قال الرئيس التونسي قيس سعيد؛ إن هناك محاولات يائسة لحرق البلاد، معتبرا أن "الحرائق التي تشهدها البلاد ليست من قبيل الصدفة، متهما أطرافا لم يسمها بتوخي "سياسة الأرض المحروقة".
وفي كلمة له فجر الجمعة من مقر وزارة الداخلية، دعا سعيد الوحدات الأمنية لملاحقة مفتعلي الحرائق، وعدم التسامح مع من يريدون تخريب البلاد وتجويع الناس".
ومنذ الاثنين الماضي، تشهد مناطق عدة بتونس سلسلة من الحرائق المتزامنة، دون الكشف عن الأسباب الحقيقية، أومعرفة إن كانت بفعل فاعل.
وأكد الرئيس سعيد في كلمته، أن "الأعمال التخريبية ستفشل، وهي ليست من قبيل الصدفة"، معتبرا أنها تتناغم مع تصريحات جبهة الخلاص الوطني.
وهاجم سعيد الجبهة بالقول: " أي خلاص والحال أن تونس تريد التخلص منهم، يبثون الإشاعات المكذوبة لإدخال البلبلة في نفوس التونسيين" .
وأضاف رئيس تونس: "يروجون لأخبار زائفة عن اعتقالات. من أين لهم ذلك؟ ليس من عاداتنا الاعتقال من أجل الفكر".
اقرأ أيضا: جبهة الخلاص الوطني: قيس سعيّد يخطط لحل الأحزاب بتونس
وكانت جبهة الخلاص الوطني بقيادة السياسي أحمد نجيب الشابي، قد تحدثت عن مساعي من أطراف مؤيدة للرئيس الخروج في تظاهرة الأحد القادم ومهاجمة مقرات الأحزاب، ليعلن الرئيس إثر ذلك حلها واعتقال قياداتها .
وتعليقا على التسريبات الصوتية المنسوبة لمديرة الديوان الرئاسي السابقة، نادية عكاشة، انتقد الرئيس سعيد بشدة ما اعتبره "هتكا للأعراض والمس بها"، داعيا وزارة الداخلية عبر مصالحها الأمنية إلى معرفة من يقف وراء تلك العمليات.
كما طالب سعيد القضاء بأن "يكون عادلا، ويقوم بدوره في محاكمة المتورطين في الفساد، وتتبع من لا دين ولا أخلاق لهم".
ودعا الرئيس التونسي جميع الوزراء إلى تحمل المسؤولية كاملة في هذا المسار التصحيحي، الذي انطلق منذ 25 تموز/يوليو: "كل المسؤولين مهما كانت درجاتهم هم فقط في خدمة الدولة، وليس أي طرف آخر".
وتطرق الرئيس في كلمته من مقر وزارة الداخلية في اجتماع بقيادات أمنية عليا، إلى موضوع الحوار الوطني، معللنا عن صدور نص، قريبا، ينظمه.
وأردف سعيد قائلا؛ إن "البعض لا يريد الحوار ويتخوف من الذهاب للاستفتاء، ولا يريدون سوى العودة إلى الوراء".
اقرأ أيضا: رئيس تونس الأسبق يحذر من "الاقتتال" و"تفكك" مؤسسات الدولة
وفي وقت سابق، تحدث الرئيس سعيد عن انطلاق حوار وطني مع من يعتبرهم وطنيين وصادقين، ومن بينهم الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي نفى أن يكون قد شارك في هذا الحوار، وأن اللقاء بالرئيس اقتصر فقط على التداول في الوضع العام.
يشار إلى أن الرئيس قبل تحوله إلى وزارة الداخلية قد التقى وزير الدفاع الوطني، عماد مميش، حيث شدد سعيد على "الدور الكبير للوحدات العسكرية في حماية الوطن والحفاظ على الدولة وعلى السلم الأهلي".
ومنذ 25 تموز/ يوليو 2021، تعاني تونس أزمة سياسية حادة، بعدما أقدم الرئيس سعيد على حل البرلمان وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وحل المجلس الأعلى للقضاء، وهو ما تعتبره قوى تونسية "انقلابا على الدستور".