ما زالت الصواريخ التي
سقطت فجر الاثنين في شمال فلسطين المحتلة ومصدرها لبنان تشغل الأوساط العسكرية
لدولة الاحتلال، بزعم أن حماس تعمل بشكل مكثف في محاولة لإشعال النار في كل
الجبهات المحيطة بالاحتلال، ما يعني أنه سيكون أمام أيام متوترة حتى تهدأ المعركة
الدائرة حاليا.
يوآف ليمور، الخبير
العسكري، ذكر في مقال في صحيفة
"
إسرائيل اليوم" ترجمته "عربي21"، أن "المقاومة الفلسطينية كأنها استبدلت بساحة المسجد الأقصى الذي كان محور الاهتمام خلال الأسبوعين الماضيين، الجبهة الشمالية،
التي انضمت إلى أعمال المواجهة التي رعتها حماس في الآونة الأخيرة، بعد محاولتها
إشعال النار في الساحة الداخلية بين فلسطينيي48، والضفة الغربية، والمسجد الأقصى، بنجاح
كبير، وفي الوقت ذاته تحاول حماس أيضًا إشعال النار في الساحة الشمالية".
وأضاف أن "الجناح
العسكري لحماس عبر الأسرى المحررين الذين خرجوا في صفقة شاليط، وترحيلهم إلى
الخارج، عملوا على تفعيل المحاور بين عواصم المنطقة، وأقام بنية تحتية قتالية، بما
سمح له بالعمل انطلاقاً من لبنان في حال حدوث تصعيد في غزة أو القدس، رغم أن إسرائيل
لا يمكنها أن توافق على هذا التطور، لأنها العام الماضي تورطت بالرد على إطلاق
صواريخ من لبنان، لكنها في المرة الحالية تحركت على الفور، ودون تصعيد في الرد على
الأراضي اللبنانية".
تشير المعطيات
العسكرية الإسرائيلية إلى أنه رغم انخفاض الرد الإسرائيلي على القذائف التي انطلقت
من لبنان باتجاهها، لكنه سعى لتوجيه رسالة إلى لبنان وحزب الله مفادها أن
المسؤولية لن تقع فقط على العناصر المباشرة التي أطلقت الصاروخ، سواء كانت حركة
حماس أو الجهاد الإسلامي، لأنهما تواصل مساعيهما للقيام بمثل هذه الهجمات بهدف إصابة
إسرائيل بالصدمة.
تزعم التقديرات
الإسرائيلية أن قوى المقاومة الفلسطينية تفعل ذلك بتشغيل الجبهة الشمالية انطلاقاً
من اعتقاد بأنهم سينجحون بإثارة التصعيد في قطاع واحد وهو الضفة الغربية والقدس
المحتلتين، ويتجنبونه في قطاع آخر وهو غزة، حيث تكمن القدرة العسكرية الحقيقية
لحماس.
تطالب محافل جيش
الاحتلال بأن جهود حماس لإشعال باقي الجبهات المحيطة بدولة الاحتلال يعني أن تكون
أمام معركة متعددة القطاعات، وسيكون لهذه اللعبة ثمن كبير على الصعيد الإسرائيلي،
لأنه في حال تم تنفيذ هجوم كبير باتجاه أهداف إسرائيلية، بحيث يتم توجيهه وتمويله
وقيادته من غزة، فسيكون الرد الإسرائيلي أيضًا في داخل غزة، الأمر الذي قد يدعوها لاستمرار
التأهب الأمني المشدد،
لكن المقاومة من جهتها قد يكون لها رأي آخر في إحاطة الاحتلال بمزيد من الحرائق
المشتعلة في الجبهات المجاورة.