كشف برنامج "ما خفي أعظم" الذي بثته قناة "الجزيرة"،
الجمعة، بعضا من جوانب "حرب خفية" تدور بين الموساد الإسرائيلي
والاستخبارات التركية، وساحتها الأراضي التركية.
وبث البرنامج الذي يقدمه الإعلامي تامر المسحال، لقطات لأول
مرة ترصد لحظات تسلم أحد أعضاء شبكة التجسس مبلغا ماليا من سائق سيارة أجرة ليساهم
تتبعه واعتقاله في الوصول إلى مصدر الأموال لشبكة الموساد في تركيا.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2020 أوقفت الأجهزة الأمنية التركية
15 مشتبها بهم بالتجسس والعمل لصالح الموساد عبر عملية متزامنة تركزت في إسطنبول ومدن
تركية أخرى، وكان معظم المتهمين من الطلاب الموفدين للدراسة في تركيا.
وتركز نشاط الموساد على تجنيد أفراد من الجاليات العربية
التي تعزز حضورها في تركيا، وخاصة إسطنبول، من بينها الجالية الفلسطينية. ويتضح أن
المستهدفين هم من الطلاب الذين لهم علاقة بالنشطاء وبقياديين فلسطينيين مقيمين في تركيا،
ولديهم تخصصات أمنية وعلمية حساسة في تركيا. ومعظم المستهدفين بدأ التواصل معهم من
خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وفق موقع "الجزيرة نت".
وتحدث بعض ممن وردت أسماؤهم في الملفات عن تفاصيل المعركة،
ومنهم أنس الذي استهدفه الموساد في مرحلة مبكرة.
وروى أنس أنه تواصل مع الموساد في 2015 و2016 عن طريق "فيسبوك"، وقال إنه استهدف شخصيا لأنه نشيط في تسجيل الطلاب من مختلف دول العالم في الجامعات
التركية.
وكشف عدنان، وهو أحد المستهدفين للتجنيد من قبل الموساد
أنه تم الاتصال به عن طريق "فيسبوك"، ولكنه شك في الأمر منذ البداية، خاصة
بعد أن طلبوا منه أرقام وعناوين سكن قيادات فلسطينية من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
في تركيا.
ومن بين المستهدفين أيضا الطالب حسين الذي كان يعاني من مشكلة
صحية، فتواصل معه الموساد تحت غطاء المساعدة في علاجه، وذلك عن طريق "فيسبوك".
خطة الاستخبارات التركية
وبحسب مراد أصلان، وهو باحث وضابط سابق في الاستخبارات التركية
فإن إسرائيل لديها آليات مختلفة والكثير من العملاء للحصول على أي معلومة، لكن أي خطأ
يرتكبه أحد العملاء سيقضي على جهودهم. وبالفعل شكلت الأخطاء التي ارتكبها ضباط الموساد
الخطوات الأولى لرحلة الكشف عن شبكة التجنيد للموساد في إسطنبول، حيث أشرفت الاستخبارات
التركية على تحركات شبكة العملاء المزدوجين لكشف خطط الموساد.
وحصل برنامج
"ما خفي أعظم" على وثائق مسربة تكشف الحوالات المالية التي أرسلها ضباط الموساد
لمصلحة مجنديه في إسطنبول.
وأظهر أن عشرات
الوثائق التي تعقبتها الأجهزة الأمنية في تركيا كشفت أن معظم الأموال المرسلة من الموساد
جاءت من دول أوروبية، ومكنها هذا التتبع من رصد الأشخاص الذين سلموا الأموال باليد
داخل المدن التركية، ولاحقا اعتقلت عددا من المتورطين الذين كشفوا أشخاصا مجندين آخرين
لم تكن تعلم بهم.