بسام دلة.. الميكانيكا والطاقة لم تنسياه فلسطين (بورتريه)
عربي21- علي سعادة13-Feb-2206:57 AM
شارك
أسس مع مجموعة من الناشطين الأستراليين جمعية "أصدقاء فلسطين الأستراليين" وترأسها لمدة من الزمن
أسترالي
من أصل فلسطيني تميز ببحوثه العلمية الرائدة.
اختير
من بين 2% من العلماء في العالم في مجالات العلوم كافة بحسب تصنيف تقرير جامعة ستانفورد
الأمريكية لعام 2021.
الإنجاز
لم يأت صدفة فقد جاء بعد جهد بحثي مضن ودراسات متواصلة قام بها من خلال عمله الأكاديمي
في أستراليا وخارجها.
متخصص
في الهندسة الميكانيكية وتحديدا في علم الهندسة الفيزيائية والطاقة النظيفة.
سجل
اختراعات في استخدام الطاقة المتجددة في مجالات أخرى غير توليد الكهرباء، مثل تصنيع
الأسمنت والحديد والألومنيوم.
حصل
البروفيسور بسام دلة (أحيانا يكتب دالي) على بكالوريوس هندسة ميكانيكية من معهد التخنيون
(معهد إسرائيل للتقنية) عام 1988.
وعلى
درجة الدكتوراه في علوم الاحتراق من جامعة سيدني بأستراليا عام 1998، ثم التحق بكلية
الهندسة الميكانيكية في جامعة أديلايد في نفس العام، وشغل منصب نائب رئيس الكلية ما
بين عامي 2001 و2010، ثم رئيسا للكلية في الفترة من 2010 إلى 2014.
قام
مع آخرين بتأسيس مركز تكنولوجيا الطاقة عام 2008، وعين نائبا للمدير عام 2009، وهو
أيضا نائب رئيس قسم في معهد الاحتراق وعضو في جمعية ميكانيكا الموائع الأسترالية.
على
مدى 30 عاما الماضية، ساهم دلة في العديد من المجالات البحثية بما في ذلك علوم الاحتراق،
والديناميكا الهوائية، ونقل الحرارة، والبصريات التطبيقية، وديناميات السوائل الحسابية،
والطاقة المتجددة بما في ذلك الرياح، والطاقة الشمسية، وموجات المد والجزر.
ونشر
أكثر من 90 بحثا في مجلات علمية رائدة وحصل على عدد من الجوائز والأوسمة. وهو يتعاون
على نطاق واسع مع العديد من الباحثين الوطنيين والدوليين. وقد اجتذب بشكل مشترك ما
يقرب من 39 مليون دولار من التمويل بأربعة مشاريع وما يقرب من 5 ملايين دولار بنحو 11
منحة بحثية.
ويعمل
حاليا في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية.
بدأ
دلة أبحاثه في علم الاحتراق وتقليل انبعاث الغازات الضارة للبيئة عند حرق الوقود الأحفوري.
وركز في السنوات الأخيرة في مجالات الطاقة المتجددة.
كما
تركز أبحاثه حاليا على تطوير تقنيات فعالة ومبتكرة لتخفيف انبعاثات الكربون.
دلة
نفسه لم يتوقع أن يوضع في هذه المرتبة المتقدمة رغم إيمانه بقدراته وتأثيره في مجال
عمله وتخصصه، لكنه فخور بالمنجز الذي تحقق له.
الباحثون
في جامعة ستانفورد اعتمدوا على الموقع العالمي "Scopus"، الذي يحوي سجلا لكل المقالات العلمية
التي تنشر والاقتباسات المأخوذة عن هذه المقالات أيضا.
ويضم
تصنيف ستانفورد أكثر من 160 ألف باحث من بين أكثر من 8 ملايين عالِم يعتبرون نشطين
في جميع أنحاء العالم، مع أخذ 22 مجالا علميا و176 حقلا فرعيا في الاعتبار. وثمة موقع
مشابه هو "Google
Scholar"
يحتوي على المعلومات ذاتها.
الباحثون
أخذوا عدد الاقتباسات ومعايير أخرى منها عدد سنوات العمل وأهمية المجلات العلمية التي
نشرت فيها وغيرها، ووصلوا إلى هذه اللائحة في تدريج العلماء الذين نشروا مقالاتهم واختاروا
2 بالمئة منهم، والذين باعتقادهم وبحسب هذه المعايير، هم الأكثر تأثيرا في العالم في
كل المواضيع وليس في موضوع واحد.
لم تخف
جهود البروفيسور دلة في مجال التطور العلمي والتقني على المهتمين في هذا القطاع فلقد
شارك في مشاريع عديدة في دول العالم مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
إنجازات
دلة سبقته إلى المملكة العربية السعودية التي سارعت للاستفادة من خبراته، فقامت جامعة
الملك عبد الله للعلوم والتقنية في السعودية باستقطابه ليكون ضمن فريق العلماء في مركز
أبحاث الاحتراق النظيف في قسم العلوم والهندسة الفيزيائية.
وجامعة
الملك عبد الله للعلوم والتقنية هي جامعة خاصة عمرها 11 عاما وتستقطب العلماء الذين
لديهم خبرات.
وتوافقت
خبرة الدكتور بسام دلة في أستراليا كقارة مشمسة وفيها من عناصر الطاقة المتجددة كالرياح
والأمواج، مع البيئة الجغرافية السعودية، بالإضافة إلى ما تخبئه الأرض من معادن.
عمله
في السعودية لا يعني قطع علاقته بأستراليا فما زالت لديه مشاريع مشتركة مع جامعة أديليد،
وهو يعمل مع كثير من العلماء والأكاديميين في كل العالم ومنهم في أستراليا.
دلة
لم ينس قضيته الأولى، ولم تمنعه العلوم والأبحاث وانشغاله الدائم من واجبه الوطني في
الدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني، فأصوله تعود إلى قرية كفر ياسيف قرب الجليل شمال
الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، فقد أسس مع مجموعة من الناشطين الأستراليين جمعية
"أصدقاء فلسطين الأستراليين" وترأسها لمدة من الزمن. وكانت هذه المجموعة
ناشطة في إبراز قضايا الشعب الفلسطيني وحشد الدعم لها على الصعيدين الشعبي والرسمي
في أستراليا، وكتب دلة أكثر من مقال يتحدث عن النكبة وتهجير الفلسطينيين عن وطنهم.
يقول
دلة: "لا شك أن عملي السياسي يدل على أنه مهم بالنسبة لي على الرغم من انشغالاتي.
القضية الفلسطينية بالنسبة لي مهمة، وشعرت أن علي واجبا وطنيا للعمل لها".
وفي
عام 2016 قدم موقع "أخبار يهود أستراليا" اعتذارا للبروفيسور دلة، وقالت إدارة
الموقع في اعتذارها: "في مقال نشرناه ربما يكون بعض الناس قد فهموا خطأً اتهام
البروفيسور بسام دلة بمعاداة السامية. بينما هو يدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض
العقوبات، يعتبر البروفيسور بسام دلة شخصية ذائعة الصيت. يعزز السلام في فلسطين على
أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. Australianjewish news تعتذر بلا تحفظ للبروفيسور
بسام دلة عن أي ضرر قد يكون سببه هذا المقال."
ويقول
البروفيسور دلة إن من أهم الأهداف التي يريد تحقيقها بما يفيد البشرية والكرة الأرضية
هو "القضية المصيرية لكوكبنا والتي نعمل عليها وهي التخفيض والحد من ازدياد درجة
حرارة الجو طبعا".
وحين
يتحدث دلة عن نفسه بتواضع لا ينسى من وقفوا معه وفي مقدمتهم زوجته وأسرته، ويعطي كل
ذي حق حقه من الامتنان والشكر.
وفي
جميع الأحوال لم يخرج دلة من جلده كفلسطيني وبقي يعيش قضيته حتى وهو في معمله ومختبره
لإيجاد حل لمشاكل البشرية في مجال الطاقة النظيفة.