تستمر وتيرة المعارك في مناطق جنوب وشرق أوكرانيا، حيث يشهد مصنع آزوفستال بمدينة ماريوبول قصفا روسيا، بينما تعيش منطقة لوغانسك على وقع الاشتباكات في مناطق عدة، بينما تستمر المناوشات في جزيرة الثعبان الاستراتيجية بالقرب من أوديسا، وتأتي هذه التطورات توازيا مع استمرا الدعم الأوروبي السياسي والعسكري، تزامنا مع إعلان السويد تطلعها لعضوية الناتو وسط اتهامات روسية لأوروبا بالعدوانية.
قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية؛ إن القوات الروسية تواصل "شن ضربات بالمدفعية والغارات الجوية على مصنع آزوفستال في ماريوبول".
ويتعرض مصنع آزوفستال لقصف مستمر من القوات الروسية منذ حوالي شهرين، وبينما قال ضابط أوكراني داخل المنشأة؛ إنه تم إجلاء جميع المدنيين المحاصرين على الأرجح، يواصل المقاتلون الأوكرانيون الصمود.
وقالت هيئة الأركان العامة: "من أجل فرض سيطرة كاملة على المدينة وقمع مقاومة المدافعين الأوكرانيين، تستخدم الطيران الاستراتيجي.. نظرا لإجلاء السكان المحليين، ينبغي توقع زيادة إطلاق النار في المستقبل القريب".
وفي السياق ذاته، أكدت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية، إيرينا فيريشتشوك، أن كييف دخلت في مفاوضات مع موسكو من أجل إخراج 38 مصابا، كدفعة أولى، لقاء جنود روس، أسرتهم القوات الأوكرانية خلال معارك سابقة.
وفي الجنوب، قالت الإدارة الإقليمية في زابوريزجزجيا؛ إن هناك دلائل على أن الروس يحاولون تعزيز وحداتهم من خلال جلب المزيد من المعدات والقوات.
وأضافت أن كتيبة روسية جديدة وصلت إلى ميخايليفكا جنوب خطوط المواجهة الحالية مباشرة.
وفي مدينة إنيرغودار القريبة، التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ أوائل آذار/مارس، أفادت الإدارة الإقليمية، الجمعة، أن "المدينة نفدت تقريبا من الأدوية، والمساعدات الإنسانية ليست متاحة دائما".
وقالت الإدارة؛ إن سكان إنيرهودار "يخشون بالفعل الذهاب إلى الاحتجاجات وتنظيم المسيرات" بسبب الدوريات المستمرة من قبل الجنود الروس.
وفي إقليم دونباس، انسحبت القوات الأوكرانية من مدينة روبيجن في منطقة لوغانسك، بعد أسابيع من المقاومة، وفقا لما نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية، فيما لم تؤكد هيئة الأركان العامة الأوكرانية رسميا إنسحاب مقاتليها.
وذكرت هيئة الأركان العامة، الجمعة، أن "العدو يواصل تركيز جهوده على فرض سيطرة كاملة على مستوطنة روبيجني"، وهو وصف كررته الإدارة العسكرية الإقليمية.
وفي البحر الأسود، تجدّدت المواجهات جنوب أوكرانيا، بين الروس والأوكرانيين في جزيرة الثعبان وحولها، التي تقع جنوب مدينة أوديسا.
وقالت القوات الأوكرانية؛ إنها أصابت سفينة دعم لوجستية روسية متطورة بالقرب من الجزيرة.
ميدانيا أيضا، حققت روسيا تقدما بطيئا في الشرق، حيث أشارت تقارير إلى سعي القوات الروسية والأوكرانية الانفصالية إلى تطويق مدينة سيفيرودونيتسك، المدينة الأكثر تحصينا في منطقة لوغانسك التي تهدف موسكو إلى السيطرة عليها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة؛ إن قواتها قصفت مصفاة نفط كريمنشوك بوسط أوكرانيا، مما أدى إلى تدمير طاقتها الإنتاجية وخزانات الوقود بها.
وأضافت الوزارة أن قواتها أسقطت طائرة أوكرانية من طراز إس.يو-27 في منطقة خاركيف.
زيلنسكي.. الروس جبناء
والخميس، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أجراها مع التلفزيون الرسمي الإيطالي؛ إن الهجوم الروسي يختبئ وراء ضربات صاروخية وجوية ومدفعية.
وقال زيلينسكي: "الهزيمة الاستراتيجية لروسيا واضحة بالفعل للجميع في العالم، وحتى لأولئك الذين ما زالوا يتواصلون معهم".
وأضاف: "روسيا تفتقر ببساطة إلى الشجاعة للاعتراف بذلك.. إنهم جبناء".
وتابع : لذلك مهمتنا أن نقاتل حتى نحقق أهدافنا في هذه الحرب".
سلاح أوروبي لكييف
وعلى الصعيد السياسي، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الجمعة، في تصريحات للصحفيين على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في شمال ألمانيا، إن الاتحاد سيقدم دعما عسكريا جديدا لأوكرانيا بقيمة 500 مليون يورو.
وقال بوريل؛ إن الدعم العسكري سيتم توجيهه للأسلحة الثقيلة مثل الدبابات والمدفعية، مضيفا أن ذلك سيزيد المساعدات التي يقدمها التكتل إلى نحو ملياري يورو.
وقال المسؤول الأوروبي؛ إنه يشعر بالتفاؤل أيضا إزاء إمكانية الاتفاق على حظر يفرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي في الأيام المقبلة.
وأوضح: "أنا متأكد من أننا سنتوصل لاتفاق. نحتاجه وسنتوصل إليه. علينا التخلص من الاعتماد على النفط الروسي".
فرنسا.. أوروبا قوية جدا
من جانبه، شدد وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان على "الوحدة القوية جدا" لدول مجموعة السبع في دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا "حتى النصر".
ودعا لودريان وزراء خارجية المجموعة المجتمعين في ألمانيا حتى السبت، في فانغلز على شواطئ بحر البلطيق، نظيريهم الأوكراني والمولدوفي إلى المشاركة في مناقشاتهم.
وقال وزير الخارجية الفرنسي: "هذا جزء من وحدة قوية جدا لأعضاء مجموعة السبع، لمواصلة دعم حرب أوكرانيا من أجل سيادتها حتى النصر".
السويد إلى الناتو
ومن جهتها، قالت وزيرة الخارجية السويدية، آن لينده، الجمعة؛ إن التحاق السويد بحلف شمال الأطلسي، الناتو، سيكون له تأثير إيجابي على الاستقرار، وعلى الدول المحيطة بالبلطيق.
وقالت لينده في تقرير رسمي قدمته للبرلمان؛ إن عضوية الناتو ستعزز حماية السويد من الصراعات العسكرية، ومن ثم سيكون لهذه العضوية تأثير على منع نشوب الصراعات في شمال أوروبا.
ومن المتوقع أن تحذو السويد حذو جارتها فنلندا، حيث أشارت وسائل إعلام إلى أن ستوكهولم ستقدم طلب الانضمام إلى الناتو الاثنين المقبل.
وكانت فنلندا أعلنت أمس الخميس عن رغبتها في الانضمام إلى الحلف.
لافروف .. أوروبا عدوانية
وفي المقابل، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الاتحاد الأوروبي الجمعة بأنه تحول إلى طرف "عدواني وذي نزعة حربية"، في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو) في النزاع في أوكرانيا.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في دوشانبي بطاجيكستان؛ إن "الاتحاد الأوروبي تحول من منصة اقتصادية بناءة كما تم إنشاؤه، إلى طرف عدواني وذي نزعة حربية يكشف منذ الآن عن تطلعاته خارج القارة الأوروبية".
وأضاف أن "رغبة كييف في أن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي، ليست أمرا بسيطا".
بشكل عام، اتهم لافروف الذي كان يتحدث من مقر رسمي، الأوروبيين بالإسراع "على الطريق الذي رسمه أصلا الناتو، مؤكدين بذلك التوجه نحو الاندماج مع الحلف الأطلسي وسيكونون في الواقع ملحقين به".
تأكيد أوروبي لاستئناف مباحثات "الاتفاق النووي الإيراني"
قتال بخاركيف ودونباس.. قلق بمنسك وكييف تجدد طلب الانضمام
فنلندا تستعد للانضمام إلى الناتو.. الحلف على حدود روسيا