تتأهب
تل أبيب لتوظيف زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المتوقعة في حزيران/ يونيو القادم،
للحصول على أنظمة أسلحة متطورة، وزيادة النقاش حول الملف النووي الإيراني، وصولا لبناء
حملة لنزع الشرعية عنه، وإضعاف إيران بكل الطرق الممكنة: اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا
وسياسيًا وقانونيًا.
ومؤخرا
زار رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي آيال خولتا، واشنطن، والتقى بنظيره جيك سوليفان،
وبحثا مفاوضات العودة للاتفاق النووي التي تشهد حاليا حالة من التوقف والتجميد، دون
جدول زمني محدد، ومتفق عليه للمستقبل، خاصة مع رفض الإيرانيين لأي اقتراحات بديلة.
الجنرال
البروفيسور يعكوب ناغال، مستشار الأمن القومي السابق، والأستاذ بكلية الطيران والفضاء
في معهد التخنيون، أشار في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21"
إلى أن "إسرائيل مدعوة لاستغلال زيارة بايدن إليها لتركيز الحديث حول إيران، بحيث
تعرض أوجه القصور والمخاطر في الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه، واقتراح الخطوات التي
ستتخذها إسرائيل إذا تم التوقيع على الاتفاقية، خشية أن تستغل إيران الهامش الزمني
المتاح أمامها لوضع نفسها أمام دولة العتبة النووية في السنوات المقبلة، ما سيؤدي إلى تغيير في الميزان العالمي للقوة، وإجراء سباق تسلح نووي واسع النطاق في الشرق الأوسط".
وأضاف
أن "دوائر صنع القرار الإسرائيلي مطالبة باستغلال زيارة بايدن لبحث إمكانية فقدان
القوى العظمى لآلية العودة السريعة التي تسمح بإعادة تفعيل العقوبات على إيران، وحينها
لن تكون هناك آلية للضغط عليها، وبالتالي فإنهم سيحصلون على أصول بمئات المليارات من الدولارات
عند توقيع الاتفاق، ويبدو أن الاتفاق السري بين الروس والإيرانيين والأمريكيين على
عدم تطبيق هذا البند الذي تضمنه الاتفاق تحت الضغط الإسرائيلي لا يزال ساري المفعول،
وقد تتضمن الاتفاقية الجديدة بنودا سرية إضافية، كما أن مستقبل التحقيقات المفتوحة
للوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يزال غير واضح".
لا يخفي
الإسرائيليون قلقهم مما يصفونه "التراخي" الأمريكي في الموضوع النووي الإيراني، ما يدفعهم لتحويل زيارته المزمعة الشهر القادم إلى مناسبة لممارسة مزيد من الضغط عليه
لانتزاع تنازلات إيرانية، وعدم إخراج الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية، بزعم أن ذلك سيثير معارضة في الكونغرس، ويلحق الضرر بالحزب الديمقراطي.
في الوقت
ذاته، فإن من المتوقع أن يقدم الإسرائيليون إلى طاقم بايدن القادم معه خلال الزيارة جملة
من البدائل التي تحول دون وصول الإيرانيين إلى قدرة تخصيب صناعية، تعتمد على أجهزة
طرد مركزي متطورة، ونقل جزء صغير من اليورانيوم الذي سيتم تخصيبه بشكل قانوني للتخصيب
العسكري، وتكديس ما يكفي من المواد للقنبلة النووية، وحينها سيكون الوصول إلى حالة
العتبة والقنبلة بطيئًا، لكن إيران ستكون أقوى، ويُنظر إليها على أنها دولة وقعت اتفاقيات
نووية رسمية مع القوى العظمى.
مكمن
القلق الإسرائيلي يكمن في أنه حتى بدون اتفاق، ستحاول إيران الوصول للقنبلة بشكل أسرع،
لكنها ستفعل ذلك من موقف ضعف، وبلا شرعية دولية، ما سيمنح إسرائيل والولايات المتحدة
أيضًا شرعية استخدام القوة تحسبا لوقوع الضرر الجسيم الناجم عن ذلك التطور، ما سيدفع إسرائيل
للحصول من بايدن على وعد بالحفاظ على الحرية الكاملة للعمل العسكري ضد إيران، وزيادة
التعاون في محاربة إيران بكل أبعادها، واستثمار الميزانيات والقوى البشرية المناسبة.
في الوقت
ذاته، تريد إسرائيل من زيارة بايدن أن تتحول إلى منصة لإبلاغ قادة إيران رسالة مفادها
أنهم غير محصنين، في ضوء عمل أذرعهم في المنطقة على مهاجمة وتقويض الاستقرار الإقليمي، ما قد يعطي الولايات المتحدة فرصة لبناء خطة مشتركة مع إسرائيل من شأنها الضغط على
الإيرانيين، بما فيه الخيار العسكري، واستخدامه ضدهم ضمن تحالف دولي واسع.