في يوم الطفل العالمي الذي يتزامن مع الـ20 من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل سنة، حذّرت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) من ارتفاع مقلق في معدلات عمالة الأطفال في العراق، مشيرة إلى أن تلك الظاهرة "تستمر بالوقوف في وجه تعلم الأطفال وعيش طفولتهم وممارسة حقوقهم الأساسية، تزامنا مع نفاد خيارات الأسر في تلبية الاحتياجات المعيشية الأساسية".
وأوضحت، في بيان لها، الإثنين، وصل "عربي21" نسخة منه، أنها أجرت استطلاعا ودراسة استقصائية جديدة، مؤخرا، في خمس مناطق في شرق مدينة الموصل.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية: "بعد ما يقرب من خمس سنوات على إعلان انتهاء النزاع، لا تزال الظروف الاقتصادية في الموصل مزرية للعديد من العائلات، بما في ذلك أولئك الذين نزحوا داخل البلاد والذين عادوا إلى مناطقهم الأصلية بعد أن نزحوا أثناء النزاع".
وأكدت أنها قامت بـ "إجراء إحصائية تضم 211 أسرة في أحياء التسعين والانتصار والعرباشية والسماح واليرمجة في شرق الموصل، وأجرت مسوحات إحصائية إضافية تضم 256 طفلا تم تصنيفهم على أنهم منخرطون في مجال العمل".
ونوّهت إلى أن "النتائج أظهرت أن عمالة الأطفال هي آلية تكيف سلبية شائعة للعائلات في هذه المناطق، كجزء من كفاحهم لإعادة بناء حياتهم، وذلك ناجم عن محدودية توافر فرص كسب العيش، وعدم حيازة الوثائق -مثل بطاقات الهوية الوطنية أو شهادات الميلاد- وسوء الظروف المعيشية".
كما أظهرت نتائج المسوحات الإحصائية أن "معدلات عمالة الأطفال كانت هي الأعلى في الأسر العائدة، حيث أفاد أكثر من 50 بالمئة منهم انخراط طفل أو أكثر في مجال العمل. أما بالنسبة لأولئك الذين ما زالوا نازحين، أفاد أكثر من 25 بالمئة منهم انخراط طفل أو أكثر من كل عائلة في مجال العمل، وبالنسبة لأسر المجتمع المضيف بلغت النسبة المئوية لعمالة الأطفال أكثر من 20 بالمئة".
ولفتت لجنة الإنقاذ الدولية إلى أن "95 بالمئة من الأطفال أبلغوا عن فقدان الوثائق المدنية الضرورية، وأفاد حوالي 75 بالمئة من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع قيامهم بأعمال غير رسمية وخطيرة مثل جمع القمامة، وأعمال البناء اليومية، والخردة والنفايات".
وذكرت لجنة الإنقاذ الدولية أن "90 بالمئة من مقدمي الرعاية أفادوا بوجود طفل أو أكثر منخرط في مجال العمل، بينما أفاد 85% من الأطفال أنهم لا يشعرون بالأمان في مكان عملهم واصفين حالات التحرش وعدم امتلاك المعدات المناسبة لحماية أنفسهم أثناء العمل في المصانع أو في الشوارع".
كذلك أفاد مقدمو الرعاية أن ما يقارب نصف الأطفال في أسرهم لا يرتادون المدرسة، وذكر العديد منهم أن عمالة الأطفال هي السبب الرئيسي للتسرب من المدرسة، طبقا لما أورده البيان.
ودعت اللجنة، المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والجهات المانحة، إلى "توسيع نطاق البرامج التي تستهدف وقف مشاكل تضرر الأطفال في العراق ومعالجتها بأنسب الطرق، بما في ذلك عمالة الأطفال، بشكل متزامن مع العمل مع الحكومة العراقية لمعالجة الأسباب الجذرية التي لا تزال تؤدي إلى ممارسات عمالة الأطفال الخطيرة".
من جهتها، قالت مديرة مكتب لجنة الإنقاذ الدولية في العراق، سمر عبود: "عندما لا تتمكن العائلات من تلبية احتياجاتها الأساسية، يكون الملاذ الأخير في بعض الأحيان هو إرسال أطفالهم للعمل".
اقرأ أيضا: BBC: وفيات وأطفال مرضى بالسرطان قرب حقل نفطي عراقي
وأردفت: "نحن على دراية بأن عمالة الأطفال تُعرّض الأطفال للأذى، وينجم عنها آثار سلبية طويلة الأمد على صحتهم الجسدية والعقلية. عندما يعمل الأطفال، فإنهم يُحرمون من فرصة عيش طفولة طبيعية وآمنة".
أمريكا تحذر رعاياها من عملية تركية محتملة شمالي العراق وسوريا
ماذا وراء مقتل أمريكي ببغداد في ظل حكومة يرأسها حلفاء إيران؟
غضب في بريطانيا بعد وصف وزيرة الداخلية المهاجرين بـ"الغزو"