة
جوية تدريبية، يحتوي على مدرج واحد، ويتبع للكلية الجوية في قوات
النظام السوري.
وفي تفسيره لإعادة
النظام السوري تفعيل المطار بدعم روسي، يقول لـ"عربي21"، إن روسيا بدأت
مؤخراً بتأهيل مطارات النظام العسكرية من مطار الطبقة إلى مطار الجراح وهي القواعد
الموازية لمناطق شرق الفرات.
ردع طائرات الاحتلال
ويضيف حمادة أن مصادر
النظام وروسيا تزعم أن الهدف من وراء تأهيل المطار الأخير، هو ردع طائرات الاحتلال
الإسرائيلي، علماً بأن الاحتلال نفذ 34 عدواناً جوياً في العام 2022، بوجود منظومات
روسية دفاعية متطورة مثل "أس-300".
ويقول حمادة إن
المنظومات التي نشرتها روسيا في مطار الجراح (بوك، بانتسير)، تُستخدم في العادة
لحماية المواقع التي تُنشر فيها، ما يعني أن هناك نوايا روسيا بتحويل المطار إلى
مخازن أسلحة، ربما تحتاجها روسيا مستقبلاً، أو في الوقت الحالي في أوكرانيا.
من جهة أخرى، تتزامن
عمليات إعادة تفعيل مطار الجراح مع مضي تركيا في التقارب مع النظام السوري بدعم
روسي، ومطالبة أنقرة بانسحاب "قسد" من مناطق مجاورة للمطار مثل منبج،
وتسليمها لقوات النظام السوري.
لكن حمادة، لا يرى أي
صلة بين إعادة تفعيل هذا المطار، وما يتم طرحه من سيناريوهات، ويقول: "لدى
النظام قواعد ومطارات عسكرية كثيرة في الشمال السوري".
ويتفق مع حمادة،
الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال، ويقول لـ"عربي21" إن
الخطوة لا علاقة لها بترتيبات الوضع العسكري في الشمال السوري، والأرجح أن الهدف
منها هو صد الهجمات الجوية الإسرائيلية.
رسالة روسية إلى تركيا
في المقابل، يرى رئيس
"مركز رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، أن المقصود
بتأهيل المطار هي تركيا، ويوضح لـ"عربي21" أن "روسيا تحاول تثبيت
وجودها العسكري في هذه المنطقة القريبة من منبج، ومن المعلوم أن تركيا تضع منبج
على رأس أهداف أي عملية عسكرية قد تقوم بها في الشمال السوري، إلى جانب تل رفعت
وعين العرب".
ويقول
لـ"عربي21" إن روسيا بهذه الخطوة تؤكد موقفها المعارض لأي تحرك عسكري
تركي في الشمال السوري، معتبراً أن "تأهيل المطار يخدم أيضاً تعزيز قوة
النظام السوري وحضوره العسكري في الشمال السوري".
مطار الجراح (كشيش)
واستعادت قوات النظام
مطار الجراح في العام 2017، وذلك بعد معارك خاضتها بدعم روسي ضد تنظيم الدولة الذي
كان يسيطر على المطار، بعد أن تمكن من طرد فصائل المعارضة التي دخلته عام 2013.
ويؤمن المطار الإشراف
الجوي على منبج الخاضعة لسيطرة "قسد"، وكذلك المناطق الخاضعة لسيطرة
المعارضة في المناطق الشمالية.