حذرت
منظمة أطباء بلا حدود من أن الأطفال في مخيم الهول في شمال وشرق سوريا يعيشون حياة
"مأساوية" جراء نقص الخدمات والرعاية الصحية وازدياد العنف.
ونشرت
المنظمة بيانا حمل عنوان "بين نارين" دعت من خلاله التحالف الدولي
بقيادة واشنطن والدول التي يُحتجز مواطنوها في المخيم، الذي تديره الإدارة الذاتية
الكردية، إلى إيجاد حلول بديلة "في وقت لم يتم فيه إحراز تقدم كاف لإغلاقه".
وقال
مدير العمليات في المنظمة مارتن فلوكسترا: "رأينا وسمعنا الكثير من القصص
المأساوية (...) حول أطفال يموتون جراء التأخر في تلقيهم الرعاية الصحية الضرورية،
وفتيان يفرقون بالقوة عن أمهاتهم بمجرد بلوغهم 11 عاماً، من دون أن يُعرف عنهم
شيئاً".
وأضاف
فلوكسترا: "الهول في الحقيقة هو سجن مفتوح، وغالبية قاطنيه من الأطفال، الكثير
منهم ولدوا فيه، وحرموا من طفولتهم، وحُكم عليهم أن يعيشوا حياة معرضة للعنف
والاستغلال، ومن دون تعليم، وفي ظل رعاية صحية محدودة".
واعتبر
فلوكسترا أن "الدول الأعضاء لدى التحالف الدولي، فضلاً عن تلك التي يُحتجز
مواطنوها في الهول ومراكز احتجاز أخرى في شمال شرق سوريا، خذلت مواطنيها".
اقرأ أيضا: مجزرة مروعة للنظام السوري باستهدافه مخيمات للنازحين
وفي
ظل عدم وجود حلول في الأفق، حذر فلوكسترا من أن الوضع "سيزداد سوءاً ليسفر عن
جيل جديد عرضة للاستغلال في غياب أي أمل لطفولة خالية من العنف".
ويؤوي
مخيم الهول أكثر من 50 ألف شخص، نحو نصفهم من العراقيين وبينهم 11 ألف أجنبي من
نحو 60 دولة يقبعون في قسم خاص بهم. ولا يتمتع سكان المخيم بحرية الحركة وخصوصاً
القاطنون في القسم الخاص بالأجانب.
ونقل
التقرير أن طفلاً في الخامسة من العمر توفي على الطريق إلى المستشفى "فاقداً
للوعي ووحيداً" بعدما تأخر إذن نقله لساعات.
وتوفي
79 طفلاً في العام 2021، وفق أطباء بلا حدود، التي لفتت إلى أن الأطفال يشكلون 35
في المئة من إجمالي وفيات المخيم، ومنهم من قتل في حوادث عنف، بينها تبادل لإطلاق
النار.
ويشهد
المخيم حوادث أمنية، تتضمن هجمات ضد حراس وعاملين في المجال الإنساني وجرائم قتل.
وقُتل أكثر من مئة شخص في المخيم بين كانون الثاني/يناير 2021 وحزيران/يونيو 2022،
وفق الأمم المتحدة.