رغم
التردد في إنجاز الاتفاق النووي الإيراني، لكن التقديرات الإسرائيلية تتحدث عن أن التوقيع
أخيرا عليه، ورغم بؤسه الواضح، لكنه سيؤجل دخول إيران للنادي النووي تسع سنوات أخرى،
مما يفسح المجال أمام الطيران الإسرائيلي للاستعداد لليوم التالي، وهو ما اتضح في المناورات
الأخيرة التي شهدتها "عربات النار"، وانتهت في الساعات الأخيرة، حيث شاركت
90 طائرة مقاتلة، وبدأت بالإقلاع واحدة تلو الأخرى، من جميع الأنواع والقواعد، وتوجهوا
غربًا باتجاه البحر، وتجمعت في هياكل هجومية.
في الوقت
نفسه، فقد أقلعت طائرات للتزود بالوقود، وأخرى حربية إلكترونية، وثالثة عمودية إنذار
وإنقاذ، ورابعة من مقاتلات وحدة الإنقاذ 669، وأسقطت خلال الهجوم عدة صواريخ مضادة
للطائرات، وهبطت مقاتلات لإنقاذ الطيارين، وشقت بقية الطائرات طريقها مرة أخرى في أجواء
قبرص، مع العلم أنها هي ذات القوة الجوية التي كانت معدة لمهاجمة إيران في 2012، قبل
تسع سنوات، بهدف تدمير العديد من مكونات برنامجها النووي، فوق الأرض وتحتها.
ألون
بن دافيد، الخبير العسكري في القناة العاشرة، ذكر في مقاله بصحيفة "معاريف" الذي ترجمته
"عربي21" أن "منشأة التخصيب في مدينة قم الإيرانية، التي تم بناؤها
على عمق عشرات الأمتار داخل صخرة، تشكل تحدياً جديا أمام سلاح الجو الإسرائيلي، وهناك
شكوك في إلحاقه أضراراً كبيرة بها، وبالتالي فإن هناك أجزاءً من البرنامج النووي الإيراني
لن يتم معالجتها من الجو، حيث قدر خبراء الطيران الإسرائيلي أن مثل هذا الهجوم الواسع
النطاق قد يؤخر البرنامج النووي الإيراني 18 شهرًا فقط".
وأضاف
أن "الطائرات والقنابل الإسرائيلية قد تلحق أضرارا بالبنية التحتية المادية للنووي
الإيراني، لكنها لا تقضي على المعرفة التي تراكمت لدى الإيرانيين بالفعل، لذا سيكون
السؤال بعد كل هجوم هو: كم سيستغرق الأمر من الوقت لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة
وتعزيزها، وستكون الإجابة دائمًا: قليل جدًا، لأن إيران جمعت كل المعرفة المطلوبة للإنتاج
السريع للمواد الانشطارية للقنبلة، ولديها المعرفة لإنتاج الصواريخ الباليستية التي
ستحمل القنبلة على رؤوسها، لكنها لا تزال تفتقر للمعرفة لبناء المنشأة النووية نفسها".
التقديرات
الإسرائيلية تذهب باتجاه إنجاز اتفاق نووي إيراني في المرحلة النهائية، ورغم معارضتها
له، لكنه سيوفر لها تأخيرًا لمدة تسع سنوات في إنتاج مادة التخصيب في إيران، وهو وقت
طويل للاستعداد الإسرائيلي لليوم التالي، ورغم النتائج المحدودة المتوقعة للعمل العسكري
الإسرائيلي، فإن سلاح الجو يأخذ التوجيه لإعادة بناء هذا الخيار على محمل الجد، لأنه
بالنظر لتكوين الطائرات التي شاركت في المحاكاة هذا الأسبوع، فإن هناك تساؤلات استفهامية
حول قدرتها الحقيقية على إحباط نهائي للبرنامج النووي الإيراني.
يدور
الحديث عن طائرات إسرائيلية تزود بالوقود عمرها 50 عامًا وأكثر، وأخرى مقاتلة عمرها
40 عامًا، ناهيك عن مروحيات العاصفة، أي أننا أمام جزء كبير من الأسطول الجوي الإسرائيلي
على وشك إنهاء حياته، رغم ما تتمتع به من مساعدة عسكرية أمريكية غير مسبوقة، لكن التأخير
في اتخاذ قرار بشأن طائرات حديثة للتزود بالوقود، يعني أن اثنتين منها ستصلان في
2026، وهناك طائرات حديثة جدا ستصل بحلول نهاية العقد الحالي.
اليوم،
ومع ترقب وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن، يعتزم الاحتلال أن يطلب منه "حزمة من
المبادلات"، الخاصة بما سيحصل عليه إذا تم التوقيع على اتفاق نووي جديد مع إيران،
خاصة خطوط إنتاج الطائرات الحديثة، كي تكون في جاهزية لتنفيذ الهجوم الافتراضي ضد المنشآت
الإيرانية النووية.