يبدو أن الدور التركي تجاه الحرب الأوكرانية الروسية، سيخلق فرصة جديدة في العلاقات بين أنقرة ودمشق، إذ يمكن أن تسهم السياسة القائمة على التصالح في اتخاذ خطوات جديدة تعيد العلاقات بين البلدين.
رأى الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية، طه عودة
أوغلو، أن التطورات العالمية، بدأت تدفع بتركيا باتجاه تشكيل موقف سياسي جديد من
الأزمة السورية، مؤكدا أن موقف أنقرة المعلن من النظام السوري، أصبح أكثر مرونة
مؤخرا بعد الدعوات والضغوط الداخلية التي تتعرض لها الحكومة من قبل أحزاب
المعارضة.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن السياسة
الخارجية التركية اتجهت منذ مطلع العام الماضي نحو تبدل واضح في علاقاتها مع دول
الجوار الإقليمي، حيث بدأت "أنقرة" تميل نحو تغيير المسار السياسي عبر
إعادة الانفتاح وفتح قنوات بينها وبين الدول التي كانت قد قاطعتها على خلفية
"الربيع العربي".
ولفت إلى أن تركيا تسعى للعودة مجددا إلى سياسة
"تصفير المشاكل"، وإسراع الخطى لإقامة تعاون إقليمي يتيح الفرصة أمام
تفعيل الطاقات الكامنة الكبيرة التي تمتلكها تركيا في كافة المجالات.
اقرأ أيضا: تركيا تتجه لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد.. ما شروط أنقرة؟
واعتبر أن الظروف والتطورات الإقليمية والدولية المستجدة
وآخرها الحرب الروسية الأوكرانية، دفعت تركيا للبحث بنهج عقلاني عن وسيلة لإدارة
الفوضى القائمة في الملف السوري ومعالجة أزمة اللاجئين ومساعدة الشعب السوري عبر
مبادرة دبلوماسية تنخرط فيها بمفاوضات مع النظام السوري تسهل حل الأزمة.
وأضاف: "يبدو واضحا أن أنقرة حريصة على إعادة برمجة
بوصلتها السياسية فيما يخص الملف السوري بعد معاناة طويلة عمرها أكثر من 11
عاما".
ووفق الباحث التركي فإن إيجاد حل للأزمة السورية بأسرع
وقت ممكن، بات أمرا ضروريا بالنسبة لحكومة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم
برئاسة رجب طيب أردوغان، لاستقرار تركيا سياسيا وأمنيا واقتصاديا، واحتواء نزيف
القاعدة الشعبية الذي بات مقلقا لمستقبل الحزب الحاكم.
كيف يؤثر التقارب التركي الأمريكي على قضيتي "F16" و"S400"؟
أمريكا تعرض على أنقرة تسليم "أس 400" لأوكرانيا.. ما المقابل؟
أردوغان يفتتح أطول جسر معلق في العالم.. تعرف إليه