قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير نشرته، الأربعاء، إن القوات الروسية متورطة في استخدام أسلحة خطيرة خلال غزوها لأوكرانيا.
وأفادت الصحيفة الأمريكية، بحسب ما ترجمته "عربي21"، بأن موسكو تواجه اتهامات باستخدام أسلحة عنقودية وأسلحة فراغية في أوكرانيا، تسببت في مقتل وجرح العديد من المدنيين الأبرياء.
وفي أحدث الإحصائيات، أعلنت هيئة الطوارئ الأوكرانية، مقتل أكثر من 2000 أوكراني، وإخماد 400 حريق منذ بداية الهجوم الروسي.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن موسكو تستخدم الأسلحة العنقودية والفراغية على المناطق السكنية الأوكرانية، مما قد يعرض المدنيين لخطر متزايد وبالتالي المزيد من الضحايا.
بدورها، أوضحت جماعات حقوقية دولية، أن القوات الروسية استهدفت بالذخائر العنقودية مدرسة للأطفال في شمال شرق أوكرانيا، ومستشفى في الجزء الذي تسيطر عليه كييف من منطقة دونيتسك الشرقية الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين، بحسب ما جاء في تقرير "واشنطن بوست".
وأكدت الجماعات الحقوقية، أن روسيا استخدمت الذخائر العنقودية بكثافة، خلال الضربات الأخيرة التي استهدفت فيها خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد.
والأربعاء، قالت الشرطة الأوكرانية، إن روسيا استهدفت بصاروخ مبنى الشرطة الوطنية في خاركيف، فيما استهدفت بعدد من الصواريخ الاجتماع في جامعة خاركيف الوطنية، ما أدى لمقتل ثلاثة مدنيين.
وبحسب وكالة "رويترز"، أكد خبيرا ذخائر عنقودية بعد أن راجعا لقطات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أن خاركيف تعرضت لقصف بقنابل عنقودية متعددة.
جريمة حرب
من جانبه، استنكر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، القصف الروسي على خاركيف، مشيرا إلى أن ما تفعله روسيا يعد جريمة حرب، ومؤكدا أن الدفاع عن العاصمة هو الأولوية القصوى لهم.
وخلال مقابلة صحيفة، وجه أحد الصحفيين سؤالا للمتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف" عن حقيقة استخدام القوات الروسية للذخائر العنقودية والقنابل الفراغية، ليرد: "أنباء كاذبة بلا شك"، مدعيا أن العمليات الروسية تتركز على أهداف عسكرية لا مدنية.
كما أكد السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيسليتسيا، أن روسيا ترتكب جرائم شنيعة ضد الأوكرانيين باستخدامها للقنابل العنقودية والفراغية، وهي أسلحة نددت بها كثير من المنظمات الدولية.
اقرأ أيضا: WP: لماذا أصبحت أوروبا فجأة مرحبة وفتحت أبوابها للاجئين؟
وعلى صعيد متصل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، خلال مؤتمر صحفي الاثنين الماضي، إنها اطلعت على تقارير تفيد بأن روسيا استخدمت ذخائر عنقودية وفراغية ضد المدنيين في أوكرانيا، لكنها لم تستطع تأكيد الروايات.
وأضافت بساكي: "إذا كان هذا صحيحا، فمن المحتمل أن يكون جريمة حرب".
من جانبه، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، تحدث للصحيفة وفضل عدم الكشف عن هويته، أن روسيا لديها أنظمة إطلاق في أوكرانيا "يمكن استخدامها لسلاح حراري (فراغي)"، منوها إلى أن المسؤولين الأميركيين لم يتمكنوا بعد من تأكيد وجود أو استخدام هذه الأسلحة نفسها في أوكرانيا.
الذخائر العنقودية والفراغية
وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن الذخائر العنقودية ليست أسلحة دقيقة، مشيرة إلى أن الصاروخ أو القنبلة أو القذيفة التي تطلقها تدور أثناء تحليقها، وتنثر القنابل الصغيرة التي تصيب منطقة واسعة بشكل عشوائي.
وأوضحت أن هذه الأسلحة تشتهر بنثر قنابل صغيرة غير منفجرة يمكن أن تنفجر إذا تم الاحتكاك بها، مما يجعلها خطرة على المدنيين، بمن فيهم الأطفال، حتى بعد انتهاء المعارك.
وأشارت إلى أن الذخائر الفراغية، هي" أكثر دقة من أقوى القنابل التقليدية"، وذلك بحسب ما أفاد به "دان واسربلي"، رئيس أخبار وكالة الاستخبارات الدفاعية في جينيس.
وكان "دان واسربلي"، قد صرح حول هذا الموضوع قائلا: "إن الأسلحة الفراغية أصبحت سيئة السمعة لأنه "لا يمكنك الاختباء منها"، وذلك لأن "الهباء الجوي الذي تطلقه يمكن أن يتسرب إلى الهياكل المغلقة، وهذا هو سبب استخدامها في كثير من الأحيان لاستهداف المواقع العسكرية في الأنفاق والتحصينات و المخابئ والكهوف".
وأضاف: "لنفترض أن لديك مدنيين يختبئون في الملجأ، هذا لا يحميهم من شيء كهذا، لأن الهباء الجوي يدخل القبو ويشتعل فيه النيران ويموت الجميع".
اقرأ أيضا: إضعاف الروبل الروسي.. الغرب يتمكن من نقطة ضعف بوتين
الموقف القانوني من استخدام هذه الأسلحة
وفي نهاية التقرير، أفادت "واشنطن بوست" بأن الأسلحة العنقودية التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا، تم حظرها بموجب معاهدة دولية وقعت في مدينة دبلن عام 2008 ودخلت حيز التنفيذ عام 2010، منوهة إلى أن روسيا وأكرانيا لم ينضما لهذه المعاهدة.
وتنص المعاهدة الدولية على حظر استخدام أو إنتاج أو تخزين أو نقل للذخائر العنقودية، كما أنها تلزم البلدان بتدمير أي ذخائر عنقودية في ترساناتها وتلزمها أيضا بتطهير الأراضي الملوثة.
وأكدت الصحيفة، أن الأسلحة الفراغية ليست محظورة، لكنها تشكل خطرا كبيرا على المدنيين عند نشرها في المناطق السكنية، منوهة إلى أن استخدامها يعد جريمة حرب لأسباب عدة.