مع تفاقم
الأزمة الائتلافية في دولة الاحتلال، وتزايد الدعوات للذهاب إلى انتخابات مبكرة جديدة
للمرة الخامسة خلال ثلاث سنوات، تتحدث أوساط أخرى عن أن من لم يحصلوا على الأغلبية في
أربع جولات انتخابية، ربما لن ينجحوا هذه المرة أيضًا، وبالتالي فإذا كان حزب الليكود
يريد العودة إلى السلطة فعلياً بدل الحكومة الحالية، فعليه أن يشرع بإجراء المشاورات
لتشكيل حكومة يمينية من داخل الكنيست، دون الحاجة إلى إعلان حله، والدخول في فوضى الحملات
الانتخابية.
مع العلم
أن مجرد صدور دعوة إسرائيلية ما لحل الكنيست، وبدء التحضير لانتخابات مبكرة، فقط بسبب
تصويت عضو كنيست واحد يسقط الائتلاف، أو يصوت ضده، من شأنه أن يثير إشكاليات إسرائيلية
واسعة النطاق، فالإسرائيليون لم يلتقطوا أنفاسهم بعد من الجولات الأربع الماضية، التي
بدأت منذ أيار/ مايو 2019، لكن لم يعلم أحد حينها أن الكنيست سيستمر في حل نفسه أربع
مرات بعد ذلك، ويتخوفون من أن يتكرر ذلك هذا العام للمرة الخامسة.
عكيفا
لام المستشار الإعلامي ذكر في مقال بصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، ترجمته
"عربي21" أن "الاستقالات الأخيرة لأعضاء الكنيست من داخل الائتلاف الحكومي
الحالي، سواء عيديت سيلمان من حزب يمينا، أو غيداء زعبي من حزب ميرتس، هي علامات متلاحقة
على فشل التجربة التي تخوضها حكومة بينيت-لابيد، كما أن إعلان القائمة العربية في
وقت سابق عن تجميد نشاطها الحكومي والبرلماني أظهر التحالف كأنه يقف على أرجل الدجاج،
لأنه تسبب بصدمة في أوساط الائتلاف، رغم أنه أظهره مثل السفينة المتهالكة على الحافة".
وأضاف
أن "شهادة حياة هذا الائتلاف الحكومي ما زالت سارية المفعول فقط بسبب ظهور بنيامين
نتنياهو من جديد في المشهد السياسي، لأنه شكل كابوسا مشتركا لكل أعضاء الائتلاف، ما
أجبرهم على تأجيل خلافاتهم الداخلية لمواجهة "العدو الخارجي"، صحيح أن رئيس
الوزراء نفتالي بينيت يبذل جهودا كبيرة لإرضاء كل أطراف ائتلافه المتهاوي، لكن ذلك
دفعه للاكتشاف متأخرا أن رضا أحد الطرفين في هذه الشراكة، يخلق مرارة حقيقية على الجانب
الآخر، وكأننا سنعود مضطرين إلى أيار/ مايو 2019".
يصاب
الإسرائيليون بالحيرة في الآونة الأخيرة، لأن العودة إلى سيناريو الانتخابات المبكرة
لا تضمن لهم استقرارا حكوميا وبرلمانيا، على اعتبار أنهم جربوا كل الخيارات الممكنة
في الحملات الانتخابية السابقة، ولم يبق خيار لم يجربوه، ولعل إلقاء نظرة رصينة على
استطلاعات الرأي في السنوات الثلاث الماضية منذ أن كانت هناك حكومة مستقرة تكشف كم
أن الإسرائيليين وأحزابهم وقواهم السياسية ينتقلون من فشل إلى إخفاق.