وجود سموتريتش بلندن كشف عمق الأزمة بين تل أبيب ويهود العالم
عربي21- عدنان أبو عامر16-Feb-2208:09 PM
شارك
شامير: الاستقبال الكئيب الذي تلقاه سموتريتش تجلى بعبارة "لا نريدك هنا، ارجع إلى إسرائيل بالطائرة التي أتت بك إلى هنا"
شكل الاستقبال المهين الذي لقيه بيتسلئيل سموتريتش رئيس حزب الصهيونية الدينية في المملكة المتحدة أحد التعبيرات، وليس الأكثر تطرفاً، عن النظرة إليه من اليهود في العالم، لكنه في الوقت ذاته تعبير عن جهل عضو الكنيست، ورئيس كتلة برلمانية ووزير سابق، بما يحدث في العالم اليهودي.
مع العلم
أن زيارة سموتريتش الأوروبية التي بدأها في بريطانيا ثم إلى فرنسا كانت بغرض الحصول
على دعم ومساعدة الحاخامات اليهود حول العالم، لكنه لم يعلم حجم الانفصال المكثف والمتعمق
بين إسرائيل والمجتمعات اليهودية في الولايات المتحدة وأوروبا، وهو أمر غريب بأنه لم
يسمع، ولم يقرأ، ولم يطلع على المزاج القاسي والنقد ومظاهر الاغتراب تجاه إسرائيل التي
تكتسب زخماً بين الشباب والشابات اليهود، وطلاب المؤسسات التعليمية اليهودية العليا
في الخارج.
شلومو
شامير الكاتب بصحيفة "معاريف"، ذكر في مقاله الذي ترجمته "عربي21"
أن "الاستقبال الكئيب الذي تلقاه سموتريتش تجلى بعبارة "لا نريدك هنا، ارجع
إلى إسرائيل بالطائرة التي أتت بك إلى هنا"، التي كانت معلقة في أحد الكنس اليهودية
في العاصمة البريطانية لندن، وقد قرأها سموتريتش بنفسه، لكن الغريب أنه لم يعلم مسبقا
أن ارتباطه بعدد من أعضاء الكنيست اليمينيين العنصريين حد الجنون جعله غير مرحب به،
بل مثيرا للاشمئزاز، لأنه يعمل على تشويه صورته في عيون الغالبية العظمى والساحقة من
اليهود في الولايات المتحدة وأوروبا".
وأضاف
أن "مفاجأة سموتريتش من الاستقبال السيء الذي واجهه من يهود بريطانيا يعني باختصار
أنه لا يملك أدنى فكرة عما يحدث في العالم اليهودي، مع العلم أنه بالسنوات الأخيرة تدهورت
العلاقات بين إسرائيل والتجمعات اليهودية في الخارج، ووصلت إلى مراحل من الشقاق والانفصال،
وبات من الصعب بذل الجهود لتقريب المسافات بينهما، وإعادة بناء العلاقة".
شكلت
زيارة سموتريتش الفاشلة إلى بريطانيا تعبيرا لعله الأقسى عن تنامي الشرخ القائم حاليا
بين يهود الخارج وإسرائيل، وهو الكفيل بأن يمزق الشعب اليهودي خلال دورة أجيال قادمة
وفق تحذيرات إسرائيلية متزايدة، وبات هذا التهديد على سلامة الشعب اليهودي أخطر من
أي وقت مضى، ورغم صدور دعوات سابقة لترميم علاقاتهما، ولكن دون جدوى، رغم أنه يمكن
اعتبارها الجبهة الاستراتيجية لإسرائيل حول العالم، بما لا يقل عن باقي التهديدات الأمنية
الخارجية.
من الشواهد
اللافتة على تدهور هذه العلاقة أن ملايين اليهود حول العالم يشعرون أن إسرائيل تتنكر
لهم، وأن كثيرا منهم لا يعيشون في البيئة اليهودية الدينية والاجتماعية، ولا يتعلمون في
مدارس دينية، وما يعرفونه عن إسرائيل فقط هو ما يشاهدونه عبر شاشات التلفزة وشبكات
التواصل الاجتماعي وأماكن العمل، ولسان حالهم يقول: "ما لي وما لإسرائيل؟".