نشر مراسل "بي بي سي" للشؤون الأمنية غوردون كوريرا تقريرا سلط من خلاله الضوء على حرب الجواسيس بين روسيا وأوكرانيا في أعقاب غزو موسكو لكييف.
وقال الكاتب إنه في الأشهر الأخيرة، اشتدت حرب التجسس، حيث سعت الدول الغربية إلى الرد على موسكو وإلحاق ضرر دائم بقدرة المخابرات الروسية على تنفيذ عمليات سرية، حيث يتجسد ذلك في الطرد غير المسبوق لـ500 مسؤول روسي من العواصم الغربية.
وبحسب كوريرا، يوصف هؤلاء المسؤولون رسمياً بأنهم دبلوماسيون، لكن يُعتقد أن غالبيتهم من ضباط المخابرات السريين. ربما ينفذ البعض منهم عمليات تجسس تقليدية - من خلال تنمية اتصالاتهم وتجنيد العملاء الذين يمكنهم نقل الأسرار - وهو ما تفعله الدول الغربية أيضاً داخل روسيا.
لكن يعتقد أن البعض ينفذ ما يسميه الروس "الإجراءات الفعالة"، بدءاً من نشر المعلومات المضللة والدعايات المغرضة إلى القيام بنشاطات سرية أكثر عدوانية.
ومن أبرزهم الوحدة المعروفة باسم "29155 Unit GRU" التابعة للاستخبارات العسكرية الروسية، والتي يعتقد أنها مكلفة بأعمال التخريب والتدمير والاغتيال.
واستغرق الأمر ما يقرب من سبع سنوات لمعرفة أن هذه الوحدة كانت وراء انفجار ضخم دمر مستودعاً للذخيرة في غابة تشيكية في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وتضم أيضا بعض المتورطين لاحقا في حوادث التسمم في ساليزبيري جنوب المملكة المتحدة في عام 2018.
وحاول نفس الفريق تسميم تاجر أسلحة في بلغاريا أيضاً، كان قد خزن الأسلحة في المستودع التشيكي، وكانت إحدى النظريات أن حادثي الانفجار والتسميم مرتبطان بدوره في إمداد أوكرانيا بالأسلحة، والتي كان الصراع فيها في بداياته.
وشارك أعضاء تلك الوحدة أيضاً في إخراج القادة الموالين لروسيا من أوكرانيا في عام 2014. ولا تزال المخابرات الغربية تراقبها عن كثب.
ويقول بعض متصيدي الجواسيس إن الطرد الجماعي طال انتظاره، ويقول أحد المسؤولين الأمريكيين إن "الروس يسخرون منا بسبب تسامحنا مع وجودهم"، ويقول آخر: "نحاول توجيه ضربة لروسيا لتقليل قدراتها الهجومية وقدرتها على تهديد جيرانها والغرب. لقد اتخذت بعض الدول الأوروبية إجراءات لتقليص قدرة المخابرات الروسية في جميع أنحاء أوروبا. كل هذه، هي خطوات مصممة لتقليل التهديدات التي تواجهنا".
ويُعتقد أن لهم حضورا مهما في بعض البلدان على وجه الخصوص؛ فقد طردت برلين 40 روسياً. بيد أن مسؤولا استخباريا غربيا قال إنهم يعتقدون بأن ألمانيا كانت تؤوي سابقاً ما يقرب من 100 ضابط مخابرات روسي، كانوا بمثابة "حاملة طائرات" لعملياتهم.
وفي الولايات المتحدة، تستند عمليات الطرد إلى التحقيقات مع كل فرد على حدة، حيث قال مسؤول أمريكي لـ"بي بي سي": "تستند جميع القرارات بشأن من سيتم طردهم إلى معلومات استخبارية تم جمعها من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي بناءً على ما يفعلونه".
اقرأ أيضا: "حرب الحبوب" تنذر بكارثة جوع عالمية بعد انقطاع قمح أوكرانيا
وتتعاون الدول الغربية لضمان عدم تمكن أي شخص مطرود من التقدم ببساطة للحصول على تأشيرة دخول إلى دولة أخرى، على أمل جعل عمليات الطرد واسعة النطاق والتجسس أكثر صعوبة على الروس.
في المقابل، قامت وكالات الاستخبارات الغربية والقوات الخاصة بتدريب عناصر نظيراتها الأوكرانية لسنوات عديدة، إلى جانب تقديم المزيد من المساعدة العسكرية بشكل علني. لقد ساعدت في إلقاء القبض على جواسيس روس وقدمت تدريبات على عمليات سرية، بضمنها خدمات قدمتها محطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هناك، بحسب الكاتب.
تقرير: إسطنبول تتحول إلى "لندن الجديدة" لرجال الأعمال الروس
تعرف إلى كاتب خطابات زيلينسكي خلال الحرب على أوكرانيا
لوموند: أطباء سوريون من حلب إلى أوكرانيا لمساعدة زملائهم