سياسة دولية

موسكو تلغي مقترحات لواشنطن.. وتجميد غربي لأصول "المركزي"

تواجه روسيا سلسلة من الإجراءات العقابية منذ غزوها لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير- CC0

قالت وزارة الخارجية الروسية، إن المقترحات التي تقدمت بها موسكو إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو بهدف وضع نظام ضمانات أمنية متبادلة للحفاظ على الأمن في القارة الأوروبية، أصبحت بحكم اللاغية.

 

وذكر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في حوار مع القناة الأولى الروسية، السبت: "لا أستطيع القول إن المقترحات التي تحدثتم عنها لا تزال قائمة، لأن التوازن تغير جذريا والوضع حاليا مختلف تماما، والمهمة تكمن الآن في ضمان تحقيق الأهداف التي طرحتها قيادتنا قبل بدء العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا)، وهذه الأهداف أعلنت مرارا ومعروفة جيدا".

 

ونقلت "روسيا اليوم" عن الدبلوماسي الروسي إلى أن مستقبل هيكل أمن أوروبا ونظام الرقابة على التسلح يتوقف على مدى استعداد الغرب بقيادة الولايات المتحدة للتعاون مع موسكو في هذا الشأن.

 

وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن العقوبات الغربية ضد روسيا تشكل ضربة للاقتصاد العالمي والأنظمة اللوجستية.

 

وأوضحت أن موسكو تدرس الرد على العقوبات الغربية، مضيفة أن "ردنا على العقوبات لن يكون بالضرورة بالمثل".

 

وفي ما يتعلق بالعقوبات المالية، نقلت وكالة "تاس" الروسية، عن أحد مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قوله إن أموال البنك المركزي الروسي المجمدة في الغرب تم حجزها بالفعل لأوكرانيا.

 

وتابع: "نحن نتحدث عن أكثر من 300 مليار دولار".

 

اقرأ أيضا: اختطاف عمدة مدينة أوكرانية.. وروسيا تتحضر لدخول كييف

 

لا لنية لتدخل بيلاروسيا

 

وقال رئيس هيئة الأركان العامة في روسيا البيضاء فيكتور غوليفيتش السبت، إنه ليس لدى بلاده خطط للانضمام إلى الغزو الروسي لأوكرانيا ولكنها ترسل خمس كتائب تكتيكية إلى حدودها لتحل محل القوات المتمركزة بالفعل هناك في إطار عملية تناوب.

 

وكان مسؤول أمني أوكراني كبير قد حذر يوم الجمعة روسيا البيضاء من إرسال قوات إلى أوكرانيا، قائلا إن أوكرانيا تتحلى بضبط النفس تجاه روسيا البيضاء على الرغم من استخدامها كنقطة انطلاق للطائرات الروسية.

 

وقال غوليفيتش: "أريد أن أؤكد أن نقل القوات لا يرتبط بأي حال من الأحوال بأي استعداد ولا سيما بمشاركة جنود من روسيا البيضاء في العملية العسكرية الخاصة على أراضي أوكرانيا".

روسيا: استخدام الكيماوي مزاعم

 

اعتبر السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، أن التصريحات الأمريكية الأخيرة بأن روسيا قد تستخدم أسلحة كيميائية في أوكرانيا "محاولة أخرى لشيطنة روسيا".


وذكر أنطونوف في قناته عبر "تليغرام"، إن "مثل هذه المزاعم لا تساوي شيئا، فالمسؤول الأمريكي، كعادته، لم يكلف نفسه عناء تقديم أي دليل. هذه محاولة أخرى لتشويه صورة بلدنا".


وتابع: "بلادنا، على عكس الولايات المتحدة، تخلصت من جميع المخزونات المتاحة من عوامل الحرب الكيميائية في عام 2017. وقد قامت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتوثيق هذه الحقيقة. ولا جدوى من المجادلة في هذه الحقيقة".

 

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي قالت قبل أيام إنه "من المحتمل أن تكون روسيا تمهد لاستخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية في أوكرانيا أو القيام بعملية واتهام آخرين بالمسؤولية عنها، لكنها لم تذكر أدلة على ذلك".

 

اقرأ أيضا: بايدن يهدّد روسيا مجددا.. وأوروبا تكشف عن حزمة عقوبات رابعة

عقوبات على ملياردير

 

فرضت الولايات المتحدة يوم الجمعة عقوبات على الملياردير الروسي فيكتور فيكسيلبرغ وثلاثة من أفراد أسرة المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأعضاء بالبرلمان وذلك في أحدث عقاب على الغزو الروسي لأوكرانيا.


وتواجه روسيا سلسلة من الإجراءات منذ غزوها لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير والذي يعد أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.


وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن من بين من شملتهم العقوبات، عشرة أشخاص من مجلس إدارة بنك (في.تي.بي) ثاني أكبر بنك في روسيا و12 عضوا بمجلس الدوما (النواب).


وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين: "تواصل وزارة الخزانة محاسبة المسؤولين الروس على تمكين بوتين من شن حرب غير مبررة".

 

وكان قد تم استهداف ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين بعقوبات في الثالث من آذار/ مارس.

 

وامتدت الإجراءات يوم الجمعة لتشمل زوجته واثنين من أبنائه.

 

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على أربعة من أعضاء مجلس إدارة بنك نوفيكومبانك منهم رئيسة مجلس الإدارة إيلينا جورجيفا. وأضافت الوزارة أن العقوبات شملت أيضا شركة (إيه.بي.آر مانيجمنت)‭ ‬التي تدير‭ ‬أصول بنك روسيا وأربعة من أعضاء مجلس إدارتها منهم المدير التنفيذي لبنك روسيا ديمتري ليبيديف ونائب حاكم سان بطرسبرغ فلاديمير نياجين.

 

تهديدات بوتين

 

واصل الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة، إيصال رسائل تهديد إلى روسيا، التي تخوض حربا ضد أوكرانيا منذ نهاية شباط/ فبراير الماضي.

وقال بايدن، إنه يعمل على تجنب أي مواجهة "مباشرة" بين حلف شمال الأطلسي "الناتو" وروسيا، لأن ذلك سيؤدي إلى "نشوب حرب عالمية ثالثة".

وحذر من أن روسيا "ستدفع ثمنا باهظا إذا استخدمت أسلحة كيميائية" في أوكرانيا.

وغرّد عبر "تويتر": "لن تكون حرب بوتين ضد أوكرانيا نصرًا أبدًا. كان يأمل في السيطرة على أوكرانيا دون قتال. كان يأمل في كسر العزيمة الأوروبية. كان يأمل في إضعاف تحالف الناتو. كان يأمل في تقسيم أمريكا. لقد فشل".

وفي السياق، أوضح بايدن أن الولايات المتحدة ستلغي وضع "العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة"، ردا على تدخل موسكو العسكري في أوكرانيا.

وأشار إلى أن قرار قطع العلاقات التجارية مع روسيا جاء بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة، لافتا أن هذا القرار من شأنه "زيادة الضغط على الاقتصاد الروسي المنهار".

وتابع: "الولايات المتحدة وحلفاؤها قرروا استبعاد روسيا من نظام التجارة التبادلي المعمول به في التجارة العالمية، ما يمهّد لفرض رسوم جمركية عقابية ردًا على العملية العسكرية في أوكرانيا".

وتابع الرئيس الأمريكي: "أريد أن أكون واضحا، سندافع عن كل شبر من أراضي الناتو بالقوة الكاملة لحلف الناتو الموحد والمحفز. لكننا لن نخوض حربا ضد روسيا في أوكرانيا".
 
وأضاف: "المواجهة المباشرة بين الناتو وروسيا هي الحرب العالمية الثالثة، وهو شيء يجب أن نسعى جاهدين لمنعه".