سياسة تركية

أنقرة ترسل وفدا إلى تل أبيب.. شكوك إسرائيلية إزاء التقارب

الوفد التركي يصل الأربعاء إلى فلسطين المحتلة- الأناضول

يصل وفد رسمي من أنقرة إلى الأراضي الفلسطينية اليوم الأربعاء، لإجراء الترتيبات اللازمة في تل أبيب بشأن زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.

  

وقالت الرئاسة التركية، إن الوفد المكون من المتحدث باسمها إبراهيم كالين، ونائب وزير الخارجية سادات أونال، سيزوران فلسطين المحتلة يومي 16 و17 شباط/ فبراير.

 

وقال البيان إن الوفد سيلتقي عباس، ومسؤولين آخرين في رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

 

وسيناقش الوفد التركي تحضيرات زيارة رئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوغ إلى أنقرة يومي 9 و10 آذار/ مارس المقبل، وملفات سياسية أخرى.

 

وأمس الثلاثاء، قال مصدر تركي لصحيفة "حرييت"، إن مباحثات مكثفة تجري بين الجانبين التركي والإسرائيلي.

 

اقرأ أيضا: تشكيك إسرائيلي بجدية تحول تركيا نحو "تل أبيب"
 

وأضاف المصدر أنه تم تذكير "تل أبيب"، التي تريد طرد عناصر "حماس" من تركيا، بأنها أرسلت 10 أعضاء من حركة حماس إلى تركيا (في إشارة إلى الأسرى المحررين الذين أفرج عنهم وأبعدوا إلى تركيا في إطار صفقة شاليط). 

وذكر المصدر التركي، أنه في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، أكدت تركيا أنها لم تقدم ولن تقدم مساعدات عسكرية لحركة حماس. 

وأشار إلى أن تركيا أبلغت قائد حركة حماس، بأن الأسماء التي لها دور ونشاط عسكري لن تبقى في تركيا.

 

ويكشف وصول الوفد الرسمي التركي الكبير إلى دولة الاحتلال الأربعاء، عن حراك مكثف بينهما لإمكانية الشروع في تطبيع تدريجي لعلاقاتهما، رغم شكوك اليان الإسرائيلي بجدية التوجه التركي نحوه.

 

صحيح أن تل أبيب على الصعيد الرسمي لن تفرط في استعادة العلاقات مع أنقرة، لكن أوساطها الأمنية والإعلامية تنصحها بالتروي قبيل الرد على الخطوات الإيجابية القادمة من تركيا، على اعتبار أن التجربة السابقة معها غير مشجعة، وقد تنقلب السياسة التركية رأسا على عقب تجاه إسرائيل في حال وقوع أي حدث طارئ.


تسيفي يحيزكيلي محرر الشئؤن الشرق أوسطية في "القناة 12"، ذكر في مقابلة مع صحيفة معاريف ترجمتها "عربي21" أنه "يجب الحذر من الاقتراب من تركيا، لأن القول الفصل في العلاقات معها هو الواقع على الأرض وليس الاتفاقات والصور، لأن تركيا بحاجة إلينا، سواء لأسباب سياسية إقليمية مع دول المنطقة، أو لأسباب اقتصادية داخلية، أو لرغبتها في استعادة أعداد السياح الإسرائيليين القادمين إليها".

 

وأضاف أن "عاملا آخر قد يدفع باتجاه التأني في التقارب الإسرائيلي تجاه تركيا يتمثل في الموقف المصري، وربما عدم الرضا عن هذه الخطوات المتبادلة، لأن مصر وتركيا قطبان في الشرق الأوسط، ولعل الأطراف الثلاثة، وإسرائيل بجانبهما، تتفهم أنه سيكون هناك نظام شرق أوسطي جديد قريبًا، مع أن هناك رغبة أمريكية واضحة في تسريع التقارب بين تل أبيب وأنقرة، بسبب نظرة بايدن إلى أردوغان على أنه "زعيم أبوي"، رغم أن إسرائيل مطالبة بأن تجبي الثمن من أي تقارب لها مع تركيا".

 

آريئيل كهانا الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" نقل عن مسؤولين أمنيين سابقين في حوارات ترجمتها "عربي21" أن "التقارب مع تركيا يجب أن يتجاوز النوايا الإيجابية من أردوغان إلى السلوك العملي، رغم أن تركيا زادت في الآونة الأخيرة من أنشطتها ضد الجهات المعادية لإسرائيل، ومع ذلك فإن الحذر مطلوب في شأن التقارب السريع معها دون الحصول على ثمن مناسب، أهم نواحيه أن تشمل إجراءاتهم تغييرا كبيرا يتماشى مع المصالح الإسرائيلية".

 

وأضاف المسؤولون أنه "في الوقت الذي تتقارب فيه إسرائيل مع تركيا، فإنها مطالبة بالمحافظة على التحالف مع اليونان وقبرص، المنافستين التاريخيتين لها، وقد شكلت إسرائيل معهما مثلثًا جيو-سياسيًا محكمًا، صحيح أن التقدير الإسرائيلي السائد أن توجه أردوغان نحوها يحمل توقيتا مقصودا عشية الانتخابات الرئاسية، لكننا مطالبون بتقديم مطالب فورية وصارمة أمامه، خاصة في ما يتعلق بالعلاقات مع حركة حماس".


صحيح أن الأوساط الإعلامية والسياسية ترفع من سقفها حول مستقبل العلاقات مع تركيا، وتحاول الظهور كمن يفرض شروطه عليها، لكن الواقع يقول إن إسرائيل تدرس بجدية إمكانية تنظيم العلاقات مع تركيا، فلها مصلحة في ذلك، لأن التقارب بينهما مهم لإسرائيل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تنافس تركيا مع إيران، ونفوذها في سوريا، رغم استمرار جملة من المواقف التركية المزعجة لإسرائيل خاصة إزاء حصار غزة والمسجد الأقصى، ما يجعل التقدم نحو الأتراك حذرا ومدروسا للغاية.