سياسة دولية

قتلى قرب كييف.. والحرب تشرد أكثر من 7.1 مليون أوكراني

زيادة عشرة في المئة في عدد النازحين داخليا في أوكرانيا- جيتي

تستمر الحرب في أوكرانيا، وتتزايد أعداد القتلى واللاجئين، والهجمات الروسية التي تدك المدن الأوكرانية، في حين ترسل أمريكا مساعدات عسكرية إضافية إلى كييف.

 

وأسفر قصف مدفعي روسي على قريتين قرب العاصمة كييف عن سقوط 12 قتيلا، في حين أعلن حاكم لفيف في غرب أوكرانيا، عن عدم ورود أي تقارير عن إصابات جرّاء انفجارات دوّت في منطقته مساء الثلاثاء.

 

انفجارات تهز لفيف


وتحدّث الحاكم مكسيم كوسيتسكي عبر تطبيق "تلغرام "عن سماع "دوي انفجارات قرب راديخيف"، البلدة الواقعة على بُعد نحو 70 كيلومترا شمال شرقي لفيف، ودعا "الجميع إلى البقاء في الملاجئ".

 

وفي منشور لاحق، أورد الحاكم أنّه "حتى الساعة لا معلومات عن سقوط ضحايا".

 

قتلى في كييف


وفي منطقة كييف، قالت النيابة العامة الأوكرانية في منشور على تطبيق "تلغرام"، إنّ 12 شخصا قتلوا في قصف مدفعي روسي استهدف قريتي فيليكا دميركا وبوغدانيفكا القريبتين من العاصمة.


وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حضّ الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي على التحرّك "فورا" لمواجهة "جرائم الحرب" التي ترتكبها روسيا في بلاده، في اتهامات تنفيها موسكو.

 

اقرأ أيضا: لماذا فشل جيش روسيا بالاستيلاء على كييف رغم قوته؟

وبعد موجة الصدمة التي سببها العثور على العديد من الجثث نهاية الأسبوع الماضي، في مدينة بوتشا قرب كييف، حيث تتهم أوكرانيا القوات الروسية بارتكاب مجزرة، كثّف الاتحاد الأوروبي وواشنطن ضغوطهما الاقتصادية والدبلوماسية على روسيا.

 

تدمير 33 منشأة عسكرية أوكرانية


وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن تدمير 33 منشأة بنية تحتية عسكرية للجيش الأوكراني، خلال الـ24 ساعة الماضية.


وأفاد المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، في تصريح صحفي، مساء الثلاثاء، بأن القوات العسكرية الروسية تواصل تنفيذ هجمات ضد منشآت البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا.


ولفت إلى أن الطيران الحربي الروسي دمر 33 منشأة بنية تحتية عسكرية بأوكرانيا خلال الـ24 ساعة الماضية.


وأضاف: "تم تدمير مركز قيادة وحدات الدفاع الإقليمية وخزان الوقود ومصنع لإصلاح المركبات المدرعة، بصواريخ عالية الدقة" في منطقتي زولوتشيف وتشوهويف.

وأوضح كوناشينكوف أن قوات بلاده أسقطت 125 طائرة و93 مروحية و403 طائرات مسيرة، ودمرت 1981 دبابة ومدرعة و1876 مركبة عسكرية تابعة لأوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية.


وأشار كوناشينكوف إلى استمرار الاشتباكات في ماريوبول الأوكرانية.


الحرب تشرد ملايين الأوكرانيين


وأفاد تقرير لمنظمة الهجرة الدولية، الثلاثاء، بأن الحرب في أوكرانيا شردت أكثر من 7.1 مليون شخص.


وأضاف أن ذلك يمثل زيادة عشرة في المئة في عدد النازحين داخليا في أوكرانيا منذ 16 آذار/ مارس الماضي.

 

"خسائر روسية"

 

وأعلنت هيئة الأركان الأوكرانية، أن الخسائر التي كبدتها قواتها للجيش الروسي كانت مقتل 18 ألفا و600 جندي، وإسقاط 150 مقاتلة و135 مروحية وتدمير 684 دبابة منذ بدء الحرب أواخر شباط/ فبراير الماضي.


وأشارت الهيئة في بيان الأربعاء، أن الجيش الأوكراني دمر بين 24 فبراير و6 نيسان/ أبريل الجاري، 1861 مركبة مدرعة و332 مدفعا و107 منظومات صاروخية و55 منظومة صواريخ دفاع جوي.


وبحسب البيان، تمكن الجيش الأوكراني من تدمير 1324 مركبة عسكرية و7 سفن وزوارق حربية و76 سيارة وقود و96 طائرة مسيرة للجيش الروسي.

 

قتلى أطفال أوكرانيا


وأعلنت السلطات الأوكرانية، الأربعاء، مقتل 167 طفلا وإصابة 279 آخرين، منذ بدء روسيا هجومها العسكري أواخر شباط/ فبراير الماضي.


وقالت النيابة العامة الأوكرانية في بيان، إن الهجمات الروسية ألحقت أضرارا بـ927 مؤسسة تعليمية، بينها 83 تدمرت بالكامل.

 

تهيئة المفاوضات

في حين أعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين)، الأربعاء، أن الرئيس فلاديمير بوتين "هو من أصدر شخصيا" قرار انسحاب القوات من العاصمة الأوكرانية كييف.

وقال متحدث الكرملين دميتري بيسكوف، في تصريحات لقناة "إل سي أي" الفرنسية، إن بوتين "أمر بسحب قوات الجيش الروسي من مقاطعة كييف لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات كبادرة حسن نية".

وأضاف بيسكوف: "بادرة حسن نية تخلق ظروف مواتية للمفاوضات مع كييف، يمكن خلالها اتخاذ قرارات جادة".

وكانت موسكو وكييف تعقدان بشكل دوري مباحثات من أجل التوصل لحل للأزمة الجارية، بعضها يتم عبر تقنية الفيديو وأخري بشكل مباشر بين مفاوضين من الدولتين في تركيا.

تصريحات زيلينسكي


في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي، إن العقوبات ضد روسيا يجب أن تكون متناسبة مع "جرائم الحرب" التي "ارتكبتها قواتها" في مدينة بوتشا القريبة من العاصمة كييف.


وفي رسالة مصورة نشرها عبر حسابه على "تليغرام" مساء الثلاثاء، لفت زيلينسكي إلى أنه يجري الإعداد لحزمة عقوبات جديدة ضد روسيا.


وقال زيلينسكي إن الجيش الروسي قام بتعذيب الأوكرانيين في بوتشا.


وأضاف: "بعد رؤية العالم ما حدث في بوتشا، يجب أن تكون العقوبات ضد روسيا متناسبة مع جسامة جرائم الحرب التي ارتكبها المحتلون".


وأشار إلى مواصلة الجيش الأوكراني السيطرة على العديد من المناطق التي تحاول الوحدات العسكرية الروسية دخولها.


وأضاف زيلينسكي أن الوضع "صعب" في منطقتي دونباس وخاركيف.


وأكد أن الجنود الأوكرانيين سيستمرون في القتال، مضيفا أنه "ليس لدينا خيار آخر. مصير أرضنا وشعبنا يتحدد".

والأحد، أعلنت النائبة العامة الأوكرانية، إيرينا فينيستوفا، عن العثور على 410 جثث تعود لمدنيين، في مدينة بوتشا، بعد استعادة السيطرة عليها مؤخرا من قبل الجيش الأوكراني.


ويتهم الجانب الأوكراني الجنود الروس بقتل مدنيين قبل الانسحاب من المدينة، إلا أن موسكو عادة ما تنفي مثل هذه الاتهامات.

 

مساعدات أمريكية إضافية

 

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أنّ واشنطن ستقدّم لكييف شحنة إضافية من صواريخ جافلين المضادّة للدبابات بقيمة 100 مليون دولار لمساعدة أوكرانيا على التصدّي للغزو الروسي.


وقال بلينكن في بيان: "لقد سمحتُ، بناء على تفويض من الرئيس حصلت عليه في وقت سابق اليوم، بالإفراج فورا عن مساعدة أمنية تصل قيمتها إلى 100 مليون دولار، لتلبية حاجة أوكرانيا الملحّة لمزيد من الأنظمة المضادّة للدروع".


وأضاف أنّ "العالم صُدم ورُوّع بالفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية في بوتشا وسائر أنحاء أوكرانيا".


وشدّد الوزير الأمريكي على أنّ "الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا، تدعم بقوة سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".

 

اقرأ أيضا: اتفاق بين أمريكا وأستراليا وبريطانيا لتطوير أسلحة فرط صوتية

وفي الأول من نيسان/ أبريل الجاري أعلن البنتاغون عن مساعدة عسكرية إضافية لكييف بقيمة 300 مليون دولار.


وأوضح بلينكن أنّ هذه المساعدة الإضافية ترفع إلى 1.7 مليار دولار القيمة الإجمالية للمساعدات العسكرية التي قدّمتها واشنطن لكييف منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير.


وفي بيان منفصل، قال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي، إنّ هذه المساعدة تهدف إلى "تلبية حاجة أوكرانية ملحّة إلى المزيد من أنظمة جافلين المضادّة للدبّابات والتي قدّمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا واستخدمتها الأخيرة بشكل فعّال للدفاع عن نفسها".


وصواريخ جافلين التي يتمّ إطلاقها من على الكتف برهنت عن فعالية كبيرة في تصدّي العسكريين الأوكرانيين للدبابات الروسية.

 

اليونان تطرد دبلوماسيين روسيين

 

من جهتها، أعلنت اليونان، الأربعاء، 12 دبلوماسيا روسيا "أشخاصا غير مرغوب فيهم".

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، تم إعلان 12 عضوا من البعثات الدبلوماسية والقنصلية الروسية في اليونان "أشخاصا غير مرغوب فيهم".

وأشارت الوزارة إلى أن القرار المذكور تم اتخاذه عملا باتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، واتفاقية فيينا للشؤون القنصلية لعام 1963.

وذكرت أن السفير الروسي لدى أثينا تم إبلاغه بإعلان الدبلوماسيين "أشخاصا غير مرغوب فيهم".

 

عقوبات إضافية

 

وتستعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات إضافية على روسيا ردا على مزاعم أوكرانيا بأن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب في بلدة بوتشا الأوكرانية.


وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة ستحظر الأربعاء الاستثمار الجديد في روسيا وستفرض مزيدا من العقوبات على المؤسسات المالية الروسية، وكذلك مسؤولين في الكرملين وعائلاتهم.


وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأربعاء إن على الاتحاد الأوروبي "عاجلا أم آجلا" فرض عقوبات على قطاع النفط والغاز الروسي، مندداً بـ"جرائم ضد الإنسانية" ارتكبت في بوتشا و"الكثير من المدن الأخرى" في أوكرانيا.


وقال المسؤول أمام النواب الأوروبيين خلال جلسة عامة في ستراسبورغ: "أظن أن إجراءات بشأن النفط والغاز الروسيين ستكون ضرورية عاجلا أم آجلا". وكانت المفوضية الأوروبية اقترحت الثلاثاء على الدول الأعضاء السبع والعشرين وقف مشترياتها من الفحم الروسي التي تشكل 45 بالمئة من واردات الاتحاد الأوروبي وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية.


وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن واشنطن تدرس فرض عقوبات إضافية على سبيربنك، أكبر بنك روسي.

 

كما سينظر سفراء الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، في خطط لمجموعة خامسة من العقوبات، تشمل حظر واردات الفحم الروسي، ومنع معظم السفن التي تملكها أو تشغلها روسيا من استخدام موانئ الاتحاد الأوروبي.


وقد حددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين الاقتراحات لعقوبات جديدة تستهدف الاقتصاد الروسي.


واتهمت في بيان رسمي موسكو بـ "شن حرب قاسية لا ترحم". وقالت إن فظائعها المزعومة في أوكرانيا "لا يمكن ولن يتم تركها دون رد".


وتشمل الإجراءات الستة المقترحة:
1. فرض حظر على استيراد الفحم الحجري من روسيا
2. فرض حظر شامل على التعاملات مع أربعة بنوك رئيسية، من بينها ثاني أكبر بنك في البلاد وهو بنك "في تي بي"
3. فرض حظر على دخول السفن الروسية والسفن التي تديرها روسيا إلى الموانئ الأوروبية
4. فرض حظر إضافي على الصادرات، مستهدفاً المجالات التي تضعف روسيا، مثل معدات النقل
5. فرض حظر جديد على الواردات من المنتجات التي تشمل المأكولات البحرية والخمور والخشب
6. فرض إجراءات موجهة إضافية تشمل وقف الدعم المالي عن الكيانات العامة الروسية
وتحتاج هذه الخطط موافقة من الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي.


وفي السابق، كانت هناك انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي حول طبيعة الإجراءات التي يتعين اتخاذها ضد روسيا- بوجود دول مثل ألمانيا تعتمد بشكل كبير على الواردات من الوقود الروسي.

اجتماع للناتو

 

تحتضن العاصمة البلجيكية بروكسل، الأربعاء، اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لبحث آخر المستجدات على الساحة الأوكرانية.

وتبدأ الجلسة الأولى للاجتماع المقرر أن يستمر يومين، بمقر الناتو في بروكسل، بكلمة للأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، وأخرى لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

 

هولندا: "مصادرة" يخوت روسية

 

وأعلن وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا الأربعاء، أن السلطات الجمركية في بلاده حجزت على 14 يختا في ورش بناء سفن، 12 منها في طور البناء فيما يخضع اثنان للصيانة، في إطار العقوبات المفروضة على روسيا.


وكتب الوزير في رسالة موجهة إلى البرلمان الهولندي: "بموجب الإجراءات الراهنة، لا يمكن تسليم هذه السفن أو نقلها أو تصديرها حاليا".


وبين اليخوت الـ12 التي هي طور البناء، يخوت فخمة يزيد طولها عن 35 مترا. ويتم بناء هذه اليخوت في خمس ورش مختلفة لحساب "مستفيدين روس فعليين".


وأوضح الوزير: "هم ليسوا أشخاصا وردت اسماؤهم على قوائم العقوبات الأوروبية، لكن نظرا إلى الإجراءات الراهنة، لا يمكن تسليم هذه السفن أو نقلها أو تصدريها حاليا".


وأضاف أن "ملكية هذه اليخوت هي موضع تحقيق معمق أكثر". ويجرى تحقيق معمق أيضا حول اليختين اللذين يخضعان للصيانة.


 وأوضح هوكسترا: "علاقة أحد هذين اليختين مع شخص يرد اسمه على قوائم العقوبات الأوروبية هي موضع تحقيق".


وأعلنت دول أوروبية عدة في الفترة الأخيرة "مصادرة" يخوت مستهدفة بعقوبات منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير.


وأكد الوزير "تشدد الحكومة على أن احترام العقوبات وتطبيقها يرتديان أهمية كبيرة".


وقال الوزير إن أوصولا بقيمة 516 مليون يورو وصفقات بقيمة 155 مليون يورو، "جمدت" في هولندا.

 

وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

 

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".