عبر كاتب إسرائيلي عن استهجانه للحديث المستمر من قبل بعض
المحافل الإسرائيلية عن "الدولة اليهودية"، منوها إلى أنه يشعر باغتراب قوي تجاه
معظم الإسرائيليين، حيث إن هويته موضوع معقد جدا يصعب تعريفه.
وقال الكاتب روغل ألفر، في مقاله بـ"
هآرتس" العبرية: "المرة الأخيرة التي شعرت فيها بأنني يهودي، كانت عندما شاهدت قبل سنتين تقريبا
حلقة من مسلسل "ساينفيلد" الأمريكي، وصادفت مرة أخرى شخصية العم "ليو"،
وهو بشكل عام يبدو كشخص من عائلتي في نيويورك".
ونوه إلى أنه يشعر "بحميمية فورية مع العم "ليو"،
وعندما يبجل ويعظم إنجازات نجله "جفري" بصورة قسرية، ويعتبر حياته المتواضعة
والرمادية قصة نجاح ملهمة تثير الإعجاب والحسد، هو بذلك يذكرني بعمة تعودت على التحدث
عن ابنها الفاشل بالضبط هكذا"، مضيفا: "مثل لاري ديفيد وساينفيلد
وودي ألن، الثلاثة يهود من نيويورك، بهذا تبدأ وتنتهي هويتي اليهودية،
وكان لي عمة قالت طوال الوقت "ف.. يو"، بالضبط مثلما تقول سوزي لـ لاري،
وهذا يكفي لأن اعتبر نفسي يهوديا".
وقال: "أنا ببساطة جئت من خلفية ليبرالية، مثقفة وعالمية،
أصل عرقي، مجموعة صفات شخصية وعادات لا تتعالى على مستوى الفلكلور".
وأضاف ألفر: "هويتي اليهودية ليست أكثر من انتماء عشائري
صدفي، عشوائي، جاء ثمرة ظروف بيوغرافية لم أقم أنا باختيارها، وبقي سطحيا وغير ملزم،
وهو جزء غير مهم بشكل خاص من نسيج ضخم من مصادر التأثير التي شكلتني".
ونوه إلى أن نمط حياته "غير يهودي؛ الأعياد اليهودية لها
معنى عائلي فقط بالنسبة لي وليس دينيا أو اجتماعيا أو تاريخيا أو عشائريا، أنا لا أحتفل
بـعيد الفصح أو رأس السنة، لكوني من نسل شعب عريق، أو كنقطة
وصل مع أجدادي، وأنا لا أتذكر الكارثة أو انتفاضات اليهود في إسرائيل".
وتابع: "غير مهم لي أن أحتفل بهذه الأعياد، فهي لا قيمة
رمزية لها في حياتي، لن أقول في أي يوم "شبات شالوم" (سبت مبارك)، فقط أحيانا
أكرر هذا بصوت منخفض لرفع العتب، لسائق سيارة هنأني بذلك، وهذا يدل بالأساس على أنني
مؤدب وليس يهوديا، كما أنني لم أعلم أولادي ليكونوا يهودا".
وأكد الكاتب، أنه "لا توجد للثقافة اليهودية أي أفضلية
عندي، فإنجازات اليهود في الأرجاء لا تثير بي أي تماه ولا تبعث بي التفاخر، وإذا قمت
بتنفيذ وصية يهودية معينة، فهذا فقط صدفة"، وقال: "في الخارج لم أعد أشعر
بأنني في بيتي عندما أكون في كنيس، وأنا لا أبحث عن الاقتراب من اليهود، والتاريخ اليهودي
المحلي لم يهمني بشكل خاص في أي وقت".
ولفت إلى أنه توجد له "هوية عبرية عميقة، مغروسة بعلاقتي
العميقة مع اللغة العبرية؛ أنا إسرائيلي ولكني أشعر باغتراب قوي تجاه معظم الإسرائيليين،
ومن أجل النقاش في الهوية اليهودية في السياق الإسرائيلي، أرغب في أن أعلن أنني لست
يهوديا".
وأشار ألفر، إلى أنه عندما يسمع بـمفهوم "دولة
يهودية" على الفور يشعر بالاختناق، "جنسيتي إسرائيلية، هويتي موضوع معقد
جدا، خاص، متعرج، ديناميكي، مليء بالتناقضات التي يمكن التخلص منها، ولا يمكن تعريفها
بكلمة واحدة"، متسائلا: "هل الحكومة الجديدة ستحاول تعميق هويتي اليهودية؟
كما تقول سوزي لـ لاري: ف.. يو".