قال مسؤولون أمريكيون،
إن الحرب الروسية في أوكرانيا يمكن أن تتوقف مؤقتا، مع بداية الشتاء، بينما كبح
التقدم الأوكراني الأخير، آمال موسكو في الاستيلاء على المزيد من الأراضي في
المناطق التي أعلنت روسيا ضمها إليها عبر استفتاء.
ويرجح مسؤولون من
الإدارة الأمريكية، أن تستمر موسكو في مهاجمة القواعد والبنية التحتية وشبكة
الكهرباء الأوكرانية، لكنهم يرون أن حلول فصل الشتاء سيؤدي إلى تباطؤ التقدم
العسكري لكلا الجانبين، وفق ما نقله تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
وفي انتكاسة جديدة،
أعلن الكرملين الجمعة، أن قواته قد انسحبت من مدينة خيرسون الاستراتيجية في جنوب
أوكرانيا وانتقلت عبر نهر دنيبرو.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون
أن قرار روسيا بالانسحاب من المدينة استند جزئيا إلى مخاوف من أن جنودها سيحاصرون
وتنقطع عنهم الإمدادات مع حلول فصل الشتاء.
قال مسؤول في حلف شمال
الأطلسي إن القوات الأوكرانية دمرت أو ألحقت أضرارًا بجميع الجسور المؤدية إلى
المدينة باستثناء جسر واحد، مما حد من قدرة روسيا على إعادة إمداد قواتها التي
يتراوح عددها بين 20 و 30 ألف جندي.
وكان المسؤولون الأمريكيون،
قد قدروا أن الانسحاب الروسي سيستغرق أسبوعين، لكن وزارة الدفاع الروسية قالت
الجمعة إن الانسحاب قد اكتمل.
ويمكن أن تستمر فترة
التوقف الشتوي لمدة ستة أشهر، وفق تقدير الصحيفة الأمريكية، حيث ستؤدي الأمطار
والأرض الطينية في أواخر تشرين ثاني/نوفمبر إلى إبطاء تحركات كلا الجيشين.
وبينما بدأ الجيش
الأوكراني بدخول خيرسون، الجمعة، وهي مدينة رئيسية في جنوب البلاد، إثر انسحاب
القوات الروسية منها، بعد قرابة تسعة أشهر، يتساءل متابعون إن كان الانسحاب الروسي
تكتيكيا أم انتكاسة أخرى لموسكو، لا ترغب بالاعتراف بها.
بعد ذلك، ومع انخفاض
درجات الحرارة وانتشار الجليد على الأرض، واحتمال تساقط ثلوج كثيفة قد يجعل من
الصعب على الجيش الروسي ضعيف التجهيز، شن أي هجوم جديد بحسب الصحيفة.
كولن كال، وكيل وزارة
الدفاع الأمريكية للسياسة، قال للصحفيين الأسبوع الماضي: "نرى بالفعل أن
الطقس في أوكرانيا يبطئ الأمور قليلاً" ثم تابع "لقد أصبح الأمر موحلا
حقا، مما يجعل من الصعب القيام بهجمات واسعة النطاق."
ومع التوقف المرتقب
بسبب الطقس في التحركات العسكرية الرئيسية، ستدخل الحرب مرحلة جديدة، وفق التقرير.
قال مسؤولون أمريكيون
إن روسيا ستكثف على الأرجح هجماتها على البنية التحتية لإرهاب الأوكرانيين.، ويمكن لأوكرانيا أن
تصعد حملتها لإظهار قدرتها على الرد حتى على الأراضي الروسية، وفقًا للمحللين.
قال سيث جي جونز، نائب
الرئيس الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "يبدو أن الأوكرانيين
سيواصلون المضي قدمًا في الهجمات على الخطوط الروسية" ثم أضاف "سيقومون
بعمليات مستهدفة وتخريب عام فقط ضد المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية داخل أوكرانيا."
اقرأ أيضا: أوكرانيا تتلقى أنظمة دفاع جوي.. وتأكيد تواصل أمريكا مع روسيا
وينصح مسؤولون في
إدارة الرئيس جو بايدن إنه من الضروري استخدام الشتاء لإعادة بناء إمدادات الأسلحة
الدفاعية والهجومية لأوكرانيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية
"البنتاغون" الخميس، عن أسلحة أخرى بقيمة 400 مليون دولار، بما في ذلك
مركبات دفاع جوي قصيرة المدى من طراز أفينجر تطلق صواريخ ستينغر.
لكن المسؤولين في كييف
يقولون إنهم سيحتاجون إلى المزيد من أنظمة الدفاع الجوي، بخلاف SA-11s و S-300s ،
التي يمتلكها الجيش الأوكراني بالفعل، الأمر الذي أبقى الطيارين الروس بعيدًا إلى
حد كبير عن المجال الجوي الأوكراني، والمزيد من الدبابات وحتى الطائرات المقاتلة
لاستعادة المناطق التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني خلال الأشهر التسعة الماضية من
الحرب.
ورأى محللون عسكريون
إنه خلال فترة التوقف التي تلوح في الأفق، سيعيد الجانبان تدريب القوات ويستعدان
لدفع متجدد في شباط/فبراير.
وقال الجنرال مارك
ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة وكبير المستشارين العسكريين لبايدن، هذا
الأسبوع، إن فصل البرودة القادم سيكون فرصة لكلا الجانبين للنظر في محادثات السلام.
وقال إن الحرب خلفت
بالفعل أكثر من 100 ألف جندي روسي بين قتيل وجريح، مضيفا أن أوكرانيا ربما تكون قد
عانت من عدد مماثل من الضحايا.
لكن المسؤولين
الأمريكيين يقرون بأن البلدين بعيدين عن مثل هذه المفاوضات.
وكتب محللان عسكريان
في تحليل للمعهد الملكي للخدمات المتحدة الأسبوع الماضي أن الكرملين يرغب بالتأكيد
في رؤية وقف إطلاق النار ساري المفعول في الأشهر المقبلة لتجديد قواته العسكرية
وتعزيز موقعه على الأرض.
وقال المحللان، جاك
واتلينغ ونيك رينولدز، إن الحكومة الروسية تشجع شركاء أوكرانيا الدوليين للضغط على
الحكومة في كييف للتفاوض على هدنة.
لكن "وقف إطلاق
النار مفيد من الناحية التكتيكية لروسيا في تثبيت سيطرتها على الأراضي
المحتلة" يقول واتلينج ورينولدز.
لذلك، يقول العديد من
المحللين العسكريين إنه ليس من مصلحة أوكرانيا أن توقف عملياتها هذا الشتاء، خاصة
وأن روسيا تواصل استهداف البنية التحتية المدنية وشبكة الكهرباء.