تركت
الصفقة المحتملة بين روسيا وإيران التي تضمنت بيع الأخيرة طائرات بدون طيار لروسيا،
آثارها على الأوساط العسكرية الإسرائيلية، التي زعمت أنها "صفقة أسلحة مقلقة"،
وقد تلقي بظلال سلبية على حرية عمل طيران الاحتلال في الأجواء السورية وهي تستهدف القواعد
والأهداف الإيرانية، بعد أن كان ينتهك سيادتها بلا حدود.
الجنرال
ران كوخافي المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، قال: "إننا نتمنى أن نحظى بصيف
هادئ، لكن مهمة الجيش هي الاستعداد للدفاع والهجوم والاستخبارات، لأننا أمام منطقة
معقدة للغاية، ولذلك سنواصل الدفاع والهجوم، وجمع المعلومات الاستخبارية في كل مكان،
رغم أن الأخبار الواردة من موسكو وطهران تشكل مصدر إزعاج لتل أبيب، لأنه تطور مقلق،
لا سيما أنه يتزامن مع زيارة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين
إلى طهران".
أما
الجنرال إيتان بن إلياهو القائد الأسبق لسلاح الجو، فقال في مقابلة ترجمتها "عربي21"
إن "صفقة السلاح المحتملة بين طهران وموسكو أثارت قلقا حقيقيا في أوساط الجيش،
رغم أنه يحوز على أنظمة دفاع جوي، ولديه قوة جوية تهاجم في سوريا، وتعمل إلى ما لانهاية، آخرها مرتين في الأسبوع، وبآلية تنسيق مع الروس أيضا، والجيش يأمل أن يستمر
هذا الوضع، رغم أن الإيرانيين طوروا من تهديد الطائرات بدون طيار، وبات لديهم كميات
هائلة، ويعرفون أيضًا كيفية استخدامها بكميات كبيرة بشكل استراتيجي، وهذا يشكل نوعا
آخر من التهديد لم نكن نعرفه".
وتزامنت
الصفقة الإيرانية الروسية حول حيازة الطائرات بدون طيار التي أثارت قلق الاحتلال الإسرائيلي
مع ما تشهده الجبهة الشمالية من تطورات عسكرية وأمنية متلاحقة، خاصة تكثيف الضربات
الإسرائيلية من خلال هجمات "المعركة بين الحروب"، سعياً منها لإحباط تسليح
حزب الله وإيران في سوريا بأسلحة دقيقة، مع أن الجمهور الإسرائيلي لا يرى كل شيء، فهناك
اعتبارات عسكرية تمتد أبعد شرقا، إلى ما وراء سوريا حيث إيران.
في الوقت
ذاته، فإن مصدر قلق دولة الاحتلال من هذه الصفقة يعود لما باتت تمثله الطائرات بدون
طيار من مصدر تخوف حقيقي، لأنها قد تتعرض لإطلاق عدد أكبر وأكثر تطورا، وهو التهديد
المستقبلي، وهذا الخطر يتضاعف في حال تزودت هذه الطائرات بالمتفجرات، لإلحاق الضرر
بالمواقع الاستراتيجية في الدولة، ومنصات الغاز في البحر المتوسط، ولذلك فقد سعى الجيش
في الأسابيع الأخيرة لإحباط محاولات عديدة من قبل حماس وحزب الله لإرسال مثل هذه الطائرات
إلى عمق دولة الاحتلال.
مع العلم
أن حصول روسيا على مثل هذه الطائرات الإيرانية جاء بعد أشهر قليلة على استهداف طيران
الاحتلال لمصنع إيراني لتصنيع هذه الطائرات في محافظة كرمنشاه شرق البلاد، ما دفع
طهران لاستهداف قاعدة قالت إنها للموساد في شمال العراق، ما يشير إلى أن الاتجاه نحو
استخدام الطائرات غير المأهولة، التي كانت حتى سنوات قليلة مضت من أسلحة جيوش الدول
المتقدمة، باتت تستخدم على نطاق واسع لدى المنظمات المسلحة، وهذا عنصر قلق وانزعاج
إسرائيلي لا تخطئه العين.
والجمعة أزاح الجيش الإيراني الستار عن أول ناقلة للطائرات المسيرة بحضور القائد العام للجيش اللواء "سيد عبد الرحيم موسوي" في الأسطول العسكري بجنوب إيران.
وأورد التلفزيون الرسمي الإيراني نبأ "الكشف عن الوحدة البحرية الأولى من حاملات الطائرات المسيّرة التابعة لبحرية الجيش الإيراني، وتضم سفنا وغواصات قادرة على نقل كل طرازات الطائرات المسيّرة، من القتالية إلى المخصصة للرصد والتدمير".
وأوضح التلفزيون الذي عرض لقطات لإقلاع طائرات مسيّرة من على متن سفينة حربية أن "كل أنواع الطائرات المسيّرة التي يتم إنتاجها من قبل الجيش ووزارة الدفاع حلّقت فوق مياه المحيط الهندي لإظهار قدراتها".