نشرت صحيفة "الغارديان" مقتطفات من مذكرات كتبها مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط. وتحمل مذكرات جيسون غرينبلات عنوان "الطريق إلى إبراهيم: كيف صنع دونالد ترامب السلام في الشرق الأوسط، وكيف نمنع جوي بايدن من تخريبه".
ويذكر غرينبلات عمله مع مستشار وصهر ترامب جاريد كوشنر. ولم يكن غرينبلات شخصية غريبة على ترامب، فقد عمل مرة مستشارا لمنظمة ترامب، وبعد انتخاب الأخير عام 2016 عينه مبعوثا خاصا له للمفاوضات الدولية. وعمل مع كوشنر على تأمين اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين. وفشل ترامب مثل غيره في تحقيق ما أسماها "صفقة القرن"، وهو ما يعطي صفة المبالغة لعنوان غرينبلات.
ومن جانب آخر، استطاع ترامب الدفع باتفاقيات تطبيع بين إسرائيل من جهة والإمارات العربية والبحرين والسودان والمغرب من جهة أخرى.
ونقلت إدارة ترامب السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ومزقت الاتفاقية النووية مع إيران، وترك ترامب آثاره على الكثير من الأماكن وبطرق أخرى.
وكما هو متوقع، فقد التزم غرينبلات بالصمت حول ساعات ترامب المظلمة، وتعاملها مع اليمين المتطرف المعادي للسامية: تشارلوتسفيل ومسيرات المشاعل للنازية والتيكي وفتنة 6 كانون الثاني/ يناير. وكما هو متوقع، فقد كان سعيدا لمهاجمة باراك أوباما والنائبة الكسندرا أوكاسيو كورتيز وإلهان عمر ورشيدة طليب. وغادر غرينبلات البيت الأبيض عام 2019، وتطوع لوصف كوشنر بأنه "أفضل مسؤول عملت معه، وسأعمل أبدا معه باستثناء صهره"، أي ترامب.
ويعمل غرينبلات اليوم في مجال الاستثمارات وعيونه على الشرق الأوسط. وتظل مذكرات غرينبلات هادئة وأقل عنفا من "المطرقة"، وهي مذكرات سفير ترامب في إسرائيل، ديفيد فريدمان، ومثل الأخير يهاجم غرينبلات بايدن ويزجي المديح لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق. ولكنه إلى جانب فريدمان صمتا على ما قاله ترامب عن نتنياهو، حيث استخدم كلمة "أف" الشنيعة بالإنكليزية، وهو ما أورده رافيد باراك في كتابه "سلام ترامب"، وهو كتاب قدم ترامب في كلامه الدنس والانتقامي.
ونقل انتقاد ترامب لنتنياهو وحديثه عن الزعيم الفلسطيني محمود عباس، الرجل المسن. وأخبر ترامب رافيد أن نتنياهو "لا يريد السلام ولم يرغب أبدا"، أما بالنسبة لعباس: "قضينا وقتا طويلا في الحديث، وكان مثل الأب، أعني أنه كان رجلا طيبا، ولم يكن أطيب من هذا". واختار غرينبلات تجاهل الموضوعين، وهاجم عباس، وأكد على عدائه لإسرائيل وعناده في المفاوضات.
ويقول إنه لم يكن مهتما بالسياسة حتى إعلان ترامب عن حملته الانتخابية عام 2016. ولا أحد يمكن خلطه مع محامي ترامب مايكل كوهين، الذي قرر الاعتراف ضد رئيسه السابق مقابل تخفيف الحكم عنه. ويمدح برفق ثلاثة من رجال ترامب، نائبه مايك بينس، ومستساري الأمن القومي أتش أر ماكمستر وجون بولتون. وعزل ترامب ماكمستر بتغريدة بعد خلاف معه بشأن الاتفاقية النووية مع إيران ثم تخلى عن بولتون بسبب نزعته المحاربة. ويقول إن "بينس كان بطريقة ما منعشا وعنصرا أصيلا" و"رجل كان ثابتا ومفيدا، يعمل بلا كلل مهما كانت المشكلة صغيرة أم كبيرة".
لكن غرينبلات ظل صامتا حول موقف بنس من هجوم الغوغاء على الكونغرس، ودعوتهم لقتله، وما قاله ترامب أنه بستحقه. وفي أثناء رحلة إلى إسرائيل عام 2017، استبعد ترامب ماكمستر من اجتماع مع كوشنر ونتنياهو ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي. وبحسب التقارير الإسرائيلية، دعي ريكس تيلرسون، وزير الخارجية للمشاركة، "لكن ماكمستر ظل جالسا خارج غرفة في فندق الملك داوود طوال فترة اللقاء".
وعانى ماكمستر بصمت. أما بولتون فقد كان واضحا، ففي مقابلة مع إي بي سي، قال وهو يروج لكتابه: "لا أعتقد أنه (ترامب) يصلح للرئاسة، ولا أعتقد أنه قادر على أداء وظيفته". ووصف وزير الخارجية مايك بومبيو، بولتون بالخائن. أما مستشار التجارة في البيت الأبيض بيتر نافارو، فقد وصف الكتاب بأنه "مستنقع عميق إباحي انتقامي".
وانتقد غرينبلات تصريحات بايدن أثناء حملته الانتخابية بأنه سيجعل السعوديين يدفعون الثمن، وجعلهم منبوذين. ويمدح غرينبلات محمد بن سلمان بأنه صاحب رؤية حقيقية. ويفعل الأمر ذاته مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد. وحصل غرينبلات على تعليقات مادحة من ترامب وكوشنر وماكمستر وبومبيو وعدد سفراء دول الخليج.
WP: أمريكا تواجه استفزازات بالشرق الأوسط تشغلها عن الصين
FT: تحول في سياسة بايدن بشأن الحرب السعودية في اليمن
"تلغراف" تصف عهد بايدن بالكارثي على "العالم الحر"