حثت عائلة الصحافية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة، التي قُتلت
خلال تغطيتها عملية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة في أيار/ مايو، الولايات
المتحدة الثلاثاء على إجراء تحقيق مستقل ومحاسبة "إسرائيل".
وقالت عائلة الراحلة أبو عاقلة في بيان عقب وصولها إلى العاصمة
الأمريكية واشنطن، تلبية لدعوة من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إنها تدعو
الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق "شامل وموثوق ومستقلّ وشفاف" في مقتل
الصحافية شيرين أبو عاقلة.
وأكد شقيق الشهيدة شيرين، طوني أبو عاقلة، أن العائلة ستلتقي مع نواب
أمريكيين، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة مكّنت "إسرائيل" لفترة
طويلة جدا من القتل مع الإفلات من العقاب من خلال توفير الأسلحة والحصانة والغطاء
الدبلوماسي".
وأضاف: "الإفلات من العقاب يؤدي إلى التكرار. نحن هنا للقيام
بدورنا وضمان إنهاء هذه الحلقة".
وتابع: "إذا سمحنا بأن يتم تجاهل مقتل شيرين، فنحن نرسل رسالة
مفادها أن حياة المواطنين الأمريكيين في الخارج لا تهم، وأن حياة الفلسطينيين
الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي لا تهم، وأن أكثر الصحافيين شجاعة في
العالم، أولئك الذين يغطون الأثر البشري للنزاع المسلح والعنف، يمكن الاستغناء
عنهم".
وأفادت ابنة شقيق أبو عاقلة، بأن العائلة التقت الوزير بلينكن، الذي قدم بعض الالتزامات بشأن مقتل شيرين.
وأضافت لينا أبو عاقلة: "ما زلنا ننتظر لنرى ما إذا كانت هذه الإدارة ستستجيب
بشكل هادف لنداءاتنا من أجل تحقيق العدالة".
وشددت العائلة على أهمية عقد لقاء مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مؤكدة
أن التقاء بايدن سيثبت للعائلة أن قضية شيرين هي أولوية للإدارة الأمريكية، نظرا
لأنه لم يقابلها في القدس.
وتابعت: "أتينا إلى واشنطن، نريده (بايدن) أن يسمع منا مباشرة".
اقرأ أيضا: جدل الرصاصة.. هكذا يهرب الاحتلال من المساءلة باغتيال أبو عاقلة
وفي وقت سابق، تحدث وزير الخارجية
الأمريكي، إلى عائلة الصحافية الراحلة عبر الهاتف وانتقد إسرائيل علنا
لاستخدامها القوة في جنازتها عندما منعت الشرطة المشيّعين من رفع الأعلام
الفلسطينيّة وإطلاق شعارات وطنيّة.
وقتلت الصحافية الفلسطينية-الأمريكية أبو عاقلة التي كانت تعمل لدى
قناة "الجزيرة" القطريّة منذ 25 عاما، في 11 أيار/ مايو إثر إصابتها
برصاصة في منطقة العنق أثناء تغطيتها عمليّة عسكريّة لجيش الاحتلال عند أطراف
مخيّم جنين شمال الضفّة الغربيّة.
وأصدرت الولايات المتحدة في 4 تموز/ يوليو بيانا قالت فيه إن شيرين أبو عاقلة
أصيبت على الأرجح بنيران إسرائيلية لكن لا يوجد دليل على أن قتلها كان متعمدا، وأن
الرصاصة كانت متضررة جدا بحيث لا يمكن التوصل إلى "استنتاج نهائي".
وأدان الفلسطينيون وعائلة الصحافية البيان وقتها ووصفوه
بـأنه "محاولات لحجب الحقيقة" في قضية مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة.
وتقول إسرائيل إنها ما زالت تحقق في مقتلها وترفض المزاعم بأنها
استهدفت الصحافية.
وحاولت عائلة أبو عاقلة سدى لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما زار
إسرائيل والضفة الغربية في وقت سابق من الشهر الجاري. إلا أن بلينكن دعا الأسرة إلى زيارة واشنطن، كما أعلن مستشار الأمن القومي جايك ساليفان آنذاك.