مقابلات

مسؤول أذري: نجاح الوساطة الأوروبية مرهون بموقف أرمينيا

5555

قال ممثل البرلمان الأذري في منظمة التعاون الإسلامي، جيحون ممادوف؛ إن فرص نجاح الوساطة الأوروبية في ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، مرهون بموقف الجانب الأرمني، موضحا أن الاتحاد الأوروبي يعتزم إرسال بعثة مدنية مؤقتة في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وستعمل لمدة شهرين على أقصى تقدير.

وأشار ممادوف، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إلى أن "أذربيجان تتعاون مع كل المنظمات الدولية من أجل حل نزاع قره باغ السابق. إلا أنه خلال ما يقارب 30 سنة لم نرَ أي نتيجة وجهود من قِبل مجلس الأمن الدولي، ومن ثَم قامت أذربيجان بنفسها بحل النزاع من خلال الحرب".

وأكد أنه "خلال الفترة القصيرة الماضية، تم تحقيق العديد من الإنجازات في المناطق المُحررة، حيث تم تمديد خطوط الكهرباء، وإنشاء محطات تحويل الطاقة الكهربائية، وإنشاء طرق رئيسية واصلة بين أمهات المدن في هذه المناطق وخارجها، فضلا عن إنشاء المطارات، والجسور الواصلة بين الطرق الرئيسية والفرعية، وإنشاء قرى ذكية، وترميم المساجد المدمرة من قِبل الأرمن، وغيرها من الأعمال المهمة".

يُذكر أن ممادوف مُتخصص في علوم الشريعة، وهو نائب في البرلمان الأذري، وعمل سابقا لسنوات في مكتب رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، وفي اللجنة الحكومية للشؤون الدينية.

وكان الجيش الأذربيجاني أطلق في 27 أيلول/ سبتمبر 2020، عملية لتحرير أراضيه في إقليم "قره باغ"، عقب هجوم شنه الجيش الأرميني على مناطق مأهولة مدنية.

وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما، أعلنت روسيا في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.

لكن في 12 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية اندلاع اشتباكات حدودية مكثفة؛ نتيجة ما وصفته بالاستفزازات الأرمينية.

فيما أسفرت تلك الاشتباكات الأخيرة عن مقتل 79 عسكريا أذربيجانيا، ومقتل 135 جنديا على الأقل من القوات الأرمينية.

وتاليا نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

كيف ترى طبيعة العلاقات اليوم بين أذربيجان وأرمينيا؟

 
تعتزم أذربيجان أن يكون حسن الجوار بين البلدين، وتبذل كل ما لديها لضمان التعايش السلمي مع أرمينيا. وفي الوقت الحاضر تركز الحكومة الأذربيجانية على المفاوضات من أجل عقد اتفاق السلام بين البلدين.

إلى أي مدى تُهدد الاشتباكات الحدودية السلام بين الجانبين؟ وهل تم طي صفحة تلك الاشتباكات، أم إن اتفاق وقف إطلاق النار قد ينهار مُجددا؟


نحن نجد أن أرمينيا تهرب بين حين وآخر من عقد اتفاق السلام النهائي، عن طريق خرق الهدنة في الحدود، وتقوم بإثارة التوتر العسكري. ونتيجة هذه السياسة الاستفزازية، تحدث الاشتباكات عند الحدود، ويُضطر الجانب الأذربيجاني إلى اللجوء للدفاع عن ذاته وحماية حدوده أمام هذا العدوان العسكري. رغم ذلك، تبدي أذربيجان عزمها لعقد اتفاق سلام دائم بين البلدين.

هل تتوقع تجدد الحرب بين البلدين مستقبلا؟


هذا مرهون بموقف أرمينيا والتزامها أو عدم التزامها بمبدأ حسن الجوار مع أذربيجان. إذا اختارت أرمينيا طريقة العدوان أو تغيير الحدود بالقوة لصالحها، فسوف تكون أذربيجان مُضطرة إلى صد هذا العدوان صدّا عسكريا.

لو تحدثنا عن طبيعة الأوضاع الحالية والعملية العسكرية في منطقة ناغورني قره باغ؟

 
يتم سير هذه العملية بتدريج من ناحية وبعزم من ناحية أخرى. الهدف الرئيسي في هذه المرحلة هو صناعة عقلية مقتنعة عند الأقلية الأرمنية الساكنة في هذه المرحلة، حتى تقبل التعايش السلمي وتتكامل مع الواقع الأذربيجاني. علما بأنه ثمة مطالب غير قليلة من قِبل أفراد هذه الأقلية، من أجل العيش تحت رعاية الحكومة الأذربيجانية في هذه المنطقة.

ما الذي وصلت إليه عملية إعادة الإعمار التي تقومون بها في المناطق المُحررة؟


خلال الفترة القصيرة تم تحقيق العديد من الإنجازات واتخاذ الخطوات الملموسة في المناطق المُحررة، منها تمديد خطوط الكهرباء وإنشاء محطات تحويل الطاقة الكهربائية، وإنشاء طرق رئيسية واصلة بين أمهات المدن في هذه المناطق وخارجها، فضلا عن إنشاء المطارات، وإنشاء الجسور الواصلة بين الطرق الرئيسية والفرعية، وإنشاء قرى ذكية، وترميم المساجد المدمرة من قِبل الأرمن، وإنشاء الجدد منها، وإعادة إعمار المباني السكنية نصف المُدمرة، لا سيما في مدينة شوشا، وغيرها من الأعمال الأخرى المهمة.

وكان رئيس الجمهورية، إلهام علييف، أعلن، في تصريحات سابقة له، أن أذربيجان بحاجة إلى 30 عاما و25 مليار دولار لتطهير الألغام التي زرعتها أرمينيا، والتي قتلت وأصابت أكثر من 250 أذربيجانيا حتى الآن في إقليم قره باغ، وذلك استنادا لتقديرات الخبراء الدوليين.

ما الأسباب التي تحول دون توقيع اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا حتى الآن؟


مع الأسف، أرمينيا لا تريد السلام، ومن هنا تمارس على الدوام تأجيل التوقيع على اتفاق السلام. وعدم الرغبة هذه لها أسباب؛ منها مزاعم أرمينا بشأن الحدود، والسياسة الحكومية التوسعية على حساب أراضي الجيران، وتأسيس أرمينيا الكبرى التي ترغب الدوائر الأرمينية السياسية القومية المتعصبة في تحقيقها، من خلال ضم أجزاء كبيرة من كل من: أذربيجان وجورجيا وتركيا وإيران، لأرمينيا الحالية. والسبب الآخر: عدم احترام أرمينيا لسيادة أذربيجان، ودوام التجنب عن قبول سلامة أراضي أذربيجان.

لكن، هل هناك وساطات جارية من أجل توقيع  اتفاق سلام  بين البلدين؟


الاتحاد الأوروبي يعتزم إرسال بعثة مدنية مؤقتة في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وستعمل لمدة شهرين على أقصى تقدير، من أجل دعم جهود ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، وستسعى من أجل بناء الثقة والمساهمة في دعم لجان ترسيم الحدود عبر التقارير التي ستعدها هذه البعثة.


وهل تعتقد أن جهود هذه البعثة الأوروبية ستنجح أم لا؟


نجاح هذه الجهود أو عدم نجاحها يتوقف على موقف الجانب الأرمني. في حالة إذا عزمت أرمينيا أن تحترم سيادة أذربيجان وتعترف بسلامة أراضيها، وانطلقت من مبدأ حسن الجوار في علاقاتها مع أذربيجان، فمن الطبيعي أن تنجح هذه الجهود.

كيف تقيم موقف مجلس الأمن الدولي من تطورات الأزمة بين البلدين؟


أذربيجان تتعاون مع كل المنظمات الدولية من أجل حل نزاع قره باغ السابق. إلا أنه خلال ما يقارب 30 سنة لم نرَ أي نتيجة وجهود من قِبل مجلس الأمن الدولي، بالرغم من إصدار 4 قرارات. ومن ثم قامت أذربيجان بنفسها بحل النزاع من خلال الحرب.

وماذا عن تقييمكم لموقف الولايات المتحدة؟


أذربيجان تتعاون مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات، وأيضا في حل نزاع قره باغ. وأمريكا أيضا تريد وصول السلم والصلح إلى هذه المنطقة. ولكن، أحيانا نرى تأثير الجالية الأرمنية في أمريكا على سياسة هذه الدولة، وفي بعض الحالات نرى دعم أمريكا لأرمينيا.