سياسة دولية

غوتيريش يستبعد نهاية قريبة لحرب أوكرانيا.. وبايدن يحذر بوتين

تراجعت روسيا عسكريا على أرض أوكرانيا في الوقت الذي يصر فيه بوتين على استكمال الغزو- جيتي

استبعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أي نهاية قريبة للحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا.

 

وقال غوتيريش قبل الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا والذي يبدأ يوم الثلاثاء: "سيكون من السذاجة الاعتقاد بأننا قريبون من إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام. فرص التوصل إلى اتفاق سلام ضئيلة في الوقت الحاضر".

 

وتابع بأن الخلافات الجيوسياسية "أوسع مما كانت عليه منذ الحرب الباردة على الأقل". وحذر من أنها "تشل تصدي العالم للتحديات المثيرة التي نواجهها"، مشيرا إلى الحرب والمناخ والفقر والجوع وعدم المساواة.

 

وبينما يركز زعماء العالم على الغزو الروسي لأوكرانيا وأزمة الغذاء العالمية، التي تفاقمت بسبب الحرب، فإن من المرجح أن تظهر الانقسامات الجيوسياسية، التي زادت حدتها بسبب الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر، بشكل كامل مع تنافس الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين مع روسيا على النفوذ الدبلوماسي.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد: "أبدت دول أخرى قلقها من أنه... مع تركيزنا على أوكرانيا فإننا لا نولي اهتماما لما يحدث في أزمات أخرى حول العالم".

وقالت للصحفيين: "ليس هذه هي الحقيقة"، مضيفة أنه على الرغم من أن أوكرانيا ستحتل مكانا بارزا الأسبوع المقبل "فإنها لن تكون القضية الوحيدة التي نناقشها".

وتعد روسيا وأوكرانيا مصدرين رئيسيين للحبوب والأسمدة وأنحت الأمم المتحدة باللوم على الحرب في تفاقم أزمة الغذاء التي أججها بالفعل تغير المناخ وجائحة كوفيد-19.

ومن المقرر أن تستضيف الولايات المتحدة قمة للأمن الغذائي مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي على هامش اجتماع الأمم المتحدة إلى جانب اجتماع وزاري لخطة العمل العالمية بشأن فيروس كورونا ومؤتمر لتجديد موارد الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.

 

بايدن يحذر بوتين

 

 حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين من خطورة استخدام الأسلحة النووية، أو الكيماوية التكتيكية، في أعقاب النكسات في أوكرانيا، وذلك في مقابلة مع شبكة (سي. بي. إس نيوز) تُبث اليوم الأحد.


وأجبر الجيش الأوكراني القوات الروسية على التراجع في هزيمة خاطفة في شمال شرق البلاد الأسبوع الماضي، ما وضع بوتين تحت ضغط من القوميين في الداخل لاستعادة زمام المبادرة.


وحذر بوتين من أن موسكو سترد بقوة أكبر إذا تعرضت قواتها لمزيد من الضغط، ما أثار مخاوف من أنه قد يستخدم في مرحلة ما وسائل غير تقليدية مثل الأسلحة النووية أو الكيماوية الصغيرة.


وردا على سؤال عن ما سيقوله لبوتين إذا كان يفكر في استخدام مثل هذه الأسلحة، قال بايدن في مقطع من المقابلة بثته شبكة (سي.بي. إس) يوم السبت: "لا تفعل. فذلك سيغير وجه الحرب على عكس أي شيء منذ الحرب العالمية الثانية".


وقال بايدن إن رد الولايات المتحدة سيكون "تبعا لذلك" لكنه امتنع عن الإدلاء بتفاصيل. وقال بايدن إن روسيا "ستصبح منبوذة في العالم أكثر مما كانت عليه في أي وقت مضى".


اقرأ أيضا: أمريكا تستعد لتسليح أوكرانيا بنظام "ناسماس" المتطور (شاهد)

 "روسيا تواصل التجنيد"

 

يلجأ الجيش الروسي، الذي يبحث عن جنود متعاقدين للمشاركة في ما يطلق عليها "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، إلى نشر شاحنات تجنيد متنقلة لجذب المتطوعين، كما أنه يعرض عليهم ما يقرب من ثلاثة آلاف دولار شهريا لتحفيزهم، بحسب وكالة "رويترز".


ووضعت وحدة خاصة إحدى هذه الشاحنات في حديقة مركزية في مدينة روستوف بجنوب روسيا أمس السبت وأزالت جانبين منها لتكشف عن مكتب متنقل.


وأظهر جنود يرتدون ملابس مموهة وأقنعة سوداء أسلحتهم للفت أنظار المارة، ووزعوا نشرات إعلانية بعنوان "الخدمة العسكرية بتعاقد - اختيار الرجل الحقيقي".


ولم تكشف روسيا أو أوكرانيا عن خسائرهما من الجنود، التي تقدرها وكالات المخابرات الغربية بعشرات الآلاف من كل جانب.


ولم تحدّث موسكو العدد الرسمي لحصيلة القتلى منذ 25 آذار/ مارس، عندما قالت إن 1351 جنديا روسيا قتلوا وأصيب 3825. وأعلن الكرملين الأسبوع الماضي أن مسألة القيام بتعبئة عامة على مستوى البلاد لتعزيز القوات ليست محل نقاش حاليا.


إلا أن حملة التجنيد تظهر أن موسكو بحاجة إلى مزيد من الرجال. وقال الضابط المسؤول عن الشاحنة في روستوف إنه يمكن للروس والأجانب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما ممن أكملوا التعليم الثانوي على الأقل التقدم.


وقال الميجر سيرغي أرداشيف: "المواطنون الذين يفكرون بطريقة وطنية يختارون توقيع عقود لمدة ثلاثة أو ستة أشهر للمشاركة في العملية العسكرية الخاصة"، ووعد بتقديم تدريب للجميع.


والحد الأدنى المعروض للأجر الشهري هو 160 ألف روبل (2700 دولار)، وهو ما يقترب من ثلاثة أضعاف متوسط الأجر على مستوى البلاد.


ومن بين المجندين المحتملين الموسيقي فيكتور ياكونين، الذي قال إن فكرة الخدمة العسكرية لطالما راودته، وإنه يجهز حاليا الوثائق اللازمة.


وقال: "أحب أن أخدم في القوات المحمولة جوا... لقد رباني والداي منذ الطفولة على حب وطني وحماية العالم الروسي. وأؤمن بأن القوة معنا".