تقدير إسرائيلي: حرب أوكرانيا ستصعّب علينا إسقاط أبراج غزة
عربي21- عدنان أبو عامر23-Mar-2211:28 AM
شارك
يتخوف الإسرائيليون من أن حربهم القادمة على غزة ستمنح المحاكم الدولية فرصة لتخفيض سقف معاييرها لقبول الدعاوى الفلسطينية- عربي21
فيما تتطلع الأنظار السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية باتجاه
الحرب الروسية الأوكرانية، فإن أنظارا عسكرية وأمنية تراقبها عن كثب لمعرفة تداعياتها
العملياتية على أي حرب أخرى قد تندلع مع حماس في غزة، وقد بلغ هذا الاهتمام مستوى
أن تطرح هذه المسألة خلال اجتماع لمجلس الوزراء السياسي والأمني المصغر "الكابينت"،
حيث جرت مناقشة مثيرة للاهتمام بشكل خاص حول حرب أوكرانيا، وتداعياتها على إسرائيل.
صحيح أن الوزراء الإسرائيليين الذين حضروا المناقشة، وفقا
لتسريبات صحفية، أطالوا النظر كثيرا في مشاهد الدمار الذي ألحقه الجيش الروسي في جميع
أنحاء أوكرانيا، وخاصة في مدينة ماريوبول، لكنهم في الوقت ذاته أجروا مقارنة بين ردود
الفعل الدولية على الهجوم الروسي، خاصة باتجاه الأهداف المدنية، وإمكانية أن يكون له
تأثير على الحرب الإسرائيلية القادمة على غزة، وسط اتفاق رئيس الوزراء نفتالي بينيت
مع مسؤولين أمنيين ومعظم الوزراء على أن الحرب الجارية ستغير المعايير.
شالوم يروشاليمي الكاتب في موقع "زمن إسرائيل"،
ذكر في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن "إلحاق الأذى بالمدنيين الفلسطينيين
في أي مواجهة عسكرية قادمة في غزة، حتى لو لم يتم بشكل متعمد، لم يعد مقبولاً على المجتمع
الدولي، ويمكن أن يجر إسرائيل إلى حالة عقوبات فورية، وهو استخلاص إسرائيلي من مجريات
الحرب الأوكرانية، رغم أن علاقة العالم بإسرائيل تختلف عن روسيا، وتعامل الغرب مع الصراع
الفلسطيني الإسرائيلي منفصلا عن هجوم روسيا على أوكرانيا".
وأضاف أن "أحد النتائج العملية للحرب الدائرة في شرق
أوروبا على إسرائيل وأدائها العسكري المقبل في غزة، أن أبراج القطاع الشاهقة لن تسقط
بعد الآن، وأي فيديو يظهر الفلسطينيين في محنة، أو صورا لعائلة فلسطينية أمام منزل
مدمر بعد غارة جوية إسرائيلية، أو أطفال لا حول لهم ولا قوة، فإنها ستذكر العالم على
الفور بصور اللاجئين في أوكرانيا، ما سيعني كارثة لإسرائيل، واتهام جيشها بأنه يطلق
النار عشوائياً، وبالتالي فقد بات يعاني من مشكلة أخلاقية، لأن أدواته عفا عليها الزمن،
ولم تعد دقيقة".
ويتخوف الإسرائيليون من أن حربهم القادمة على غزة ستمنح المحاكم
الدولية فرصة لتخفيض سقف معاييرها لقبول الدعاوى الفلسطينية عندما يتعلق الأمر بجرائم
الحرب، رغم أن تدهور الجيش الإسرائيلي إلى حالة الحرب مع الفلسطينيين قد يكون أسرع
بكثير بعد الموجة الأخيرة من الهجمات المسلحة الأخيرة، وبالتالي فقد تكون المواجهة
القادمة أعنف، وأشد دموية، والنتيجة التي وصل إليها الإسرائيليون أن الحرب الجديدة
على غزة، في حال وقعت، ستكون مختلفة تمامًا، خاصة بعد الحرب الروسية.