قالت مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية،
إن الحرب على أوكرانيا، أظهرت قصورا لدى
القوات الجوية الروسية، في تحقيق السيادة
الجوية بأوكرانيا، واستهدافها مناطق مدنية بحجة القصف الخطأ.
وقالت المجلة إن
روسيا
تمتلك أيضا "خبرة واسعة في قصف الأهداف في سوريا وجورجيا والشيشان"،
ولكن بعد مرور أكثر من شهرين على الحرب، لا تزال القوات الجوية الروسية، تقاتل من
أجل السيطرة على السماء.
وتضيف أن
"فشل" القوات الجوية الروسية قد يكون القصة الأكثر أهمية، ولكن الأقل
مناقشة، في الصراع العسكري حتى الآن.
وتعتمد القوات الجوية
على مجموعة من التقنيات التي تتطلب أفرادا مدربين تدريبا عاليا يمكنهم بسرعة إنشاء
ما يرقى إلى نظام عسكري محمول جوا مكون من محطات رادار محمولة جوا لتوفير القيادة
والسيطرة، ومقاتلين لحماية السماء ومراقبتها، وطائرات التزود بالوقود، وطائرات
الحرب الإلكترونية لقمع دفاعات العدو، ومجموعة من جامعي المعلومات
الاستخبارية والطائرات الهجومية لتحديد مواقع قوات العدو وتدميرها.
وتتضمن هذه الأنواع من
العمليات المشتركة مئات الطائرات وآلاف الأشخاص في عمليات مصممة بإحكام وتستغرق
وقتا وتدريبا طويلا لإتقانها.
وعندما تدار بشكل
صحيح، فإن هذه العمليات المتداخلة تسمح للجيش بالسيطرة على السماء، مما يجعل
القتال أسهل بكثير للقوات البرية أو البحرية في الأسفل.
وقالت المجلة إن
التحديث الأخير للقوات الجوية الروسية، على الرغم من أنه هدف إلى تمكينها من إجراء
عمليات مشتركة حديثة، كان في الغالب من أجل الاستعراض فقط.
وتضيف أن المال أهدر
بسبب الفساد وعدم الكفاءة، على الرغم من الكثير من المعدات الجديدة، مثل طائرة SU-34 الضاربة التي تم الترويج لها كثيرا.
وأشارت المجلة إلى أن
القوات الجوية الروسية لا تزال تعاني من العمليات اللوجستية المعيبة ونقص التدريب
المنتظم والواقعي.
ونقلت المجلة عن ديفيد
ديبيتولا، الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي قوله إن "روسيا لم تقدر
أبدا استخدام القوة الجوية لأدوار تتجاوز دعم القوات البرية".
وتقول المجلة إنه حتى
قدرات روسيا في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع تبدو ضعيفة بشكل مدهش، حيث
نادرا ما تبدو القوات الروسية قادرة على تحديد الأهداف الأوكرانية المحتملة ونشر
القوات الجوية لمهاجمتها بسرعة كافية لإحداث فرق في الجبهة.
وتقول المجلة إنه
بطبيعة الحال، كان السبب الأكثر أهمية لفشل القوة الجوية الروسية، هو المقاومة
الأوكرانية، التي على عكس الروس، طورت مفهوما متماسكا للعمليات الجوية، وهو
المفهوم الذي سمح لهم بعرقلة ما بدا وكأنه طريق سهل إلى الهيمنة الجوية الروسية.
وقام الأوكرانيون بدمج
مجموعة من القدرات الجوية والدفاعات ضد الطيران لإحباط القوات الجوية الروسية
الأكبر بكثير.
وشملت الترسانة
الأوكرانية صواريخ أرض-جو رخيصة الثمن نسبيا ومحمولة على الكتف مكنت الأوكرانيين
من تقييد القوة الجوية الروسية في عدد من المناطق الشرقية والجنوبية، مما حد بشكل
كبير من حرية المناورة الروسية.
كما أن إضافة أنظمة
صواريخ S-300 الأكثر قوة والأطول
مدى التي تبرعت بها سلوفاكيا جعلت الروس أكثر عرضة للخطر.
وتقول المجلة إن تهديد
منظومة إس-300 يجبر الطائرات الروسية التي تطير فرادى عادة، والتي تفتقر عموما إلى
قدرات التزود بالوقود، والحرب الإلكترونية، ودعم القيادة والسيطرة، على التحليق
على ارتفاع منخفض إلى الأرض لحماية نفسها من الهجوم، وهذا بدوره يجعلهم أكثر عرضة
لصواريخ أرض-جو المحمولة.
وفيما لا تستطيع
أوكرانيا استهداف كل طائرة روسية، فقد استخدمت بذكاء ما لديها لضمان قلق الطيارين
الروس من احتمال استهدافهم في أي مكان، مما يجبرهم على التصرف بشكل دفاعي أكثر
والحد من فعاليتهم، وفقا للمجلة.