بوريل: إننا نخاطر بحدوث أزمة نووية خطيرة تتعارض مع احتمال زيادة العزلة لإيران وشعبها- جيتي
قال
ممثّل الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، إنه حان الوقت لإنقاذ
الاتفاق النووي الإيراني.
ووصف
بوريل في مقال له في "الفايننشال تايمز" أن إبرام الاتفاقية منذ سبع سنوات
بين إيران والدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع الأمم المتحدة والممثلية
العليا للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية في الاتحاد الأوروبي، بـ"الصفقة الدبلوماسية
التاريخية".
وقال
إن الخطة المشتركة أتت نتيجة سنوات من الجهود الدبلوماسية المكثّفة بشأن برنامج إيران
النووي. وإن الاتفاقية "قيّدت أنشطة إيران النووية"، وكفلت حركة الوكالة الدولية
للطاقة الذرّية في المراقبة والتفتيش.
وأضاف
أن إجراءات تنفيذ الاتفاق بشكل كامل تأثرت بشدّة مع قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد
ترامب، الانسحاب من الاتفاقية عام 2018.
وتابع
بوريل قائلاً إن "ردّ إيران كان تصعيد أنشطتها النووية، وإن قرار ترامب أدّى أيضاً
إلى الحدّ من مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرّية".
ولفت
إلى أن الشعب الإيراني تأثر بعدم رفع العقوبات بشكل كامل.
وأشار
إلى أنه وبصفته منسق "خطة العمل المشتركة الشاملة"، أطلق عملية دبلوماسية
جديدة في نيسان/ أبريل 2021، مستغلاً تغيّر الإدارة الأمريكية.
وقال
بوريل: "وضعت الآن على الطاولة نصًا يتناول، بالتفصيل الدقيق، رفع العقوبات، بالإضافة
إلى الخطوات النووية اللازمة لاستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة".
وأشار
إلى أن الاتحاد الأوروبي يناقش مع إيران مخاوفه التي تذهب "أبعد من قضية النووي،
مثل حقوق الإنسان وأنشطة إيران الإقليمية".
واعتبر
بوريل أن إعادة التنفيذ الكامل للاتفاق الآن "يمكن أن تحقق فوائد مرة أخرى، بما
في ذلك فرض قيود صارمة على قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، والرصد الدقيق من قبل
الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأنشطتها. ويمكن أن يساعد أيضاً في تحقيق دينامية أمنية
أكثر تعاوناً في المنطقة، ما يخلق زخماً إيجابياً لبناء الثقة".
وزاد:
"نحن نعلم أيضاً أن هناك تحفظات كبيرة في طهران على التنفيذ الكامل للاتفاق بعد
التجربة السلبية في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، يعكس الاتفاق المطروح على الطاولة تصميم
جميع المشاركين في الاتفاق على ضمان استدامته، بما في ذلك التزام الرئيس الأمريكي جو
بايدن والتأكيدات الأمريكية في هذا الصدد. ونتيجة لذلك، فإن الاتفاق محمي بشكل أفضل
من التحركات الأحادية المحتملة لتقويضه".
وأوضح
بوريل أنّ "كل يوم يمضي مع عدم التوصل إلى اتفاق، يؤجل الفوائد الاقتصادية الملموسة
للشعب الإيراني من خلال رفع العقوبات الأمريكية الكبيرة، فضلاً عن فوائد عدم الانتشار
النووي في العالم. ومن شأن إبرام اتفاق الآن أن يحقق مكاسب اقتصادية ومالية كبيرة،
فضلاً عن تعزيز الأمن الإقليمي والعالمي".
وختم
قائلاً: "إن رُفض الاتفاق، فإننا نخاطر بحدوث أزمة نووية خطيرة، تتعارض مع احتمال
زيادة العزلة لإيران وشعبها. إنها مسؤوليتنا المشتركة لإبرام الصفقة".