حظرت الحكومة
الباكستانية مسيرة احتجاجية كان من المقرر أن ينظمها رئيس الوزراء المخلوع عمران
خان الذي يطالب بإجراء انتخابات جديدة مع تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية في
البلاد.
وقال وزير
الداخلية رانا ثناء الله في إفادة صحفية، إن الحظر جاء بعد مقتل شرطي بالرصاص خلال
حملة على قيادات حزب خان وأنصاره في أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء وافق
على الحظر.
من جانبها، قالت
وزيرة الإعلام مريم أورنجزيب في إفادة صحفية إن مسؤولا في حزب خان أطلق النار وقتل
الشرطي عندما توجهت الشرطة إلى منزله.
وتحدى خان
الحكومة بأن تحاول وقف مسيرته، وقال للصحفيين "حاولوا وقفنا لو
استطعتم"، مضيفا أن الاحتجاج السلمي هو حقه.
ودافع خان، الذي
لم يندد بمقتل الشرطي، عن إطلاق المسؤول في حزبه الرصاص متسائلا عما يجب أن يفعله
أي أحد إذا اقتحمت الشرطة منزله. وهذا المسؤول ضابط جيش متقاعد.
واعتقلت السلطات
الباكستانية مئات من مناصري رئيس الوزراء السابق عمران خان قبل تظاهرة عملاقة
مرتقبة ينظمها حزب "الحركة الباكستانية من أجل العدالة"، في حين تنوي الحكومة
منعها.
وتشهد باكستان
مظاهرات احتجاجية منذ الإطاحة بعمران خان في 10 نيسان/أبريل بمذكرة حجب ثقة، حيث
يحاول حزبه حشد الشارع لتصعيد الضغط على الحكومة الائتلافية والحصول على الدعوة
لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وقال مسؤول في
الشرطة الباكستانية في لاهور عاصمة إقليم البنجاب رفض الكشف عن اسمه إن "أكثر
من 200 من مناصري الحركة في البنجاب اعتقلوا... لقد داهمنا منازل وأوقفنا العديد منهم"، وفق وكالة "فرانس برس".
وأكد مسؤول آخر
في الشرطة المعلومات رافضا الكشف عن اسمه أيضا موضحا أن هؤلاء الأشخاص اعتقلوا
بتهمة الإخلال بالأمن العام ولا يزالون قيد الاعتقال.
اقرأ أيضا: عمران خان يدعو أنصاره لمسيرة إلى إسلام أباد لحل البرلمان
بدوره، اتهم
فؤاد شودري وزير الإعلام السابق في حكومة "الحركة الباكستانية من أجل العدالة"،
الشرطة بالقيام بمداهمات بدون تفويض واعتقال أكثر من 400 شخص.
وكان خان يعتزم
تنظيم مسيرة طويلة الأربعاء يفترض أن تجتذب عشرات الآلاف من الأشخاص بين مدينة
بيشاور (شمال غرب) عاصمة إقليم خيبر بختونخوا بقيادة "الحركة الباكستانية من
أجل العدالة"، والعاصمة إسلام أباد.
ويريد عبر ذلك
إرغام الحكومة على الدعوة سريعا إلى انتخابات يفترض أن تحصل قبل الموعد المحدد في
تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأعلنت حكومة
رئيس الوزراء شهباز شريف الثلاثاء نيتها منع المسيرة.
وقال وزير
الداخلية رانا سناء الله في مؤتمر صحافي إن ذلك "لن يُسمح به" متهماً
عمران خان بالسعي إلى نشر "الفوضى" في البلاد.
وأضاف:
"لكل فرد الحق في التظاهر بشكل ديموقراطي وسلمي، لكنهم لا يأتون إلى هنا
ليظلوا مسالمين... لا يجوز السماح لأحد بمحاصرة العاصمة وفرض شروطه".
وفي لاهور التي
تبعد حوالي 400 كم شرقا، نصبت الشرطة الحواجز على الطرق عند مخارج المدينة في
اتجاه العاصمة.
تم انتخاب عمران
خان، نجم الكريكيت السابق، عام 2018 بعد تنديده بفساد النخب الذي يرمز إليه حزب
الرابطة الإسلامية الباكستانية بقيادة شريف أو حزب الشعب الباكستاني بزعامة عائلة
بوتو، وهما حزبان متنافسان لطالما هيمنا على الحياة السياسية الوطنية على مدى
عقود.
لكن اقتصاد
البلاد المنهك مع نمو بقي معدوما في السنوات الثلاث الماضية وارتفاع التضخم وضعف
العملة الوطنية وتزايد الدين، كلها عوامل كلفته منصبه ما أتاح عودة هذين الحزبين
إلى السلطة ضمن حكومة ائتلافية.